معدات طبية للمصابين بفيروس كوفيد-19 والعاملين على المكافحة
20 عالماً وباحثاً ومهندساً مقرهم الإمارات، اجتمعوا لتلبية الحاجة العالمية العاجلة
تشكلت مجموعة من 20 باحثاً وعالماً ومهندساً لتكوين فريق عمل، استجابة لجهود مكافحة فيروس كوفيد-19 والعمل معاً خلال الأسابيع والأشهر القادمة لإنتاج معدات طبية جديدة أكثر فعالية وحيوية، للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يكافحون وباء كورونا (كوفيد-19) في الخطوط الأمامية، داعمين بذلك الجهود الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، لمكافحة الوباء واحتواء تبعاته، ومنع انتشاره بعد أن أصبح أول تهديد حقيقي للعالم في القرن الحادي والعشرين. ونجحت المجموعة في تجميع أول نموذج مبدئي لجهاز تنفس صناعي، ويخضع الجهاز الآن لاختبارات داخلية قبل إرساله للاختبار والتحقق الخارجي.
وتركز مبادرة سيتيزن ساينس التي أطلقها معهد الابتكار التكنولوجي، -المعهد المتطور للبحوث العلمية الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، ويتكوّن من ثمانية مراكز بحوث متخصصة- على تلبية الطلب المتزايد الذي برز نتيجة للاستجابة العالمية لوباء كورونا (كوفيد-19).
ومع تجاوز عدد حالات المصابين بكوفيد-19 مليوني حالة عالمياً منذ بدء تفشي الوباء مطلع هذا العام، ظهرت حاجة ملحة لتوفير المعدات المتخصصة، وتوحيد الرؤى المرتكزة إلى جمع البيانات والتقنيات متعددة القدرات، وتعمل مبادرة سيتيزن ساينس استجابةً لهذه الحاجة الملحة.
ومن خلال مراكز البحوث التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، تسخّر سيتيزن ساينس التقنيات المتطورة لإنتاج نماذج جديدة من أجهزة التنفس الصناعي على نطاق واسع، وأجهزة الأشعة السينية لتصوير الصدر، التي تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد للمعدات الطبية، وابتكار إجراءات تعقيم جديدة لمعدات الحماية الشخصية وللأماكن العامة الواسعة، وتحسين نمط عمل أجهزة التنفس بهدف مساعدة أكثر من ثلاثة مرضى في الوقت ذاته.
ويقود عالمان إماراتيان هما الدكتور محمد الطنيجي، كبير مسؤولي الأبحاث في مركز بحوث المواد المتقدمة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي، والدكتور شوقي قاسمي، المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة الموجهة التابع لذات المعهد، فريقاً من الأطباء الدوليين لهذا الغرض.
وقال د. محمد الطنيجي: "هذا الوباء قاتل لا يفرق بين أحد ولا يعرف حدوداً. لا يمكننا محاربته بالأقوال والتصريحات والعزيمة فقط، بل علينا أن نتصرف بشكل سريع وفعال. وببساطة، يمكن ابتكار طرق جديدة لإنتاج وتزويد العاملين في الخطوط الأمامية والمرضى، بمعدات طبية أكثر كفاءة، الأمر الذي يمثل الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لآلاف الأشخاص".
وأضاف الطنيجي: "تشكلت سيتيزن ساينس لتقديم حلول جديدة لغرف العمليات. وفي هذه الفترة غير المسبوقة، اتحدنا للعمل بشكل جماعي لنمد يد العون لمن يقدمون لنا كل ما لديهم. ويجب أن نستطيع جميعاً النظر إلى هذه المرحلة من التاريخ البشري في المستقبل وأن نقول دون شك أننا فعلنا كل ما في وسعنا".
وفي إطار تسريع عمل المجموعة، دعت سيتيزن ساينس جميع الشركات والمصنّعين والموزعين والمهندسين والمجتمع العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، للمساهمة في دعم الجهود الإنتاجية الضخمة للمبادرة. إذ يشكل التبرع بالمعدات والموارد والمواد الخام ونقل المعرفة والقطع الحيوية، الفارق اللازم لتحويل المعركة الجارية ضد هذا العدو الخفي لتكون في صالح المجتمع.