ناقشت “هيئة الشارقة للكتاب” أفق التعاون والعمل المشترك مع مجموعة من كبرى مؤسسات صناعة النشر في أوروبا والعالم، وبحثت مجالات مشاركة الناشرين وتوسيع حضورهم في الدورات المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب بالاستناد إلى الفرص والتسهيلات التي تتيحها الشارقة للنهوض بصناعة الكتاب عالمياً.

جاء ذلك خلال سلسلة اجتماعات أجرتها الهيئة، ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة الـ 74 من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي يقام خلال الفترة من 19 حتى 23  أكتوبر الجاري، بحضور ومشاركة ناشرين من 95 دولة من مختلف بلدان العالم.

وشهد جناح الشارقة المشارك في المعرض، إقبالاً كبيراً خلال اليومين الأول والثاني من المعرض الذي عادت فيه الحياة بقوة بعد تجاوز تداعيات أزمة كورونا، حيث استقبل الجناح على مدار يومين ما يزيد عن 150 ناشراً وعاملاً في قطاع النشر من أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا وعقد معظمهم اجتماعات متفرقة مع فريق الوفد المشارك تنوعت بين مهتمين بالمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب ومؤتمر الناشرين، وآخرين مهتمين بالخدمات التي تقدمها المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر وما توفره من امتيازات وتسهيلات لشركات ومؤسسات النشر لتمكنها من الوصول إلى أسواق جديدة.

وكشفت الهيئة خلال المشاركة عن التوصل إلى تعاونات جديدة سيتم الإعلان عنها قريباً مع كبار العاملين في صناعة النشر عالمياً ستعزز من مكانة إمارة الشارقة دولياً في هذا القطاع، وتواصل بها تصدّر “معرض الشارقة الدولي للكتاب” ضمن المعارض الأكبر على مستوى العالم.
ويعرّف وفد الهيئة زوار جناحها في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب على المبادرات والبرامج التي تطلقها الهيئة على مدار العام، للارتقاء بقدرات الناشرين، والكتّاب والمترجمين،

 مساهمة منها في دعم صناعة الكتاب، وفي مقدمتها “معرض الشارقة الدولي للكتاب”، و”مهرجان الشارقة القرائي للطفل”، و”مؤتمر الناشرين” و”قمة المكتبات” و”معرض رسوم كتب الأطفال”، بالإضافة إلى “جائزة ترجمان”، و”جائزة الشارقة لحقوق النشر”، و”جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب».
وعقد سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومنصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين، والوفد المشارك في جناح الهيئة بالمعرض اجتماعين مع كل من إدارة معرض المكسيك للكتاب، ومعرض كوريا الجنوبية، لمتابعة الاستعدادات المشتركة لاستضافة إمارة الشارقة ضيف شرف في المعرضين.

والتقى رئيس هيئة الشارقة للكتاب في اجتماعات منفصلة، بجون انغرام، رئيس مجلس إدارة “إنغرام كونتنت جروب”،
كما اجتمع مع ماركوس دوليه، المدير التنفيذي لـ “بينغوين راندوم هاوس”،
 وبيرميندر مان الرئيس التنفيذي لشركة “بونير بوكس” في المملكة المتحدة، وبحث معهم سبل تطوير الأعمال المشتركة.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “تمثل المشاركة في المعارض الدولية مثل “معرض فرانكفورت الدولي للكتاب” واحداً من الجهود التي تقودها الشارقة ضمن رؤيتها لدعم قطاع النشر في دولة الإمارات والمنطقة، وتعزيز الحضور العربي في محافل المعرفة العالمية، وذلك انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وضمن السياق الذي يؤطر مشروع الإمارة الحضاري المرتكز على بناء الإنسان والارتقاء بصناعة الكتاب والمعرفة إماراتياً وعربياً».

وأضاف: “تعد هذه المشاركات منصة للحوار مع رواد الصناعات الإبداعية، وتأتي ضمن سلسلة اللقاءات الخاصة بالتحضيرات للدورات المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب ومؤتمر الناشرين، فالشارقة باتت رائدة العمل الثقافي عالمياً، ويتطلع الكثير من الناشرين والكتّاب والمبدعين للمشاركة في أجندة فعالياتها، وهذا ما لمسناه من كثافة زيارات جناح الشارقة المشارك في المعرض، خاصة ممن يتطلعون لتوسيع أفق حضورهم في أسواق النشر الآسيوية والإفريقية».

بدوره، تحدث منصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين، عن اهتمام الناشرين الدوليين بمشاركة الشارقة في المعرض،
موضحاً أن تسجيل معرض الشارقة الدولي للكتاب تاريخ أكبر معرض في العالم في دورته الأربعين، وضع الإمارة في مكانة عالمية مركزية لدى العاملين في صناعة النشر، وفتح أبواباً جديدة أمام قطاع النشر العربي للتواصل مع نظيره الدولي، لافتاً إلى أن الناشرين والكتاب والرسامين والمترجمين، يتطلعون للتعرف على الخطوات المقبلة من جهود الشارقة، ويسعون ليكونوا مشاركين ومستفيدين منها.

كما عقد وفد الهيئة العديد من اللقاءات والاجتماعات في جناح الإمارة كان من أبرزها الاجتماع مع اتحاد باعة الكتب في أوروبا،
إضافة إلى لقاءات شملت العديد من دور النشر المشاركة في المعرض، مثل سايمون اند شوستر من كندا، وكتب هاربر كولينز لكتب الأطفال الأمريكية، ودار كرونيكل الأمريكية، ودار ليتيرا للنشر من رومانيا وغيرها الكثير.

وتشارك هيئة الشارقة للكتاب سنوياً في دورات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وتسلط الضوء على جهود الشارقة في النشر والترجمة، وتستعرض مع مؤسسات النشر الكبرى ومدراء معارض الكتب برامج الهيئة وما تتيحه من فرص للناشرين والمهتمين بتبادل شراء حقوق النشر والترجمة، وخاصة من خلال “وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية».