أردوغان يشعل الحروب ...و الطبقة الوسطى التركية تتضور جوعاً

أردوغان يشعل الحروب ...و الطبقة الوسطى التركية تتضور جوعاً

رأى الكاتب اليوناني باسيل كوروناكيس أن تركيا أوغلت في تفكك الاقتصادي وانعدام الثقة، حتى أنه لم يعد بإمكان الاستعراضات العسكرية الخارجية ترميم الداخل المُثقل بالأزمات، وبات “الانقلاب العسكري” هو السيناريو الأفضل.
بدأت العائلات التركية من الطبقة الوسطى في جميع أنحاء الإقليم ببيع المجوهرات العائلية ونقل كوروناكيس، في مقال بموقع “أوروبا الجديدة”، عن مصادر وصفها بـ “قريبة” من واشنطن أنها “لا تستبعد تدخل الجيش لمنع تقطيع أوصال البلاد».
وأشار الكاتب إلى ما قال إنها “شواهد رقمية واجتماعية وسياسية على أن الوضع التركي الداخلي وصل حد الكارثة، رغم الأرقام الرسمية المُضلّلة».
منذ عام، دخل الاقتصاد التركي في كارثة لا يُمكن عكسها في ظلّ الظروف العادية، فالوضع الاقتصادي أسوأ بكثير مما تدعيه الحكومة. ولا تُوجد إحصاءات رسمية موثوقة عن البطالة، ودخل الأُسر، إذ تُحافظ الحكومة على سرّية هذه الأرقام التي تُؤكّد أن الوضع في تركيا سيء للغاية.
وبالإضافة إلى إفلاس الدولة، تدفع عائلات من الطبقة المتوسطة إلى الإفلاس، والعائلات التي شكلت الطبقة الوسطى الصاعدة في تركيا في عهد الرئيس الراحل تورغوت أوزال، أصبحت الآن تتضور جوعاً وتبيع أثاثها، لشراء الطعام.
منذ أكثر من عام، بدأ الوضع الاقتصادي والاجتماعي التركي في التدهور، وبدأت عائلات تركية من الطبقة الوسطى في بيع المجوهرات العائلية، وهي الطريقة التقليدية للادخار في العالم الإسلامي، والتي تقوم على استثمار مدخّرات الأسرة في الذهب.
لكن، إلى متى سيدوم هذا الأمر؟
عندما وجد الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه في مأزق لا يستطيع الخروج منه، اختار فتح جبهات حروب في الدول المجاورة، اعتقاداً منه أنه “برفع بشعارات الدفاع عن الوطن والعلم، سيُعيد الوحدة الوطنية، وسيتجنّب المزيد من تقطيع أوصال ما تبقى من حلم الإمبراطورية العثمانية الذي يتظلّل به».
وفي هذا السياق، وإلى جانب القوات التي تحتفظ بها تركيا في قبرص منذ 1974، حوالي 100 ألف جندي، ، نشر أردوغان قوات جديدة في ليبيا، وسوريا، والعراق وناغورنو قره باخ، إلى جانب القوات الأذرية.
وفي الآونة الأخيرة، وفي خطوة يائسة للحفاظ على السيطرة الداخلية، رفع أردوغان المخاطر ودخل في مُواجهة مُباشرة مع الاتحاد الأوروبي مُهدداً اليونان، عضو الاتحاد الأوروبي، بعمل عسكري، قائلاً إن “مدنها لن تكون آمنة، بعد الآن».
كما وجّه أردوغان تحذيراً غير مباشر، ولكنه واضح، إلى ألمانيا أين يعيش 4 ملايين مواطن من أصل تركي في أحياء يهودية، ويخضعون لنفوذ أنقرة الديني والاستخباراتي، وفق الكاتب.
وختم الكاتب قائلاً، إن “مصادر قريبة من واشنطن لا تستبعد أن يُبادر الجيش التركي في المستقبل القريب بالإطاحة بنظام أردوغان لمنع تقطيع أوصال البلاد، ليطبع بعد ذلك العلاقات التركية مع أمريكا وحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، باعتباره السيناريو الأفضل».