أحمد مرسي رائد الأدب الشعبي في مصر.. رحلة مع الإنجازات

أحمد مرسي رائد الأدب الشعبي في مصر.. رحلة مع الإنجازات

فقدت مصر علمًا كبيرًا من أعلامها في المشهد الثقافي، برحيل الأستاذ الدكتور أحمد مرسي رائد الأدب الشعبي في الوطن العربي.
ومن المؤكد أن تلاميذ الراحل الكبير وأحبائه ورفقاء رحلته الذين كانوا يقفون في جنازته بمسجد الشرطة بالشيخ زايد، طافت بذاكرتهم رحلة ومسيرة طويلة من الإنجازات معطرة بمحبة وعطاء المبدع الكبير، الذي قدم حياته بالكامل في خدمة وطنه وتراث بلاده، بدأب وجهد الرهبان.
عملاق حقيقي من فناني مصر، كان الدكتور أحمد مرسي، الذي ظل يعمل كمؤسسة كاملة متحركة في البحث والتعمق في أركان التراث الشعبي المصري.
الدكتور أحمد مرسي يعد أبرز رواد الأدب الشعبي والفلكلور المصري، كان يعمل أستاذا بكلية الآداب جامعة القاهرة، وشغل منصب رئيس دار الكتب والوثائق القومية.

محارب من أجل الفولكلور
الإنجاز الذي يشكل درة التاج في مسيرة الدكتور أحمد مرسي كان في مجال حفظ الفلكلور المصري، وتوجب بقيادته للوفد المصري لتسجيل الأراجوز كفولكلور مصري في اليونيسكو، وهو الملف الذي انفردت «بوابة الأهرام» بتفاصيله قبل عقد مؤتمر اليونسكو الذي وافق على قبول الأراجوز في التراث العالمي.

من كفر الشيخ إلى العالمية
ولد الدكتور أحمد مرسي في 1 يناير 1944 بمحافظة كفر الشيخ، بدأت مسيرته الأكاديمية بالحصول على ليسانس اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1963.
واصل الدكتور مرسي بعدها الدراسات العليا، وحصل على الماجستير فى الآداب قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1966م، ثم درجة الدكتوراه فى الآداب مع مرتبة الشرف «أدب شعبى» قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة.

داخل جامعة القاهرة
في معقله الكبير بجامعة القاهرة، خدم الدكتور مرسي العلم والتعليم لمدة تجاوزت النصف قرن، منذ أن عين معيدا بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1963، ثم مدرسا بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1970، وأستاذ مساعد اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1975، وأستاذ اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1981، ثم رئيس قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، من عام 1993 وحتى 1994،    ثم انتقل عميدا لكلية الآداب، جامعة بنى سويف من عام 1985 حتى 1987 (ندبا)، وعميد المعهد العالى للفنون الشعبية من عام 1981 حتى 1987 (ندبا).

شعبية كبيرة داخل الوسط الثقافي
حظى أستاذ الأجيال بشعبية كبيرة داخل الوسط الثقافي المصري، ونعاه اليوم العشرات من أصدقائه وتلاميذه في مختلف مواقع العمل الثقافي في مصر، وكان الراحل يؤمن بتواصل الأجيال ومنفتحا على العالم والثقافة العالمية، ويتواصل مع مثقفي ومبدعي مصر من جميع الأعمار.

عالمية أحمد مرسي
للدكتور أحمد مرسي مكانة خاصة بين أساتذة الأدب الشعبي على المستوى الإقليمي والعالمي، وقد عمل الدكتور مرسي في عدة مواقع عربيا ودوليا.
قام الدكتور أحمد مرسي بالالتحاق بجامعة هارفادر، كامبردج، الولايات المتحدة الأمريكية، عامى 1975، 1976، وجامعة بنسلفانيا، فيلادلفيا، الولايات المتحدة، عام 1978، جامعة تكساس أومتن، الولايات المتحدة، عام 1983، جامعة الكويت، الكويت، عام 1985، جامعة الكومبلتنسى، مدريد، إسبانيا، عام 1988، جامعة الإمارات العربية المتحدة، العين، الإمارات العربية المتحدة، عام 1994، وعمل في الإمارات أستاذا بقسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومستشار لرئيس الجامعة لشئون الطلبة.
على مستوى الحكومة المصرية خدم الراحل الكبير مصر في عدة دول، فعمل مستشارا ثقافيا بالسفارة المصرية ومدير البعثة التعليمية بروما إيطاليا عام 1979، ومستشارا ثقافيا بالسفارة المصرية ومدير البعثة التعليمية ومدير المعهد المصرى للدراسات الإسلامية مدريد، إسبانيا.
داخل وزارة الثقافة المصرية عين مديرا لمركز الفنون الشعبية،
 وزارة الثقافة من عام 1976 حتى 1978 (ندبا)، ورئيس تحرير مجلة الفنون الشعبية بالهيئة المصرية العامة للكتاب،
وزارة الثقافة عام 1987، ومستشار وزير الثقافة لشئون التراث الشعبى عام 1997، وتوج مشواره بوزارة الثقافة بالعمل رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.