رئيس الدولة: الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجيات التنمية الوطنية للإمارات
تم الاحتجاج على العديد من الانتخابات الرئاسية الأخرى
2016، 2000، 1960: ثلاث تراجيديات رئاسية أمريكية...!
-- كينيدي يطلب اعترافا رسميا بالهزيمة، لن يأتي، ونيكسون يهنئ الفائز ببرقية
-- دونالد ترامب ليس أول رئيس أمريكي يهز النظام السياسي لبلاده
-- لم تعترف هيلاري كلينتون مباشرة بانتصار الباعث العقاري النيويوركي
-- تظل ليلة 7 نوفمبر 2000 من أكثر الليالي جنونًا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة
-- فوز ترومان كان مفاجأة حيث أقفلت صحف يومية أمريكية صفحتها الأولى معلنة فوز منافسه ديوي
ليس دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يهز النظام السياسي لبلاده. قبله، تم الاحتجاج على العديد من الانتخابات الرئاسية الأخرى، مما أدى إلى مواجهات في غاية الشدّة. نفكر بالطبع في المبارزة بين جورج دبليو بوش وآل جور عام 2000، لكن فشل نائب الرئيس نيكسون على أبواب البيت الأبيض، في نوفمبر 1960، يظل يغذي المزيد من الخيال.
تذكير تاريخي وتفسيرات:
8 نوفمبر 2016: هيلاري كلينتون تنتظر قبل أن تعترف بالهزيمة
يبرر دونالد ترامب اليوم موقفه بموقف منافسته هيلاري كلينتون، التي رفضت، حسب زعمه، الاعتراف بالهزيمة في نوفمبر 2016.
وهذا غير صحيح، لأن المرشحة الديمقراطية، التي انقلب مصيرها الانتخابي بين عشية وضحاها -كما هو الحال بالنسبة لدونالد ترامب، الذي كان متقدمًا بشكل واضح حتى فجر الرابع من نوفمبر الماضي في تقديرات وسائل الإعلام الرئيسية – لم تعترف مباشرة بانتصار الباعث العقاري النيويوركي الذي لم يتوقف خلال حملته عن اتهامها بالاختلاس، والمطالبـــة بسجنها تحت الشعار الشهير “احبسوها».
حوالي منتصف النهار، في نيويورك، الثامن من نوفمبر 2016، اي اليوم التالي للانتخابات، ظهرت وزيرة خارجية باراك أوباما السابقة أمام وسائل الإعلام. طوال الليل، شاهدت المرشحة وفريقها النتائج تتحول لصالح خصمها في مقرهم الرئيسي المثبت في فندق بيننسولا في نيويورك، على بعد بضعة مبانٍ من برج ترامب حيث يستمتع منافسها بصعوده المنتصر في الولايات الصناعية وسط البلاد، مثل ويسكونسن أو أوهايو.
مترددة في الكلمات التي يجب استخدامها لقبول الهزيمة، استسلمت المرشحة الديموقراطية لحجج الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. وظهرت أمام الكاميرات الى جانب زوجها، الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وهي ترتدي حلة سوداء ذات طية صدر أرجوانية، وهو بربطة عنق أرجوانية: اختيار الألوان كان يهدف للدعوة إلى توافق وحل وسط بين الحزبين الرئيسيين (بين أزرق الديمقراطيين وأحمر الجمهوريين).
كانت كلماتها على النحو التالي، ولا لبس فيها: “شكرًا جزيلاً لحضوركم هنا. الليلة الماضية، هنأت دونالد ترامب وعرضت عليه العمل معا نيابة عن بلدنا. آمل أن ينجح في أن يكون رئيسًا لكل الأمريكيين. هذه ليست النتيجة التي أردناها أو عملنا بجد لتحقيقها، وأنا آسفة لأننا لم نفز بهذه الانتخابات من أجل القيم التي نتقاسمها والرؤية التي لدينا لبلدنا. لكنني أشعر بالفخر والامتنان لهذه الحملة الرائعة التي بنيناها معًا. هذه الحملة الواسعة والمتنوعة والإبداعية والجامحة والحيوية. أنتم تمثلون أفضل ما في أمريكا، وكان ترشيحكم لي من أعظم درجات التكريم في حياتي.
أعرف مدى خيبة أملكم، لأنه يتملكني ذات الشعور. وكذلك الحال بالنسبة لعشرات الملايين من الأمريكيين الذين استنفروا آمالهم وأحلامهم في هذا المسعى. إنه أمر مؤلم، وسيكون مؤلمًا لفترة طويلة قادمة، لكن أريدكم أن تتذكروه ...».
7 نوفمبر 2000: آل جور يقر بالهزيمة ثم يتراجع ويخسر يوم 12 ديسمبر
تظل ليلة 7 نوفمبر 2000 من أكثر الليالي جنونًا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة. إلى حد أنه يشار إليه اليوم على أنها النموذج الأصلي للسيناريو الذي يجب تجنبه مرة أخرى، حيث تم إعلان جورج دبليو بوش في النهاية رئيساً في 12 ديسمبر -بعد أكثر من شهر من الانتخابات -بعد قرار المحكمة العليا، بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 بوقف إعادة فرز الأصوات في فلوريدا، وللتصديق على فوز المرشح الجمهوري في هذه الولاية، بأغلبية 537 صوتًا.
الحدث المتفرد، مساء تلك الانتخابات حيث تقرّر مصير البلاد في ولاية فلوريدا فقط –بـ 25 ناخبًا رئيسيًا وحاكمها الجمهوري جيب بوش، شقيق الفائز -كان تراجع آل غور نائب الرئيس المنتهية ولايته، عن الاعتراف بالهزيمة.
بعد أن اتصل في البداية، حوالي منتصف الليل، بجورج دبليو بوش للاعتراف بهزيمته على أساس النتائج الاولية في “ولاية الشمس المشرقة”، تراجع المرشح الديمقراطي حوالي الساعة الرابعة صباحًا، مع تحوّل فرز الأصوات لصالحه مرة أخرى. ثم اندلعت معركة محامين لا تُنسى، وانتهت في 12 ديسمبر أمام أعلى هيئة قضائية أمريكية.
ثم بادر آل جور بوضع حد لها، قبل يوم واحد من التصويت الرسمي لـ 538 من كبار الناخبين. وقد قام بذلك على النحو التالي: “قبل لحظات قليلة تحدثت مع جورج دبليو بوش وهنأته بأنه أصبح الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة، وعرضت عليه أن ألتقي به في أقرب وقت ممكن حتى نتمكن من البدء في التغلب على انقسامات الحملة والمسابقة التي خضناها.
قبل ما يقرب من قرن ونصف القرن، صرّح السناتور ستيفن دوغلاس لأبراهام لينكولن، الذي كان قد هزمه في سباق الرئاسة: “يجب أن تفسح المشاعر الحزبية المجال للوطنية. انا معك سيدي الرئيس وبارك الله فيك «.
وفي السياق ذاته، أقول للرئيس المنتخب بوش إنه يجب الآن تنحية ما تبقى من أحقاد الحزبيين، وبارك الله في إدارته لهذا البلد. لم يكن هو ولا أنا قد توقعنا هذا الطريق الطويل والصعب. بالتأكيد لا أحد منا يريد أن يحدث ذلك. ولكن، كان الذي كان، والآن وصلنا إلى النهاية، وتم حل الإشكال كما يجب، من قبل المؤسسات العريقة في ديمقراطيتنا «.
8 نوفمبر 1960: ظل شيكاغو على انتخاب كينيدي ضد نيكسون
واليوم، يشير دونالد ترامب ومحاموه بأصابع الاتهام إلى ست ولايات كان فرز الأصوات البريدية فيها مزيفًا، من وجهة نظرهم: بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وميشيغان وويسكونسن ونيفادا. ويبرز اثنان بشكل خاص من حيث الملاحقة القضائية: بنسلفانيا (37 الف صوت لجو بايدن، بينما كان دونالد ترامب متقدما في المساء، ما يصل إلى 700 الف صوت)، بقيادة حاكم ديمقراطي، و جورجيا (جو بايدن متقدم 14 ألف صوت) بقيادة حاكم جمهوري.
عام 1960، ستقرر ولاية واحدة فقط، كما في عام 2000، الانتخابات: إلينوي، وعاصمتها شيكاغو، والمعروفة بالثقل الذي تمارسه المافيا. كان الحاكم الديمقراطي في ذلك الوقت هو ويليام ستراتون، الا ان رجله القوي كان رئيس بلدية شيكاغو ريتشارد جي دالي، المسؤول عن المدينة بين 1955 و1976.
إلينوي، هذه الولاية الصناعية، كان نصيبها 27 من كبار الناخبين يحتاجهم جيه إف كينيدي تمامًا، خاصة أن التصويت الشعبي يؤدي عمليًا إلى التعادل على المستوى الوطني مع 34.220.984 صوتًا للسناتور عن ولاية ماساتشوستس، مقابل 34108157 لنائب الرئيس نيكسون.
النتيجة: احتدمت المعركة أثناء الفرز في إلينوي. ثم، حوالي الساعة 11 مساءً، رن الهاتف.عند آل كينيدي، “ستفوز بالولاية بقليل من الحظ، وعدد قليل من الأصدقاء”، قال حينها ريتشارد دالي، بعد أن حصل على نتائج المقاطعات التي تنتظر انتهاء الفرز في شيكاغو ليتم الإعلان عنها.
وستنتشر الأسطورة السوداء عن “الانتخابات المسروقة” على الفور. في النهاية، سيحصل كينيدي على 302 ناخبًا مقابل 219 ناخبًا. لنيكسون، الذي استيقظ أثناء الليل بإعلان نتيجة إلينوي، وعليه أن يعترف بالهزيمة، حتى وان وجد في هذه الهزيمة طاقة ترشّحه الجديد المنتصر عام 1968.
كانت الخاتمة أكثر مرارة. في منتصف الليل، اقترب نيكسون من الميكروفون: “إذا استمر الاتجاه الحالي، فسيكون السناتور كينيدي الرئيس القادم للولايات المتحدة”، على حد قوله. الا ان كينيدي غير راضٍ. إنه يطالب بخطاب اقرار رسمي بالهزيمة، لن يأتي. وعن طريق برقية، سيهنئ ريتشارد نيكسون في الأخير الفائز.
عام 1948، معركة أوهايو... عام 1916، معركة كاليفورنيا
لقد قلبت ولايتان أمريكيتان في ماضٍ بعيد انتخابات رئاسية شديدة التنافس. في 2 نوفمبر 1948، فاز هاري ترومان، الذي تم تنصيبه في البيت الأبيض بعد وفاة فرانكلين ديلانو روزفلت في 12 أبريل 1945، أمام دهشة الجميع ضد الحاكم الجمهوري لنيويورك، توماس ديوي.
كانت مفاجأة، حيث إن العديد من الصحف اليومية الأمريكية قد أقفلت صفحتها الأولى معلنة فوز منافسه ديوي. خطأ: عرف نائب الرئيس السابق، والسيناتور عن ولاية ميسوري، كيف يقنع “الياقات الزرقاء” في الولايات الصناعية وسط البلاد، خاصة أوهايو، الولاية التي تم فيها الحسم وكسب الرهان. ولم يعد أول رئيس في التاريخ أمر بشن هجوم نووي (على هيروشيما، ثم على ناغازاكي) مجرد “حادث”، كما يعتقد الكثيرون، وإنما رئيس دولة محترم فاز عبر صناديق الاقتراع.
وقبل ثلاثين عامًا، في 7 نوفمبر 1916، فاز الرئيس الأمريكي المعروف في أوروبا، وودرو ويلسون، بفضل أصوات ولاية أخرى، كاليفورنيا. واحتدمت المواجهة السياسية خلال الحملة بين رئيس الدولة الذي يعتبر مسالمًا وانعزاليًا، وخصمه الجمهوري تشارلز إيفانز هيوز.
ففي غرب البلاد، ذهب ويلسون الديمقراطي لانتزاع أصواته (متقدما 3700 صوت فقط) ليقوم بانعطاف 180 درجة بعد انتخابه، حيث أشرك الولايات المتحدة في الحرب في أوروبا إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة، ثم حارب من أجل إنشاء عصبة الأمم، سلف الأمم المتحدة التي أقامت مقرها الرئيسي في جنيف أولاً في المبنى الحالي لقصر ويلسون، ثم في قصر الأمم الحالي ، الذي تم افتتاحه عام 1929.
-- دونالد ترامب ليس أول رئيس أمريكي يهز النظام السياسي لبلاده
-- لم تعترف هيلاري كلينتون مباشرة بانتصار الباعث العقاري النيويوركي
-- تظل ليلة 7 نوفمبر 2000 من أكثر الليالي جنونًا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة
-- فوز ترومان كان مفاجأة حيث أقفلت صحف يومية أمريكية صفحتها الأولى معلنة فوز منافسه ديوي
ليس دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يهز النظام السياسي لبلاده. قبله، تم الاحتجاج على العديد من الانتخابات الرئاسية الأخرى، مما أدى إلى مواجهات في غاية الشدّة. نفكر بالطبع في المبارزة بين جورج دبليو بوش وآل جور عام 2000، لكن فشل نائب الرئيس نيكسون على أبواب البيت الأبيض، في نوفمبر 1960، يظل يغذي المزيد من الخيال.
تذكير تاريخي وتفسيرات:
8 نوفمبر 2016: هيلاري كلينتون تنتظر قبل أن تعترف بالهزيمة
يبرر دونالد ترامب اليوم موقفه بموقف منافسته هيلاري كلينتون، التي رفضت، حسب زعمه، الاعتراف بالهزيمة في نوفمبر 2016.
وهذا غير صحيح، لأن المرشحة الديمقراطية، التي انقلب مصيرها الانتخابي بين عشية وضحاها -كما هو الحال بالنسبة لدونالد ترامب، الذي كان متقدمًا بشكل واضح حتى فجر الرابع من نوفمبر الماضي في تقديرات وسائل الإعلام الرئيسية – لم تعترف مباشرة بانتصار الباعث العقاري النيويوركي الذي لم يتوقف خلال حملته عن اتهامها بالاختلاس، والمطالبـــة بسجنها تحت الشعار الشهير “احبسوها».
حوالي منتصف النهار، في نيويورك، الثامن من نوفمبر 2016، اي اليوم التالي للانتخابات، ظهرت وزيرة خارجية باراك أوباما السابقة أمام وسائل الإعلام. طوال الليل، شاهدت المرشحة وفريقها النتائج تتحول لصالح خصمها في مقرهم الرئيسي المثبت في فندق بيننسولا في نيويورك، على بعد بضعة مبانٍ من برج ترامب حيث يستمتع منافسها بصعوده المنتصر في الولايات الصناعية وسط البلاد، مثل ويسكونسن أو أوهايو.
مترددة في الكلمات التي يجب استخدامها لقبول الهزيمة، استسلمت المرشحة الديموقراطية لحجج الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. وظهرت أمام الكاميرات الى جانب زوجها، الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وهي ترتدي حلة سوداء ذات طية صدر أرجوانية، وهو بربطة عنق أرجوانية: اختيار الألوان كان يهدف للدعوة إلى توافق وحل وسط بين الحزبين الرئيسيين (بين أزرق الديمقراطيين وأحمر الجمهوريين).
كانت كلماتها على النحو التالي، ولا لبس فيها: “شكرًا جزيلاً لحضوركم هنا. الليلة الماضية، هنأت دونالد ترامب وعرضت عليه العمل معا نيابة عن بلدنا. آمل أن ينجح في أن يكون رئيسًا لكل الأمريكيين. هذه ليست النتيجة التي أردناها أو عملنا بجد لتحقيقها، وأنا آسفة لأننا لم نفز بهذه الانتخابات من أجل القيم التي نتقاسمها والرؤية التي لدينا لبلدنا. لكنني أشعر بالفخر والامتنان لهذه الحملة الرائعة التي بنيناها معًا. هذه الحملة الواسعة والمتنوعة والإبداعية والجامحة والحيوية. أنتم تمثلون أفضل ما في أمريكا، وكان ترشيحكم لي من أعظم درجات التكريم في حياتي.
أعرف مدى خيبة أملكم، لأنه يتملكني ذات الشعور. وكذلك الحال بالنسبة لعشرات الملايين من الأمريكيين الذين استنفروا آمالهم وأحلامهم في هذا المسعى. إنه أمر مؤلم، وسيكون مؤلمًا لفترة طويلة قادمة، لكن أريدكم أن تتذكروه ...».
7 نوفمبر 2000: آل جور يقر بالهزيمة ثم يتراجع ويخسر يوم 12 ديسمبر
تظل ليلة 7 نوفمبر 2000 من أكثر الليالي جنونًا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة. إلى حد أنه يشار إليه اليوم على أنها النموذج الأصلي للسيناريو الذي يجب تجنبه مرة أخرى، حيث تم إعلان جورج دبليو بوش في النهاية رئيساً في 12 ديسمبر -بعد أكثر من شهر من الانتخابات -بعد قرار المحكمة العليا، بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 بوقف إعادة فرز الأصوات في فلوريدا، وللتصديق على فوز المرشح الجمهوري في هذه الولاية، بأغلبية 537 صوتًا.
الحدث المتفرد، مساء تلك الانتخابات حيث تقرّر مصير البلاد في ولاية فلوريدا فقط –بـ 25 ناخبًا رئيسيًا وحاكمها الجمهوري جيب بوش، شقيق الفائز -كان تراجع آل غور نائب الرئيس المنتهية ولايته، عن الاعتراف بالهزيمة.
بعد أن اتصل في البداية، حوالي منتصف الليل، بجورج دبليو بوش للاعتراف بهزيمته على أساس النتائج الاولية في “ولاية الشمس المشرقة”، تراجع المرشح الديمقراطي حوالي الساعة الرابعة صباحًا، مع تحوّل فرز الأصوات لصالحه مرة أخرى. ثم اندلعت معركة محامين لا تُنسى، وانتهت في 12 ديسمبر أمام أعلى هيئة قضائية أمريكية.
ثم بادر آل جور بوضع حد لها، قبل يوم واحد من التصويت الرسمي لـ 538 من كبار الناخبين. وقد قام بذلك على النحو التالي: “قبل لحظات قليلة تحدثت مع جورج دبليو بوش وهنأته بأنه أصبح الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة، وعرضت عليه أن ألتقي به في أقرب وقت ممكن حتى نتمكن من البدء في التغلب على انقسامات الحملة والمسابقة التي خضناها.
قبل ما يقرب من قرن ونصف القرن، صرّح السناتور ستيفن دوغلاس لأبراهام لينكولن، الذي كان قد هزمه في سباق الرئاسة: “يجب أن تفسح المشاعر الحزبية المجال للوطنية. انا معك سيدي الرئيس وبارك الله فيك «.
وفي السياق ذاته، أقول للرئيس المنتخب بوش إنه يجب الآن تنحية ما تبقى من أحقاد الحزبيين، وبارك الله في إدارته لهذا البلد. لم يكن هو ولا أنا قد توقعنا هذا الطريق الطويل والصعب. بالتأكيد لا أحد منا يريد أن يحدث ذلك. ولكن، كان الذي كان، والآن وصلنا إلى النهاية، وتم حل الإشكال كما يجب، من قبل المؤسسات العريقة في ديمقراطيتنا «.
8 نوفمبر 1960: ظل شيكاغو على انتخاب كينيدي ضد نيكسون
واليوم، يشير دونالد ترامب ومحاموه بأصابع الاتهام إلى ست ولايات كان فرز الأصوات البريدية فيها مزيفًا، من وجهة نظرهم: بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وميشيغان وويسكونسن ونيفادا. ويبرز اثنان بشكل خاص من حيث الملاحقة القضائية: بنسلفانيا (37 الف صوت لجو بايدن، بينما كان دونالد ترامب متقدما في المساء، ما يصل إلى 700 الف صوت)، بقيادة حاكم ديمقراطي، و جورجيا (جو بايدن متقدم 14 ألف صوت) بقيادة حاكم جمهوري.
عام 1960، ستقرر ولاية واحدة فقط، كما في عام 2000، الانتخابات: إلينوي، وعاصمتها شيكاغو، والمعروفة بالثقل الذي تمارسه المافيا. كان الحاكم الديمقراطي في ذلك الوقت هو ويليام ستراتون، الا ان رجله القوي كان رئيس بلدية شيكاغو ريتشارد جي دالي، المسؤول عن المدينة بين 1955 و1976.
إلينوي، هذه الولاية الصناعية، كان نصيبها 27 من كبار الناخبين يحتاجهم جيه إف كينيدي تمامًا، خاصة أن التصويت الشعبي يؤدي عمليًا إلى التعادل على المستوى الوطني مع 34.220.984 صوتًا للسناتور عن ولاية ماساتشوستس، مقابل 34108157 لنائب الرئيس نيكسون.
النتيجة: احتدمت المعركة أثناء الفرز في إلينوي. ثم، حوالي الساعة 11 مساءً، رن الهاتف.عند آل كينيدي، “ستفوز بالولاية بقليل من الحظ، وعدد قليل من الأصدقاء”، قال حينها ريتشارد دالي، بعد أن حصل على نتائج المقاطعات التي تنتظر انتهاء الفرز في شيكاغو ليتم الإعلان عنها.
وستنتشر الأسطورة السوداء عن “الانتخابات المسروقة” على الفور. في النهاية، سيحصل كينيدي على 302 ناخبًا مقابل 219 ناخبًا. لنيكسون، الذي استيقظ أثناء الليل بإعلان نتيجة إلينوي، وعليه أن يعترف بالهزيمة، حتى وان وجد في هذه الهزيمة طاقة ترشّحه الجديد المنتصر عام 1968.
كانت الخاتمة أكثر مرارة. في منتصف الليل، اقترب نيكسون من الميكروفون: “إذا استمر الاتجاه الحالي، فسيكون السناتور كينيدي الرئيس القادم للولايات المتحدة”، على حد قوله. الا ان كينيدي غير راضٍ. إنه يطالب بخطاب اقرار رسمي بالهزيمة، لن يأتي. وعن طريق برقية، سيهنئ ريتشارد نيكسون في الأخير الفائز.
عام 1948، معركة أوهايو... عام 1916، معركة كاليفورنيا
لقد قلبت ولايتان أمريكيتان في ماضٍ بعيد انتخابات رئاسية شديدة التنافس. في 2 نوفمبر 1948، فاز هاري ترومان، الذي تم تنصيبه في البيت الأبيض بعد وفاة فرانكلين ديلانو روزفلت في 12 أبريل 1945، أمام دهشة الجميع ضد الحاكم الجمهوري لنيويورك، توماس ديوي.
كانت مفاجأة، حيث إن العديد من الصحف اليومية الأمريكية قد أقفلت صفحتها الأولى معلنة فوز منافسه ديوي. خطأ: عرف نائب الرئيس السابق، والسيناتور عن ولاية ميسوري، كيف يقنع “الياقات الزرقاء” في الولايات الصناعية وسط البلاد، خاصة أوهايو، الولاية التي تم فيها الحسم وكسب الرهان. ولم يعد أول رئيس في التاريخ أمر بشن هجوم نووي (على هيروشيما، ثم على ناغازاكي) مجرد “حادث”، كما يعتقد الكثيرون، وإنما رئيس دولة محترم فاز عبر صناديق الاقتراع.
وقبل ثلاثين عامًا، في 7 نوفمبر 1916، فاز الرئيس الأمريكي المعروف في أوروبا، وودرو ويلسون، بفضل أصوات ولاية أخرى، كاليفورنيا. واحتدمت المواجهة السياسية خلال الحملة بين رئيس الدولة الذي يعتبر مسالمًا وانعزاليًا، وخصمه الجمهوري تشارلز إيفانز هيوز.
ففي غرب البلاد، ذهب ويلسون الديمقراطي لانتزاع أصواته (متقدما 3700 صوت فقط) ليقوم بانعطاف 180 درجة بعد انتخابه، حيث أشرك الولايات المتحدة في الحرب في أوروبا إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة، ثم حارب من أجل إنشاء عصبة الأمم، سلف الأمم المتحدة التي أقامت مقرها الرئيسي في جنيف أولاً في المبنى الحالي لقصر ويلسون، ثم في قصر الأمم الحالي ، الذي تم افتتاحه عام 1929.