5 مؤشرات عن اتجاه أمريكا والصين إلى حرب ساخنة

5 مؤشرات عن اتجاه  أمريكا والصين إلى حرب ساخنة


يروي جيمس ستافريديس، العميد الفخري لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة «تافتس»، كيف يواجه دوماً أسئلة من نوع «هل نحن متجهون نحو حرب ساخنة مع الصين؟».
الإجابة المختصرة التي يسردها ستافريديس في شبكة «بلومبرغ» هي أنه يأمل ألا يكون الأمر كذلك، لكنه يشعر بقلق متزايد حيال الاتجاهات. لقد قضى معظم مسيرته يخدم البحرية في المحيط الهادي، ولم يشعر قط بأن أمريكا على وشك دخول حرب حقيقية مع بكين كما هي الحال اليوم. ويرى ستافريديس في ذلك المحيط خمسة أضواء تحذيرية تومض باللون الأصفر، حيث ينبغي مراقبتها عن كثب في حال تحولها إلى اللون الأحمر.


الهجمات السيبرانية
تهاجم الصين بشكل متزايد البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة من خلال قدراتها التكنولوجية الهجومية القوية. أشهر هذه البرامج هو برنامج فولت تايفون. نوقش هذا البرنامج علناً من قبل كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين، ويقال إنه كان موضوع نقاش في اجتماع سري عقد في ديسمبر -كانون الثاني بين السلطات الأمريكية والصينية. وُجهت الهجمات ضد «موانئ ومرافق مياه ومطارات» وأهداف أخرى للبنية التحتية، بحسب تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال».
ووُجه برنامج منفصل، يُدعى سولت تايفون، انطلاقاً من بكين ضد الاتصالات الأمريكية بحسب تقارير. تظهر الصين ليس فقط قدرتها على شن حرب سيبرانية متطورة للغاية، بل أيضاً امتلاكها الإرادة للقيام بذلك. إذا ازداد نطاق الهجمات الإلكترونية وتداعياتها، فسيزداد خطر اندلاع حرب أوسع بشكل متناسب.

ضغط الطيران على تايوان
يمكن أن يوفر رصد مستوى التوغلات في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية مؤشراً رئيسياً إلى الاستراتيجية العسكرية الصينية المتقدمة في ما يتعلق بالسيطرة على «المقاطعة المارقة». في السنة الماضية، كان هناك أكثر من 3000 حادث من هذا القبيل، أي ما يقرب من ضعف العدد سنة 2023. يتلقى الأدميرال سام بابارو، قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ في هونولولو، إحاطات يومية حول هذه الطلعات الجوية. يجب على الجميع الانتباه إليها أيضاً.

عمليات بحر الصين الجنوبي
تستند بكين في مطالباتها بالسيادة على كل هذه المياه الشاسعة تقريباً والتي تمثل نحو نصف مساحة الولايات المتحدة القارية، بشكل جزئي، إلى الرحلات التاريخية التي قام بها الأدميرال الصيني تشنغ خه في القرن الخامس عشر. رفضت المحاكم الدولية هذه الادعاءات. مع ذلك، تقوم الصين بمجموعة من الإجراءات البحرية، بما فيها إنشاء ما لا يقل عن سبع جزر اصطناعية بصفتها قواعد لأسطولها البحري المتزايد القوة. تسمى هذه الجزر أحياناً «سور الرمال العظيم»، وتستخدم للقيام بتقدم بحري محدود ومضايقات ضد الدول الساحلية، ولا سيما الفلبين، حليفة الولايات المتحدة بموجب معاهدة. ويتعاون الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن بشكل أوثق مع الجيش الأمريكي بالمقارنة مع سلفه رودريغو دوتيرتي. إن مستوى عمليات البحرية الصينية وخفر السواحل في وسط بحر الصين الجنوبي وما حوله، وبخاصة تلك التي تهدد جيرانها، هو مؤشر قوي على احتمال نشوب صراع.

البناء البحري الصيني
تبني الصين سفنها الحربية بوتيرة هائلة، بمعدل يتراوح بين 20 و30 سفينة سنوياً. أسطولها الحالي، من حيث عدد السفن المقاتلة، أكبر من أسطول أمريكا: أكثر من 360 سفينة بالمقارنة مع نحو 300 سفينة للولايات المتحدة. الهدف المعلن للصين هو أكثر من 400 سفينة حربية. تدرك بكين أن أي حرب مع الولايات المتحدة ستخاض في البحر بشكل أساسي. للحصول على مؤشر جيد على نوايا بكين في خوض قتال كبير، ينبغي مراقبة مستوى الإنتاج في أحواض بناء السفن التابعة لها.
لعل أخطر مؤشر هو مؤشر قائم بالفعل: مستوى ونطاق الرسوم الجمركية التي يفرضها كل جانب. ينبغي تذكر كيف بدأت الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادي: بعقوبات تجارية حرمت اليابان من موارد حيوية، ولا سيما النفط والصلب والمطاط. يعتقد العديد من المؤرخين أن هجوم بيرل هاربور في ديسمبر -كانون الأول 1941 كان تتويجاً لعقد من النزاعات الاقتصادية والخطوات الاستفزازية.
بدأت الصين الآن بقطع إمدادات العديد من العناصر الأرضية النادرة والمعادن ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تحكم قبضتها عليها عالمياً في مجال التعدين، والأهم من ذلك، في مجال التكرير. ستلحق الرسوم الجمركية الأمريكية ضرراً فورياً وكبيراً بالاقتصاد الصيني، لكن ردود فعل الصين ستكون المؤشر الرئيسي الخامس على الصراع الوشيك.
وأشار ستافريديس في الختام إلى أن التاريخ يدور حول أمور مفصلية صغيرة. يجب مراقبة هذه الأضواء الصفراء الخمسة، لأنها لو تحولت إلى اللون الأحمر، فقد تطفئ الأضواء في جميع أنحاء العالم.