رئيس الدولة يعين النائب العام المساعد في النيابة العامة الاتحادية
«ديالوج» تشكيلي بين عمر عبد العزيز وخليفة الشيمي في النادي الثقافي العربي
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول معرض تشكيليا بعنوان “ديالوج” اشترك فيه الفنان التشكيلي الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، والفنان الحروفي خليفة الشيمي، وحضر حفل افتتاح المعرض إبراهيم سعيد بطي مدير النادي وناصر الدرمكي عضو مجلس إدارة النادي.
يقدم معرض “ديالوج” حوالي 30 لوحة ما بين لوحات رسم للفنان عمر عبد العزيز، ولوحات حروفية للخطاط خليفة الشيمي، وتقوم ثيمة المعرض على حوار بين أعمال الفنانين باشتغال كل منهما في أعماله على ثنائية الأصالة والحداثة، حيث جاءت أعمال الدكتور عمر عبد العزيز على شكل جملتين بصريتين، تتصل الأولى منهما بالفنون الأكاديمية الأوروبية، والمدرسة الانطباعية بشكل خاص، التي مهدت الطريق لمدارس حداثية أجد، وفي الثانية يقدم مقترحات بصرية تتصل بمجال التصوير البانورامي الذي يرتبط اربتاطا جذريا بأساليب التجريب والبحث الدائم عن أفق فني جديد، ومستوى آخر من الدلالة الفنية المفتوحة على إمكانات التأويل.
تبرز أعمال الفنان عمر عبد العزيز قدرته الأصيلة على توليف الألوان وحساسيته الذكية في اختيارها، فالعين تستقر بشكل تلقائي على ذلك الانسجام اللوني الذي ينطبع في اللوحة، وهي مقدرة فنية عالية وخبرة طويلة في ممارسة الألوان، كما أن الأعمال المتصلة بأفق الانطباعية تجتذب المتفرج ليغوص في ما وراء الإشارات واللمحات البصرية التي تحملها اللوحة.أما خليفة الشيمي فيقدم أعمالا حروفية معتمدا على نصوص شعرية أصيلة اختارها من أشعار الحلاج، وجعل مدار كل لوحة على نص من تلك النصوص، وكأنه بذلك يعقد صلة بين مستويين إبداعيين يتماهيان بقدرما يتمايزان، ويعتمد في ذلك على تاريخ طويل في ممارسة الخط العربي الأصيل، وكذلك على تجربته الفنية السابقة في مجال الحروفية وعمليات دمج اللون بالحرف، فجاءت أعماله قراءة لونية في نصوص الحلاج، ومن أعماله لوحة اشتغلت على بيت الحلاج:
وَلِلكَونِ في الأَكوانِ كَونُ مُكَوِّنٍ يُكنُّ لَهُ قَلبي وَيُهدي وَيَختارُ
فقد اختار الشيمي أن يكتب البيت بخط الديواني بالحبر مستغلا تكرار حرف الكاف ليصنع نوعا من الإيقاع المنسجم بين أعناق تلك الكافات، وذلك على خلفية لونية داكنة في أسفل النص، وتنبعث منها إضاءة في أعلى اللوحة تأتي من خلف الكلمات لتحتضنها وتبعث فيها الطاقة، طاقة الكون الذي يستكن في قلب الصوفي وينبعث منه.
ومن تلك الاختيارات الفنية لدى الفنانين يتضح أن “الديالوج” الذي ينشأ بينهما هو حوار بالتوازي، فكل منهما يشتغل على ثيمة الأصالة والحداثة بطريقته ومجاله، وكل منهما يقدم مقترحات حديثة هي في ذات الوقت أيضا حواره هو مع الفن.