أردوغان ذئب جديد ... في ثوب حمل

أردوغان ذئب جديد ... في ثوب حمل


اعتبر الكاتب الايطالي جوليو أردوغان ذئب جديد ... في ثوب حمل ميوتي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد أن يكون الذئب الإسلامي الجديد، في ثوب الحمل، بخطّته الكبرى للهيمنة على العالم وتحويل تركيا إلى قوة إسلامية عظمى جديدة تحت مسمى “أردوغانستان».
وكتب ميوتي، في تقرير مفصل لمعهد “غيتستون” أن أردوغان، بتحويله كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، لوى ذراع أتاتورك العلماني، وطرح نفسه الزعيم الجديد للإسلام العالمي.
حاول الرئيس التركي الظهور بطلاً مثل الخميني. ويبدو أن الخميني وأردوغان التزما بالقضاء على العلمانية والعلاقات مع الثقافة الغربية في بلديهما، وقيادة معركة ضد السعودية للسيطرة على العالم الإسلامي وإعادة أسلمة مجتمعيهما.

خطة الهيمنة
بلور أردوغان خطّته الكبرى للهيمنة، في أفريقيا، والبلقان، وأوروبا، حيث يستخدم الجالية  التركية أداة سياسية للضغط على الحكومات، والقوقاز، لإنشاء ممر تركي إسلامي بين أذربيجان وتركيا ودول إسلامية أخرى، والهند وكشمير، وليبيا، وسوريا حيث استخدم المرتزقة في الحرب الأهلية.
ويبدو أن أردوغان يقود صراع حضارات برئاسته. أما أوروبا فتقابل أفعاله بالأقوال.
وصاغ الجنرال التركي المتقاعد عدنان تانريفيردي، أحد مستشاري أردوغان ومؤسّس وكالة المرتزقة “صادات”، رؤية قوة عظمى إسلامية موحدة. أطلق عليه اسم مركز الدراسات الإستراتيجية للمدافعين عن العدالة أسريكا، أي اتحاد إفريقيا وآسيا ويضم 61 دولة وعاصمتها اسطنبول وتحت رعاية “أردوغانستان».
ومن الواضح أن تركيا تريد أن تكون إمبراطورية عثمانية جديدة عظيمة، والوحيدة القادرة على قيادة العالم الإسلامي. ويبدو أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد كان مقصوداً به أن يكون نقطة فاصلة في التاريخ الإسلامي، الذي يبشر بتأسيس رابطة قوية من الدول الإسلامية لمواجهة الغرب تحت القيادة التركية.

الوطن الأزرق
أما “الوطن الأزرق” فهو المفهوم الجيوسياسي الذي يميز أجندة أردوغان في السنوات المقبلة. إن “دبلوماسية التدريبات والسفن الحربية”، التي تصورها الأدميرال القومي جيم غوردنيز، تسعى إلى “عودة تركيا إلى البحر، والاتحاد بين الأناضول وشرق البحر الأبيض المتوسط”، بهدف واضح، السيطرة على البحر، والسيطرة على موارد الطاقة وفرض نفوذها هناك.
تدخل أنقرة في مسار تصادمي مع اليونان وقبرص، على حق استغلال احتياطات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.
وقال أردوغان: “سيفهمون أن تركيا لديها القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق غير الأخلاقية».
ولتركيا مشاكل مع قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي، التي لا تنتمي إلى الناتو. لا تزال تركيا التي غزت الجزيرة في 1974، الدولة الوحيدة التي تعترف بشمال قبرص الذي تحتله، دولة. وتريد جمهورية قبرص، ذات الغالبية القبرصية اليونانية، إبرام صفقات مع شركات طاقة أجنبية، بينما تريد تركيا، التي تحتل شمال الجزيرة، حقوقاً اقتصادية في المياه التي تعتبرها قبرص ملكاً لها.
وبينما بسط “السلطان الجديد” نفوذه في سوريا، وليبيا، والقوقاز، فإنه يوسع نفوذه داخل البحر الأبيض المتوسط. وبالنسبة لأوروبا المسالمة، فإن هذا البحر لا يوجد إلا عندما يتعلّق الأمر بالمهاجرين.

استراتيجية تسلّل
وفي اوروبا، يدير أردوغان “استراتيجية تسلل حقيقية” عبر شبكات تديرها السفارات التركية لتجنيد المهاجرين الأتراك، لتحسين صورة النظام التركي في الشتات، والدفاع عن صورة أردوغان بأي ثمن،
وأخيراً بالطبع، نشر رؤية إسلامية للإسلام. ما يفعله النظام التركي هو استخدام الشتات مثل “حصان طروادة».
ومثلما تسيطر تركيا على 400 مسجد في فرنسا، شغل أحمد أوغراس، المقرب من أردوغان، لمدة عامين منصب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
وفي الانتخابات الرئاسية في 2014 ، حصل أردوغان على 66% من أصوات الأتراك في فرنسا، مقابل 51.79% فقط في تركيا. وهذه الجهود، تُشكل مشروع الفتح الكبير لأردوغان الإسلامي.

معاهدة اسطنبول والمناهج التعليمية
انسحب أردوغان أخيراً من معاهدة اسطنبول الدولية لمكافحة العنف ضد المرأة. وبهذا القرار، يبدو أن الرئيس عازم على زيادة سياسة الإفلات من العقاب على جرائم قتل النساء و “جرائم الشرف” الشائعة في تركيا.
وفي عهد أردوغان، استخدمت الكتب المدرسية سلاحاً في محاولاته لأسلمة المجتمع التركي والعودة إلى حقبة الماضي والهيمنة التركية، بالإشارة إلى اليهود والمسيحيين على أنهم “الكفار».
وفي هذه الكتب، يوصف الإسلام بـ “قضية سياسية”، مع التركيز على مفاهيم مثل “الهيمنة التركية على العالم” و”النموذج التركي أو العثماني للنظام العالمي».
وحسب المنهج، يمتد “الحوض التركي” من البحر الأدرياتيكي إلى آسيا الوسطى. ويتبنى هذا المنهج موقفاً معادياً لأمريكا، ويظهر تعاطفاً مع دوافع داعش والقاعدة.
وتتخذ تركيا مواقف معادية للأرمن، ولا تزال الهوية والاحتياجات الثقافية للأقلية الكردية تتعرض للإهمال إلى حد كبير، إلى جانب تجاهل مذابح 1955 ضد الجالية اليونانية في اسطنبول.
وختم الكاتب قائلًا: “على أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والعالم الحر الشعور بالقلق، إذ يبدو أن أردوغان يهدف إلى أن يكون الذئب الإسلامي الجديد في ثوب الحمل».