تنظمه حملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر» التابعة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين
«نادي الكتاب» يستضيف الكاتب المصري إبراهيم شلبي ويعرّف بالعلاقة التي تربط الطبّ بالأدب
استضاف “نادي الكتاب” الذي تنظمه حملة “اقرأ.. احلم.. ابتكر” التابعة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وعبر تطبيق التواصل المرئي “زووم”، الروائي والطبيب المصري إبراهيم شلبي، في جلسة أدبية حوارية تحدث خلالها عن روايته “الخروج من الفقاعة” الصادرة عن دار البلسم للنشر والتوزيع، وعن بداياته في مجال الكتابة، ومشروعه الإبداعي الذي يضمّ نحو 20 اصداراً، وتحوله من الطبّ إلى التأليف الأدبي، وغيرها من المواضيع.
واستهلّ أخصائي الأورام السرطانية، الذي عمل سابقاً في مستشفى سرطان الأطفال في مصر “57357”، الجلسة التي حضرها عدد من الشباب والفتيات المنتسبين لمراكز ناشئة الشارقة، بالحديث عن روايته “الخروج من الفقاعة” التي وصفها بأنها عمل غير تقليدي يضمّ مجموعة من المشاهد التي عايشها في فترة مزاولته للمهنة، قائلاً: “على امتداد السنوات التي أمضيتها في مجال الطبّ، امتلأت ذاكرتي بالكثير من الأحداث والصور والمواقف، وأردت أن أوثّقها، وأعبّر عنها بطريقتي، وبالفعل قمت بكتاب نصّ روائي لا يتشابه مع النصوص الروائية بما يتعلّق بالبداية وتصاعد الأحداث والحبكة والنهاية».
وتابع: “أردت أن يكون العمل توليفة من المواقف الإنسانية والمشاعر التي تعبّر عنها شخصية خيالية اسمها سامر، مراهق في عمر 13 عاماً، يمر بالكثير من المواقف خلال فترة مرضه، لأوصّل من خلاله رسالة للأطفال وذويهم بأن السرطان يمكن أن يتحوّل إلى تجربة إيجابية، وأن أعرّف المجتمع بشكل أكبر على مرضى السرطان والمراحل التي يمرّون بها ويعيشونها، والجوانب الصحية والآثار النفسية التي أعتبرها جزءًا مهماً جداً في تحويل قسوة هذا المرض إلى أمل ودافع لمواصلة الحياة».
وتابع: “عنوان الرواية يحمل الكثير من الدلالات فكل شخص منّا لديه فقاعة خاصة يعيش فيها، يمكن تشبيهها بمنطقة الراحة الشخصية، أو طريقة الحياة التي اعتادها، أو البيئة المحيطة وغيرها، كما حرصت أن يتضمن العمل الكثير من العِبر والمفاهيم التي تعزز من الروابط الإيجابيّة في المجتمع، وترتقي بمنظومة القيم، بلغة بسيطة تتداخل فيها الكلمات العامية ليسهل فهمها، وأنا دائماً ما اعتبر أن المريض صديق لي، فكل إنسان قصة وتجربة، وجميع تلك الصور والعلاقات الوديّة التي عايشتها أثّرت في داخلي وترجمتها ببساطتها وعمقها إلى عمل روائي».
وعن بداياته في مجال الكتاب قال:” في العام 2013 تفرّغت للكتابة، لم يكن عملي يتعارض مع كتاباتي، على العكس فقد اكتسب خلاله الكثير من المعارف والخبرات، وكنتُ أستغل أوقات الفراغ لأكتب، وقد أنجزت “الخروج من الفقاعة” خلال 3 أسابيع، وأنا على رأس عملي، وقد ساعدتني مهنتي لأرى ما لا يراه الآخرون، فالإنسان عندما يجد نفسه مسؤولاً عن مصير وحياة الآخر يكتشف أبعاداً مغايرة ويختبر مشاعر مختلفة تسهم في إثراء النصّ بل وتمنحه بعداً إنسانياً وقيمة هائلة».
وتابع: “لدي هموم أدبية، ويتملّكني دافع لمواصلة إنجاز العديد من المشاريع، حيث أعمل حالياً على مجموعة مؤلفات حددتها بـ20 عملاً تتحدث عن الحضارات التي نَمَت على ضفاف أشهر أنهار العالم، وأنجزت بعضها، ومن الأمور التي أسعدتني اعتماد روايتي بمنهاج بعض المؤسسات التعليميّة، وهذا يضاعف من المسؤولية التي أقدمها ويدفعني لمواصلة تقديم المزيد من الأعمال التي ترتقي بوعي وفكر القرّاء».
وحول تخليه عن مهنة الطب وتوجه للكتابة قال الدكتور إبراهيم شلبي: “ما دفعني للكتاب هو جملة الأفكار والرسائل التي أملكها وأريد إيصالها، ولا أجد فرقاً بين الطبيب والكاتب كلاهما يقدّم عملاً نبيلاً وأصيلاً، ومنذ سنوات طويلة رافقني شغف الكتابة وقد شعرت بأن الوقت قد حان لأقوم بشيء أحبه، لكن هذا لا يعني أن الطبيب يمكن أن يتقاعد وينهي مسيرته، على العكس يمكنه أن يستمر في عمله النبيل من خلال أفكاره وكلماته».
ويعتبر الدكتور إبراهيم شلبي أحد أشهر الأطباء في مجاله، ويمتلك العديد من المؤلفات الموجهة للأطفال والكبار، إذ صدر له في بهو الكرنك- محاكمة رئيس “يونيو 2013”، ومن ذاكرة أرض ونهر- الكتاب الأول- عزيزة “يناير 2014”، دفعة 103 حربية “2015”، ويوميات امرأة انتصرت على السرطان “2014” وغيرها.