«الشروط المُسبقة» تُعقّد محادثات «محتملة» بين الكونغو وحركة «إم23»
تواجه محادثات سرية تمهيدية بين الحكومة الكونغولية ومتمردي حركة «إم 23»، التي تسيطر على عدة مناطق في شرق البلاد والمدعومة من رواندا، عراقيل على خلفية وضع كل جانب شروطا مسبقة لمفاوضات مُحتملة.
وتوقفت المناقشات بين الجانبين في العاصمة القطرية الدوحة في الوقت الراهن بعد تأجيلها من الأربعاء إلى الخميس، رغم السماح في نهاية شهر مارس-آذار الماضي، لكل طرف بتحديد شروطه المسبقة، لكن الآن برزت نقاط خلافية أخرى.
وعقدت قطر اجتماعا الشهر الماضي بين رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، ونظيره الرواندي، بول كاغامي، إذ كان الأول بين الزعيمين، منذ أن بدأت حركة «مارس 23» هجومها في شهر كانون الثاني-يناير الماضي.
وحل وفدان أحدهما أرسلته كينشاسا، والآخر مؤلف من أفراد من حركة التمرد إلى الدوحة في بداية الأسبوع، إذ اختار فيليكس تشيسكيدي إرسال ممثلين فقط من أجهزة الأمن والاستخبارات الكونغولية إلى البلاد بحسب مصادر دبلوماسية على علاقة بالملف.
من جانبه، أرسل تحالف القوى من أجل التغيير، أو «إم 23» ثلاثة مندوبين إلى الدوحة، منهم الممثل السياسي للحركة وجون إيماني نزينزي، ضابط الاستخبارات فيها.
وبحسب لائحة مطالب اللجنة التنفيذية لحركة «إم23»، فهي التزام علني من تشيسكيدي بالحوار، وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة ضد ممثليها في شهر آب-أغسطس 2024، وإسقاط قرار الجمعية الوطنية الصادر في الـ8 من شهر تشرين الثاني-نوفمبر 2022، والذي يحظر اختلاط أو دمج الجماعات المسلحة داخل قوات الدفاع والأمن.
كما تحتج الحركة المتمردة أيضا على السلطات الكونغولية لعدم إيفاد مسؤولين إلى الدوحة يتمتعون بـ»سلطة اتخاذ القرار» الحقيقية.
أما كينشاسا لديها أيضا شروطها المسبقة، إذ تدعو السلطات الكونغولية إلى وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط، فضلاً عن الانسحاب من «المناطق المحتلة».
وقبل تعثرها، شهدت المحادثات بعض التقدم، في مطلع شهر نيسان-أبريل الماضي، ما دفع حركة «إم 23» إلى الانسحاب من مدينة واليكالي الاستراتيجية.
وجاء ذلك الانسحاب قبل ساعات قليلة من وصول مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديد للشؤون الأفريقية، إلى كينشاسا، وفقًا لما ذكرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية، التي تحدثت عن دور أمريكي في الانسحاب.
وضغط بولس على المتمردين للانسحاب من مناطق معينة والسماح في نهاية المطاف باستئناف عمليات شركة «ألفامين ريسورسز»، بعد أن أعلنت الأخيرة تعليق أنشطتها في الـ14 من شهر آذار-مارس الماضي، مع اقتراب المتمردين من واليكالي.
وأعرب بولس عن أمله باستئناف الشركة عملياتها قريبا. ولا سيما أن الشركة تمتلك كيانات أمريكية أغلبية رأسمالها، وتدير منجم «بيسي» للقصدير، وهو ثالث أكبر منجم في العالم من حيث الإنتاج.
وتأتي وساطة قطر بعد أن أعلنت أنغولا الشهر الماضي انسحابها من دورها كوسيط في الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.