ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2022

«غزيل فله» لعتيق بن روضة الظاهري تتغزل بأمسيات قصر المويجعي

«غزيل فله» لعتيق بن روضة الظاهري تتغزل بأمسيات قصر المويجعي


ضمن فعاليات "مهرجان العين للكتاب 2022" الذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مدينة العين، شهد الحدث تنظيم أمسية شعرية تناولت قصائد الشاعر الإماراتي الراحل عتيق بن روضة الظاهري، بعنوان من أهم قصائدها المغناة " غزيل فله".  وشارك في الأمسية ابن الشاعر عبيد عتيق الظاهري، والشاعر والإعلامي العراقي مؤيد الشيباني، والشاعر الكاتب والصحفي الإماراتي أنور حمدان الزعابي، وخالد السعدي، وبمشاركة المطرب الإماراتي محمد الماسي. وبدأت الأمسية بوصلة موسيقية قدمتها فرقة العيالة لمجموعة من اللوحات الفلكلورية المحلية من الشلات والأشعار التي رحبت بضيوف الأمسية من كل الفئات العمرية وسط أجواء تفاعليه، للاحتفال بأمسية الشاعر الراحل عتيق الظاهري.

تغنى المطرب الإماراتي محمد الماسي بقصيدة الظاهري " لك قصر وسط الحشا باني " التي قام بغنائها آنذاك المطرب جابر جاسم، ثم تحدث ابن الشاعر عبيد عتيق الظاهري، عن ذكرياته البسيطة التي استذكرها من طفولته معه، إذ توفي والده وهو في عمر 15 عاما، وكل ما يتذكره عن الراحل الحنون والأبوة الراقية في التربية وتحقيق السعادة لكل أبنائه رغم ظروفه التي كانت آنذاك، إذ أنه قام بجعلهم من أسعد الأطفال في العائلة ومكنهم من كل ما يطموحون إليه.

وأضاف انه في طفولته يذكر مجلس والده المليء بالشعراء والنجوم من متذوقين قصائده، وبين أنه شعر بمحبة الناس لوالده كانت بعد وفاته، لأنهم كانوا إلى جانبهم في تلك الفترة الحزينة عند رحيل الأب الشاعر، وهذا يدل على علاقته الطيبة مع المجتمع والأصدقاء.

سيرة ومسار
الشاعر الكاتب والصحفي الإماراتي أنور حمدان الزعابي سرد الانفراد الذي تميزت به قصائد الراحل عتيق بن روضة الظاهري، شاعر الكلمة الحديثة والمفردات الجديدة. إذ نظم أول قصيدة وكان في عمر العشرة أعوام، أي أن موهبته تفجرت في سن مبكرة جداً. عاش يتيم ورباه اخوه عبدالله بن روضة واعتنى بتربيته وأدخله الكتاب عند المطوع، ومن معاناته بالحياة اكتسب مشاعره التي خلدها في قصائده.  وبين بأنه عاش حياة بسيطة تقليدية في تلك الفترة حيث ولد في العام 1940. وترك بصمة كبيرة على خريطة الشعر الشعبي، التي لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة لأنها ارتبطت بالوجدان والكثير من الذكريات، وكانت الكثير من قصائده تدل على ثقافته وعلى كم المعلومات الكبير الذي يختزنه في ذاكرته.

وعندما يذكر اسم عتيق بن روضة تذكر دائماً قصيدة " غزيل فله في دبي لاقاني"، التي أبدع في كتابتها واعتنى بألفظاها الجديدة الحديثة التي تميزت بجرأة الطرح، وهي من أشهر القصائد الإماراتية في الخليج، التي قام الفنان جابر جاسم قام بغنائها، وأيضا لأنها تعلقت بمدينة دبي وهي مدينة تجارية وميناء مهم، كما أن القصيدة تتضمن الكثير من التعبيرات الجميلة والوجدان الراقي الواضح.

وفي قصيدته حاول أن يستخدم كلمات جديدة على اللهجة الإماراتية، من البداية كلمة غزيل فله، وفله كلمة ليست مستخدمة في الإمارات بسبب الاحتكاك بين دول الخليج والإمارات والعراق وبدأت هذه الكلمة تدخل في القاموس، وكان لوضعها في قصيدته تأثير إيجابي كبير ساهم في زيادة شهرتها.  فيما تناولت الجلسة الثانية من أمسيات " الكلمة المغناة " سيرة الشاعر الإماراتي الراحل عبيد بن معضد، التي حملت أسم " لا تبين للعرف خافي ". وشارك فيها الشاعر أحمد سالم الشامسي، الشاعر عوض بالسبع الكتبي، والإعلامي حسين العامري.

وسردت الجلسة سيرة حياة الشاعر عبيد بن معضد وهو من شعراء مدينة العين، ولد عام 1920، وبدأت قريحته في الشعر بعمر صغير وأشتهر آنذاك بمجال الشعر النبطي، كذلك عرف عنه مهاراته في القنص ويعيش من وراء القنص، وكان يتميز بقدرته على الرواية والحفظ، وفي العام 2007 تم تكريمه في الشارقة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، كراوٍ من أهم الرواة في الإمارات.

وبقي في عالم الشعر يكتب ويروي ويشارك في الكثير من الجلسات الخاصة بالشعر. ولم يكن يخجل من العمل بيده فأمتهن الكثير من المهن فكان يصنع أشدة الأبل، كما برع في صناعة الفروخة الطربوشة للكندورة العربية. وظل الشاعر عبيد بن معضد مرجعاً لكثير من الباحثين والموثوق برواياته.
فيما دشنت الأمسية ديوان " السحاب العذب " الذي ضم قصائد في رثاء المغفور له -بإذن الله- الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -طيب الله ثراه. وهو من فكرة وإشراف الشاعر سعيد ين غماص الراشدي، وجمع وإعداد الشاعرة مريم النقبي.