محمد بن راشد: المشروع يمثل وجهاً حضارياً لدولتنا.. وعنواناً للرحمة والعطاء
«بلومبرغ» تذكّر واشنطن الساعية إلى خنق بوتين، بهجوم بيرل هاربور
كتب المعلق في موقع “بلومبرغ” الأمريكي هال مارك أن القوى الغربية تضيق الخناق على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والخطوة التالية ستكون حظراً أوروبياً تدريجياً على المشتريات من النفط الروسي. واعتبر الكاتب أن هذه السياسة سليمة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الأموال المحصلة من النفط، تستخدم في دفع تكاليف حرب بوتين على أوكرانيا وإبقاء الاقتصاد الروسي على قيد الحياة. لكن المخاطر قد تكون ملموسة، لأن القوى الرجعية في بعض الأحيان تميل إلى العنف، عندما توشك عملية الخنق الاقتصادي ضدها، على النجاح.
وذكر أن المثال التقليدي هو اليابان قبل الحرب العالمية الثانية. فعلى مدى عقد، كانت اليابان تسعى إلى تأسيس امبراطورية واسعة في آسيا. وشنت حملات عسكرية ضارية، واستولت على منشوريا، وغزت الصين وتوسعت نحو جنوب شرق آسيا.
في البداية، كان الرد الأمريكي بطيئاً. لكن في نهاية المطاف، تسببت محاولة اليابان للهيمنة الإقليمية وممارساتها الوحشية في الصين، بما فيها قصف المدن من أجل إثارة الإرهاب، والقتل المنظم للمدنيين، واستخدام الأسلحة البيولوجية، بجعل واشنطن عدواً لها.
وفي عام 1940، كانت إدارة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت تدعم الحكومة الصينية مالياً. وفي الربيع التالي، بدأت المقاتلات الأمريكية مع الطيارين المتطوعين بالوصول إلى الصين.
والأكثر أهمية، أن واشنطن نقلت القتال إلى اليابان بواسطة الاقتصاد. وعمد روزفلت أولاً إلى تقييد تصدير مواد الطيران والغاز المشبع بالأوكتان وبعض أنواع المعادن إلى طوكيو. وبعدما وصلت القوات اليابانية إلى جنوب الهند الصينية في أواسط 1941، وجه لها روزفلت الضربة القاضية، إذ فرض حظراً كاملاً على تصدير النفط إلى اليابان.
وكان فرض الحظر النفطي على اليابان مدمراً، لأنه هدد بشل حركة السفن والطائرات اليابانية والوصول بالحرب في الصين إلى هزيمة مذلة لليابان. لكن المسؤولين العسكريين اليابانيين الذين وعدوا بفتوحات مجيدة، باتوا يخشون الآن من مواجهة البلاد دماراً استراتيجياً على أيدي الأمريكيين. ووفق ما وصف أحد المسؤولين في وزارة الحرب اليابانية، فإن اليابان “بدت وكأنها سمكة في شبكة تنفد منها المياه تدريجياً». وعوض الإستسلام، جازف القادة اليابانيون بكل شيء، من طريق الإستيلاء على مستعمرات غنية بالنفط في جنوب شرق آسيا، ومهاجمة الممتلكات الأمريكية والغربية في انحاء المحيط الهادئ، وبمحاولة تدمير الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر. ووقتذاك، كان قلة من المسؤولين اليابانيين يعتقدون بإمكان هزيمة أمريكا في حرب طويلة. لكن في بعض الأحيان، وفق ما يقول الرجل العسكري الياباني البارز هايدي توجو، “يتعين على المرء أن يستجمع ما يكفي من الشجاعة، وأن يغمض عينيه، وأن يقفز».
وبمقارنة تاريخية، فإنه من المهم عدم المبالغة في تشبيه الأحداث ببعضها البعض. ذلك أن الحظر النفطي والعقوبات الأخرى التي فرضت على اليابان كانت أكثر قدرة على إلحاق الأذى بها، مما تفعله العقوبات الحالية على بوتين. كما أن سبباً آخر حاسماً كان موجوداً عام 1941، وهو أن اليابان كانت لديها فرصة عسكرية، لأن الولايات المتحدة كانت بطيئة في إعادة تسليح قواتها عقب الحرب العالمية الأولى.
وبعد المكاسب السريعة في الأشهر التي تلت بيرل هاربر، فإن اليابان كان لديها مستوى من التفوق العسكري على أمريكا، لا يتمتع به بوتين اليوم. لكن بوتين لديه خيارات لجعل الأمور أكثر سوءاً. إنه يستطيع، وفق ما حذر مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية وليم بيرنز، استخدام قنابل نووية تكتيكية داخل أوكرانيا. وربما في امكانه شن هجمات سيبرانية، وحملات تخريب مادية، أو توجيه ضربات تقليدية ضد دول تزود أوكرانيا بالأسلحة وتخنق روسيا بالعقوبات.
وكلما طالت الحرب، فإن الولايات المتحدة وأصدقاءها، سيضيقون الخناق أكثر على روسيا، لزيادة الثمن الذي سيدفعه بوتين، ويحرمونه تدريجياً من القدرة على مواصلة القتال. وكلما اقترب الحلفاء من النجاح، فإنهم يضعون الرئيس الروسي أمام خيار واحد: القبول بهزيمة مذلة أو تصعيد الحرب أملاً في إحراز انتصار.
 
							 
							 
							 
								 
                                
                                       
                                
                                       
                                
                                       
                                
                                       
					 
                                                                       
                                                                       
                                                                       
                                                                       
					