بسام عبد السميع: «آن أوان المحاكمة» – لا قداسة لفكرة!

30 فيلسوفًا عبر 3 آلاف عام يلتقون في قاعة واحدة

30 فيلسوفًا عبر 3 آلاف عام يلتقون في قاعة واحدة


حين تتقاطع الفلسفة مع الأدب والصحافة الاستقصائية، تولد أعمال غير مألوفة تكسر السرد التقليدي وتستفز وعي القارئ. هذا بالضبط ما فعلته رواية “آن أوان المحاكمة” للكاتب والصحفي المصري بسام عبد السميع، المنشورة على منصة Amazon.com باللغتين العربية والإنجليزية «The Time for the Trial».

عنوان يصرخ بالوعي
الكاتب يوضح في حواره مع الإعلامي الدكتور جمال المجايدة ,  أن عنوان الرواية ليس مجرد شعار دعائي، بل “لحظة حاسمة يواجه فيها الإنسان نفسه أولًا قبل الآخرين، ومواجهة المجتمع لتراثه ومسلّماته”. المحاكمة هنا ليست ضد شخص أو حدث، بل ضد الأفكار التي استوطنت عقولنا دون اختبار.

محكمة كونية بين الفلسفة والخيال المستقبلي
الرواية تجمع بين الفلسفة والخيال العلمي، وتطرح أسئلة الذكاء الاصطناعي، الشرائح الرقمية، ونقل الأعضاء الرقمية. 30 فيلسوفًا من بوذا إلى فوكوياما يظهرون كشهود على الأفكار، لتصبح العدالة والوعي والموروث الإنساني مادة اختبار للقارئ، الذي يتحول بدوره إلى شاهد وقاضٍ في آن واحد.الكاتب بسام عبد السميع يوضح: “كل قراءة هي جلسة جديدة، وكل قارئ شاهد لم يُستدع بعد».

الفلسفة الفسيفسائية.. تناقضات متكاملة
الرواية تؤسس لتيار فكري جديد أطلق عليه الكاتب اسم الفلسفة الفسيفسائية، حيث تُوضع الأفكار المتناقضة جنبًا إلى جنب لتكشف جوهرها التكاملي. الكاتب يؤكد: “الشك ليس خيانة بل خطوة نحو النضج».

إيلون ماسك.. رمز المستقبل
وجود ماسك في الرواية ليس للترويج أو الاستعراض، بل رمز للفكر المتمرّد الذي يفتح أبواب الفضاء والتقنيات المستقبلية، ويطرح أسئلة فلسفية حول حدود الطموح وسلطة المعرفة وخطر الهيمنة. وقد أعلن الكاتب جائزة “إيلون ماسك ورفاقه” لمهندسي المستقبل ضمن السرد الروائي.

مواجهة الذات قبل مواجهة الآخرين
الرواية ليست هجومية على الدين، بل تستحضر جوهره: التفكير والتدبر. العدالة هنا ليست شعارًا قانونيًا، بل فعل يومي، يبدأ من مواجهة النفس بلا أقنعة. كل قارئ يُجري محاكمته الخاصة، ويختبر يقينياته التي ورثها دون تفكير.

أدب مستقبلي بمفهوم فلسفي ودرامي
العمل يمزج الماضي بالحاضر والمستقبل، بين الحوار الفلسفي والتوتر الدرامي. 
الكاتب استخدم مشاهد قصيرة، لغة رشيقة، وجملًا قوية تجعل القارئ وكأنه في قلب المحكمة كلها صور بصرية تحاكي المشهد السينمائي.
دعوة القارئ  
يختم الكاتب بالدعوة للقراء: “هذه الرواية لن تنقذك ولن تدين غيرك نيابة عنك. هي مرآة وامتحان. إذا بدأت تشك في يقين ورثته، فقد بدأت الرواية فعلاً لا مجازًا. كل قراءة هي جلسة جديدة .

مشاريع وأعمال سابقة
لدى بسام عبد السميع تجربة طويلة في الأدب والصحافة، من أبرز أعماله: الحج الاستثنائي، مسافر في زمن المنع، صرخة 2020، رحلتي مع النووي، استعادة الذات، دولة الروبوت، خطيئة العمر، ومجموعات قصصية مثل اعتقال الموتى. حصل على جوائز عربية ودولية، منها تقديرات الأمم المتحدة، جائزة الصحافة العربية 2017، وجائزة دبي للإبداع الصحفي 2006.