خلال جلسة حوارية عقدت في «نادي الفنون بدبي»

«إرثي» يستعرض تجربته في تصاميم مجموعة «زنوبيا» ويكشف نتائجها على تعزيز التواصل الثقافي

«إرثي» يستعرض تجربته في تصاميم مجموعة «زنوبيا» ويكشف نتائجها على تعزيز التواصل الثقافي

-- مجموعة تدمج بين حرفتي التلي الإماراتية وفن تطعيم الخشب في لبنان

عقد مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، مؤخراً، جلسةً حواريةً في نادي الفنون بدبي، سلط خلالها الضوء على مجموعة “زنوبيا”، أحدث الأعمال الفنية التي أنتجها، وتم عرضها للمرة الأولى في منصة “ديزاين ميامي” في شنغهاي، والمتخصصة بعرض التصاميم الفريدة التي تجمع بين الحرف الإماراتية وحرف أخرى من المنطقة باستخدام تقنيات إبداعية متطورة.
وشارك في الجلسة، التي أدارتها سيبل فاسكيز، رئيسة البرامج الثقافية في نادي الفنون بدبي، و فرح نصري، مساعدة مدير التقييم والتصميم في مجلس “إرثي” للحرف المعاصرة، والمصممة اللبنانية ندى دبس، المتخصصة في التصميم للحرف والأزياء، اللتان ناقشتا العلاقة بين التصميم والتراث، ودور هذه المجموعة المعاصرة في تقديم طرق مبتكرة لتعزيز الاستدامة والحفاظ على الحرف اليدوية والتراث الحضاري، وتوفير فرص عمل جديدة.

مجموعة “زنوبيا»
وتدمج مجموعة “زنوبيا” بين حرفتي التلي التي تمارسها الحرفيات الإماراتيات والأعمال الخشبية الشهيرة في بلاد الشام. وتتألف من ثلاث أوانٍ ومزهريات مختلفة الأحجام، ومصنوعة من خشب البلوط الفرنسي الطبيعي الصلب الذي تزينه جدائل التلي، لتشكل حواراً ثقافياً حرفياً بهوية إبداعية مبتكرة، وتتلاقى فيه خبرات ومهارات الحرفيين والحرفيات من جميع أنحاء المنطقة.   

مفاهيم جديدة
وقالت ندى دبس: “ساعدني التعاون مع مجلس “إرثي” على تطبيق فكرتي لتقديم تصاميم مبتكرة، وتمكيني من تحقيق هدفي المهني في رفع مستوى الحرف عن طريق دمج مفاهيم جديدة في التصميم، وذلك باستخدام ألوان معاصرة «.
وأضافت: “دمج حرفتين معاً يسهم في تقديم تصاميم فريدة تجمع بين إبداع التصميم ودقة الصنع، وكان التحدي الأكبر الذي واجهناه مع مجموعة (زنوبيا) هو إيجاد طريقة لدمج حرفة التلي التي تستخدم فيها الخيوط مع الخشب، وقد أثمرت جهودنا عن تقديم منتجات مبتكرة يتناغم فيها التصميم التقليدي مع الطابع المعاصر، كما جسدت الهوية الثقافية للحرفيين والحرفيات وجيل الشباب عموماً وقدمتها بمفهوم جديد».
وأشارت ندى دبس إلى أن الأعمال الحرفية تقاوم الزمن لتبقى شاهداً على إبداع صانعيها، ولا بد أن يكون التصميم جميل المظهر والمضمون، وأن يترك انطباعاً جيداً يبعث في النفس الإحساس بالجمال ويعكس مهارة الحرفي الذي يصنعها.

أسلوب مبتكر
بدورها، قالت فرح نصري: “تجسد مجموعة “زنوبيا” أسلوباً مبتكراً في دمج حرفة التلي وتطعيم الخشب، وتخلق حواراً بديعاً بين حرفتين مختلفتين، وأردنا من خلالها تعريف الجمهور من جميع الفئات العمرية والثقافات على هذا الأسلوب، والاطلاع على جمالياته، ما يسهم في نقل هذا التراث الأصيل إلى جميع أنحاء المنطقة وتعزيز استدامته في المستقبل».

وأضافت نصري: “يحرص مجلس إرثي على التعاون مع مصممين من ثقافات وخلفيات فنية مختلفة لتنفيذ مشاريع إبداعية جماعية يشارك فيها الحرفيون والمصممون والباحثون والعلماء، لدمج التراث مع عناصر التصميم، وتوفير بيئة ملائمة لضمان استدامة الحرف اليدوية وحمايتها».

واختتمت: “تتمثل رسالة مجلس إرثي في تمكين الحرفيات، وقد أسهمت مجموعة (زنوبيا) في تمكين ودعم 50 حرفية إماراتية و10 حرفيين من لبنان. إلى جانب تعزيز جهود إرثي في إحياء التراث الثقافي المادي وغير المادي للمنطقة وحمايته».وكان مجلس إرثي قد عقد العام الماضي جلسة حوارية افتراضية مع منصة “ديزاين ميامي”، بعد وقوع حادثة انفجار بيروت مباشرةً، ما مهد الطريق أمامه للتعاون مع المصممة ندى دبس لاستكشاف أساليب مبتكرة في حماية تراث بيروت الثقافي، واستثمارها في إيجاد حالة إبداعية مشتركة تستثمر الفنون في تعزيز التواصل الثقافي بين البلدين.