أردوغان يصعّد في ملف خطير... هل يعدّل البنتاغون خطته؟

أردوغان يصعّد في ملف خطير... هل يعدّل البنتاغون خطته؟

تصعيد جديد لتركيا سلّط الضوء عليه المدير البارز لمركز القوة العسكرية والسياسية في “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات” برادلي بومان والمحلل العسكري الزائر في المؤسسة نفسها الرائد شاين برايسووتر.
يأتي الاختبار عقب تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن تركيا استخدمت رادار المنظومة الروسية لتعقب مقاتلة يونانية من طراز أف-16فقد ذكرت تقارير أن تركيا أجرت الجمعة اختباراً حياً لمنظومة أس-400 الصاروخية، وهو أمر يشكل علامة فارقة مقلقة في العلاقة المتدهورة باستمرار بين أنقرة من جهة وواشنطن وحلفائها الأطلسيين من جهة أخرى. يزيد هذا التطور احتمالات اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات بحق تركيا بناء على قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات.

نيّة أنقرة
يأتي الاختبار عقب تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن تركيا استخدمت رادار المنظومة الروسية لتعقب مقاتلة يونانية من طراز أف-16. في العام الماضي، وعلى الرغم من مناشدات الولايات المتحدة، فعّلت تركيا منظومة أس-400 وأجرت اختباراً أولياً. لكن اختبار النيران الحية الذي أجرته أنقرة الجمعة يظهر أنّ الأخيرة لا تنوي إخفاء هذا السلاح، بصرف النظر عن اعتراضات واشنطن أو بروكسل.

مشاكل
أضاف المحللان أنّ حصول تركيا على منظومة أس-400 وتفعيلها هما أمران إشكاليان لأسباب عدة. أولاً، إنهما يظهران بشكل ملموس استدارة تركيا نحو روسيا وهي واحدة من أبرز التطورات الجيو-استراتيجية خلال السنوات الأخيرة. ولهذا الانحراف مشكلة أساسية بالنظر إلى نشاطات موسكو في أوروبا والشرق الأوسط والتي تهدد صلب المصالح الأطلسية والأمريكية. وتزداد المشاكل مع كون تركيا نفسها عضواً في حلف شمال الأطلسي إضافة إلى موقعها الاستراتيجي.

واشنطن محقّة بطردها
إن ما يثير القلق أيضاً في تشغيل المنظومة الروسية هو قابليتها لتحديد وتعقب واستهداف مقاتلات أف-35. أما تطمينات أنقرة بأن هذه المعلومات لن تصل إلى موسكو فغير مقنعة. من المحتمل أن يمكّن الموقع المشترك لـ أس-400 وأف-35 موسكو من الحصول على معلومات استخبارية قيّمة تساعدها في إسقاط تلك المقاتلات التي يقودها الأمريكيون وحلفاؤهم. لهذا السبب، كانت واشنطن محقة في طرد أنقرة من مشروع تصنيع مقاتلات أف-35 العام الماضي.

تشابك التقني بالسياسي
علاوة على كل ذلك، كان حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ينتقلان من نظام تحديد الطائرات بناء على “الوضعية-4” إلى الجيل التالي المشفّر من “الوضعية-5”. يسمح هذا النظام لبطاريات الدفاع والطائرات التابعة للحلف الأطلسي بمعرفة ما إذا كانت طائرة مجهولة صديقة أم عدوة. لن تسمح الولايات المتحدة لسلاح أس-400 بالحصول على إمكانات الوضعية-5 لأن القيام بذلك سيمكن روسيا من خرق رموز التعريف الخاصة بالناتو وتحديد الطائرة بسرعة. لكن استثناء صواريخ أس-400 التابعة لتركيا من أنظمة الدفاع الأطلسية سيترك أنقرة على الأرجح في حالة إطلاق الصواريخ بطريقة عمياء خلال أي نزاع، حين تُتخذ قرارات الموت والحياة في ثوانٍ. بالتالي، وفي هكذا سيناريو، ستعاني تركيا للتمييز بين طائرات أطلسية أو طائرات عدوة. سيجعل هذا الواقع تركيا حليفاً أطلسياً ذا إمكانات أقل ويزيد المخاطر على الولايات المتحدة والطيارين الحلفاء الذين يعملون في أو بالقرب من المجال الجوي التركي.

إنجرليك مجدداً
بحسب المحللين، يمكن أن يكون لهذا التطور تأثير مباشر على ما إذا كانت واشنطن لا تزال تريد الاحتفاظ ببعض القوات والأنظمة في قاعدة إنجرليك. بغض النظر عن ذلك، وإذا استمر تصاعد التوتر، قد تطرد أنقرة القوات الأمريكية من القاعدة أو تفرض قيوداً عدة على العمليات الأمريكية التي تنطلق منها. وأمِل كل من بومان وبرايسووتر بأن تكون وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد حدّثت وفصّلت خططاً لإعادة نشر محتملة للقوات الأمريكية من إنجرليك. وقد تؤمّن اليونان بديلاً محتملاً.

إحاطة سرية
في هذه الأثناء، وإضافة إلى احتمال فرض عقوبات على تركيا، قد يرغب القادة في الكونغرس بطلب إحاطة سرية من البنتاغون حول تداعيات هذا التطور الأخير على الولايات المتحدة والعمليات العسكرية الحليفة والقواعد العاملة فيها. ففي نهاية المطاف، يجب على الحليف ألا يحصل على منظومة دفاعية متطورة ممن يشكل التهديد الأبرز على هذا الحلف. وشدد الكاتبان على أن الإخفاق في الرد بحزم على أردوغان لعدم اهتمامه مرة أخرى بمخاوف الأمريكيين، قد يعطيه وآخرين انطباعاً بإمكانية تجاهلهم واشنطن والإفلات بفعلتهم بتداعيات قليلة.