رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
أردوغان أكبر وأسرع تهديد للمنطقة... هكذا يمكن لترامب التصدي له
رأت الكاتبة الأمريكية كارولين غليك أنه على الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصدّي للتهديد التركي المتزايد من خلال فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، من دون إثارة مسألة إخراج تركيا من “الناتو».
وشرحت غليك، في مقال في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أنه على مدى الأشهر الماضية، تبدّدت كافة الشكوك حول العداء الواضح لأردوغان للولايات المتحدة وحلفائها في “الناتو” والشرق الأوسط.
واستعرضت مواقف أردوغان العدائية: بداية من شرائه نظام صواريخ أرض- جو «S400» الروسي، ونيته اختبار النظام خلال الأسبوع المقبل في تحدٍ واضح لواشنطن وحلفائها، وتهديده بتخريب مصر والسعودية والإمارات، ثمّ تدمير تحالف بلاده الاستراتيجي الطويل الأمد مع إسرائيل، وتركيزه على التحالف مع جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية في العالم العربي، ومع إيران ضدّ “أعدائه العرب”. لا بل عيّن نفسه فعلياً على رأس جماعة “الإخوان المسلمين”، الإرهابية لخدمة أهدافه التوسّعية، ومؤخراً، نشر أحد مساعديه (متين كولونك، المشرّع السابق في حزب العدالة والتنمية) خريطة لإمبراطورية عثمانية جديدة أو “تركيا الكبرى” مع أردوغان كـ “سلطان». وشملت الخريطة مناطق شاسعة تمتدّ من شمال اليونان إلى جزر بحر إيجه الشرقية ونصف بلغاريا وقبرص ومعظم أرمينيا ومساحات شاسعة من جورجيا والعراق وسوريا.
إلى ذلك، يُواجه أردوغان روسيا في سوريا وليبيا، بالوقوف إلى جانب الطرف الآخر في كلا الحربين، كما بدأ أردوغان معركة جديدة مع روسيا خلال الشهرين الماضيين، بالوقوف مع أذربيجان ضد أرمينيا (حليف روسيا) في صراعهما على ناغورنو قره باخ، والتي تُهدّد الآن بالتحوّل إلى حرب كبرى.
تساءلت غليك: “كيف يُفترض بالولايات المتحدة أن تتعامل مع أردوغان، الذي اعتبرته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حليفاً لا غنى عنه؟”، انطلاقاً من أن تركيا المتمددة في الفناء الخلفي توفر وصولاً سهلاً للولايات المتحدة إلى مسارح العمليات الرئيسية في آسيا والشرق الأوسط وروسيا، ما جعل البنتاغون يرفض دعوات للخروج من تركيا.
التخلي عن الأكراد
واعتبرت أن لهذه الأسباب، كانت الولايات المتحدة تغضّ الطرف في كثير من الأحيان عن العدوان التركي على حلفائها وشركائها. في عام 2019، وافقت الولايات المتحدة على التخلّي عن القوات الكردية في سوريا، على الرغم من دورها المركزي في مساعدة الجهود الأمريكية لتدمير تنظيم “داعش”. كما لم تُطالب الولايات المتحدة تركيا بمساءلة جدية عن السماح لـ”داعش” باستخدام تركيا كقاعدة لوجستية وتعبئة ومركزاً اقتصادياً خلال السنوات التي سيطرت فيها الجماعة الإرهابية على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق. وهو ما دفع الولايات المتحدة أيضاً إلى تجاهل الدعم التركي لحركة “حماس».
انصياع إدارة أوباما-بايدن
وذكرت غليك أنه أثناء فترة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان الانصياع لأردوغان جزءاً من رؤية أوباما للسياسة الخارجية، وتبيّن في تصريحاته لأحد المحاورين في عام 2012 أنه تحدث مع أردوغان أكثر من أي زعيم أجنبي آخر، كما سعى أوباما ونائبه جو بايدن إلى إعادة هيكلة نظام التحالف الأمريكي في الشرق الأوسط بعيداً عن إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة من العرب السنة التقليديين، وتغيير السياسات تجاه إيران و”الإخوان المسلمين” الإرهابي بالنظر إلى توجّهها الراديكالي.
ترامب وشعار
«أمريكا اولاً»
وفقاً لغليك، لا تختلف سياسات ترامب، في الظاهر، عن سياسات أوباما، حيث لم تطعن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب بعضوية تركيا في حلف الناتو، ورضخت لمطالبها في سوريا. وعلى الرغم من أنها منعت تسليم طائرات F-35 إلى تركيا، إلا أنها رفضت حتى الآن معاقبة تركيا على سلوكها العدواني تجاه اليونان، كما لم تقم بسحب القوات الأمريكية والرؤوس النووية من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا، فيما يُواصل ترامب اعتبار اردوغان “زعيماً يحترمه».
لكن من الناحية العملية، فإن سياسة ترامب مختلفة تماماً عن سياسات أوباما-بايدن، حيث تعتمد أيديولوجية ترامب على اعتبار “أمريكا أولاً” موقفاً أيديولوجياً يقوم على الالتزام بتعزيز المصالح الأمريكية على تنحية السياسات التقليدية جانباً إذا كانت لا تتوافق مع الحقائق على الأرض.
وأشارت الكاتبة إلى أنه منذ عهد رونالد ريغان، كانت الحكمة السائدة في واشنطن هي أن على واشنطن عقد صفقة مع آيات الله في إيران، بينما أدرك ترامب أن أحداً لم ينجح في ذلك، لأن النظام الإيراني يسعى إلى تدمير الولايات المتحدة، وليس صنع السلام معها، بل أن الإيرانيين رفضوا التوقيع على اتفاقهم النووي مع أوباما خشية أن يُنظر إليهم على أنهم يعقدون السلام مع “الشيطان الأكبر».
سياسات ترامب
لمواجهة التمدّد التركي
وإذ اعتبرت الكاتبة أن تركيا “أكبر وأسرع” تهديد للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط مع التهديد العلني الناتج من نرجسية أردوغان لحلفاء الولايات المتحدة من خلال إيمانه بأنه قادر على إعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، أشارت إلى أن العديد من المحلّلين يدعون إلى طرد تركيا من الناتو، “لكن ليس من الواضح ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع أردوغان ستؤدي إلى تحييده، أو ستُساهم في مساعدته لحشد الجمهور التركي خلفه في وقت يقف فيه الاقتصاد التركي على شفا الانهيار».
واستعرضت الكاتبة إجراءات لوقف عدوان تركيا المتعدّد الجوانب، تتمثّل في وضع سياسة واقعية تهدف لتقليص سلطات أردوغان من خلال فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة بسبب عدوانها على اليونان وقبرص، مشيرة إلى أن عدم إثارة مسألة إخراج تركيا من الناتو سينجح في تقويض السعي الحثيث للصين لتحلّ محل الولايات المتحدة في رعاية اقتصاد تركيا وبيعها الأسلحة، ما يجعل نفوذ الولايات المتحدة على تركيا أكبر من الصين.
وختمت غليك قائلة إن سياسة ترامب الخارجية الواقعية، وتفضيله للمواجهات غير المباشرة وتمكين شركاء الولايات المتحدة للدفاع عن أنفسهم ضد العدوان، بدلاً من إملاء عليهم أفعالهم أو خوض المعارك نيابة عنهم، تمنح الرئيس المرونة لتقليص مساحة مناورة أردوغان، واستقلاله الاقتصادي وشعبيته في الداخل، مع تمكين حلفاء الولايات المتحدة، المتأثّرين مباشرة بعدوان الرجل القوي، من مواجهته بشكل فعال، مع أو دون مشاركة أمريكية مباشرة.
وشرحت غليك، في مقال في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أنه على مدى الأشهر الماضية، تبدّدت كافة الشكوك حول العداء الواضح لأردوغان للولايات المتحدة وحلفائها في “الناتو” والشرق الأوسط.
واستعرضت مواقف أردوغان العدائية: بداية من شرائه نظام صواريخ أرض- جو «S400» الروسي، ونيته اختبار النظام خلال الأسبوع المقبل في تحدٍ واضح لواشنطن وحلفائها، وتهديده بتخريب مصر والسعودية والإمارات، ثمّ تدمير تحالف بلاده الاستراتيجي الطويل الأمد مع إسرائيل، وتركيزه على التحالف مع جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية في العالم العربي، ومع إيران ضدّ “أعدائه العرب”. لا بل عيّن نفسه فعلياً على رأس جماعة “الإخوان المسلمين”، الإرهابية لخدمة أهدافه التوسّعية، ومؤخراً، نشر أحد مساعديه (متين كولونك، المشرّع السابق في حزب العدالة والتنمية) خريطة لإمبراطورية عثمانية جديدة أو “تركيا الكبرى” مع أردوغان كـ “سلطان». وشملت الخريطة مناطق شاسعة تمتدّ من شمال اليونان إلى جزر بحر إيجه الشرقية ونصف بلغاريا وقبرص ومعظم أرمينيا ومساحات شاسعة من جورجيا والعراق وسوريا.
إلى ذلك، يُواجه أردوغان روسيا في سوريا وليبيا، بالوقوف إلى جانب الطرف الآخر في كلا الحربين، كما بدأ أردوغان معركة جديدة مع روسيا خلال الشهرين الماضيين، بالوقوف مع أذربيجان ضد أرمينيا (حليف روسيا) في صراعهما على ناغورنو قره باخ، والتي تُهدّد الآن بالتحوّل إلى حرب كبرى.
تساءلت غليك: “كيف يُفترض بالولايات المتحدة أن تتعامل مع أردوغان، الذي اعتبرته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حليفاً لا غنى عنه؟”، انطلاقاً من أن تركيا المتمددة في الفناء الخلفي توفر وصولاً سهلاً للولايات المتحدة إلى مسارح العمليات الرئيسية في آسيا والشرق الأوسط وروسيا، ما جعل البنتاغون يرفض دعوات للخروج من تركيا.
التخلي عن الأكراد
واعتبرت أن لهذه الأسباب، كانت الولايات المتحدة تغضّ الطرف في كثير من الأحيان عن العدوان التركي على حلفائها وشركائها. في عام 2019، وافقت الولايات المتحدة على التخلّي عن القوات الكردية في سوريا، على الرغم من دورها المركزي في مساعدة الجهود الأمريكية لتدمير تنظيم “داعش”. كما لم تُطالب الولايات المتحدة تركيا بمساءلة جدية عن السماح لـ”داعش” باستخدام تركيا كقاعدة لوجستية وتعبئة ومركزاً اقتصادياً خلال السنوات التي سيطرت فيها الجماعة الإرهابية على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق. وهو ما دفع الولايات المتحدة أيضاً إلى تجاهل الدعم التركي لحركة “حماس».
انصياع إدارة أوباما-بايدن
وذكرت غليك أنه أثناء فترة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان الانصياع لأردوغان جزءاً من رؤية أوباما للسياسة الخارجية، وتبيّن في تصريحاته لأحد المحاورين في عام 2012 أنه تحدث مع أردوغان أكثر من أي زعيم أجنبي آخر، كما سعى أوباما ونائبه جو بايدن إلى إعادة هيكلة نظام التحالف الأمريكي في الشرق الأوسط بعيداً عن إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة من العرب السنة التقليديين، وتغيير السياسات تجاه إيران و”الإخوان المسلمين” الإرهابي بالنظر إلى توجّهها الراديكالي.
ترامب وشعار
«أمريكا اولاً»
وفقاً لغليك، لا تختلف سياسات ترامب، في الظاهر، عن سياسات أوباما، حيث لم تطعن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب بعضوية تركيا في حلف الناتو، ورضخت لمطالبها في سوريا. وعلى الرغم من أنها منعت تسليم طائرات F-35 إلى تركيا، إلا أنها رفضت حتى الآن معاقبة تركيا على سلوكها العدواني تجاه اليونان، كما لم تقم بسحب القوات الأمريكية والرؤوس النووية من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا، فيما يُواصل ترامب اعتبار اردوغان “زعيماً يحترمه».
لكن من الناحية العملية، فإن سياسة ترامب مختلفة تماماً عن سياسات أوباما-بايدن، حيث تعتمد أيديولوجية ترامب على اعتبار “أمريكا أولاً” موقفاً أيديولوجياً يقوم على الالتزام بتعزيز المصالح الأمريكية على تنحية السياسات التقليدية جانباً إذا كانت لا تتوافق مع الحقائق على الأرض.
وأشارت الكاتبة إلى أنه منذ عهد رونالد ريغان، كانت الحكمة السائدة في واشنطن هي أن على واشنطن عقد صفقة مع آيات الله في إيران، بينما أدرك ترامب أن أحداً لم ينجح في ذلك، لأن النظام الإيراني يسعى إلى تدمير الولايات المتحدة، وليس صنع السلام معها، بل أن الإيرانيين رفضوا التوقيع على اتفاقهم النووي مع أوباما خشية أن يُنظر إليهم على أنهم يعقدون السلام مع “الشيطان الأكبر».
سياسات ترامب
لمواجهة التمدّد التركي
وإذ اعتبرت الكاتبة أن تركيا “أكبر وأسرع” تهديد للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط مع التهديد العلني الناتج من نرجسية أردوغان لحلفاء الولايات المتحدة من خلال إيمانه بأنه قادر على إعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، أشارت إلى أن العديد من المحلّلين يدعون إلى طرد تركيا من الناتو، “لكن ليس من الواضح ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع أردوغان ستؤدي إلى تحييده، أو ستُساهم في مساعدته لحشد الجمهور التركي خلفه في وقت يقف فيه الاقتصاد التركي على شفا الانهيار».
واستعرضت الكاتبة إجراءات لوقف عدوان تركيا المتعدّد الجوانب، تتمثّل في وضع سياسة واقعية تهدف لتقليص سلطات أردوغان من خلال فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة بسبب عدوانها على اليونان وقبرص، مشيرة إلى أن عدم إثارة مسألة إخراج تركيا من الناتو سينجح في تقويض السعي الحثيث للصين لتحلّ محل الولايات المتحدة في رعاية اقتصاد تركيا وبيعها الأسلحة، ما يجعل نفوذ الولايات المتحدة على تركيا أكبر من الصين.
وختمت غليك قائلة إن سياسة ترامب الخارجية الواقعية، وتفضيله للمواجهات غير المباشرة وتمكين شركاء الولايات المتحدة للدفاع عن أنفسهم ضد العدوان، بدلاً من إملاء عليهم أفعالهم أو خوض المعارك نيابة عنهم، تمنح الرئيس المرونة لتقليص مساحة مناورة أردوغان، واستقلاله الاقتصادي وشعبيته في الداخل، مع تمكين حلفاء الولايات المتحدة، المتأثّرين مباشرة بعدوان الرجل القوي، من مواجهته بشكل فعال، مع أو دون مشاركة أمريكية مباشرة.