رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يبحثان علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية
سيترك آثاراً على الجانبين:
أزيز الرصاص بين جو بايدن وسيّد الكرملين...!
-- يذكّر موقف بايدن بالرئيس ريغان، الذي حاول كسر قالب العلاقة المتفق عليه مع غورباتشوف
-- ما حدث ليس بالضرورة عملية سيئة بالنسبة للنظام الروسي
-- سيعمل الرجلان معًا رغم تصاعد اللهجة، ولكن في الحد الأدنى
-- تصعيد لفظي بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي لا يدين بشيء للصدفة
-- علاقة البلدين لا تدعمها روابط اقتصادية التي، في بعض الحالات، تساهم في الاستقرار
يمكن طمأنة الذين يخشون الشعور بالملل مع جو بايدن في البيت الأبيض: معه اكتشفنا أن للرصاص أزيزه أيضًا، على الأقل عندما يخاطب نظيره الروسي فلاديمير بوتين والذي أعاد بدوره الصاع صاعين: على نعت “القاتل”، الذي أطلقه بايدن، الأربعاء الماضي، على قناة اي بي سي الأمريكية، رد بوتين أول أول أمس الخميس: “القاتل هو من يصف الآخر بذلك».
ومع ذلك، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأمريكي “مناظرة” تُذاع على الهواء مباشرة في الأيام المقبلة. وقال بوتين للتلفزيون الروسي، “أود أن أقترح على الرئيس بايدن مواصلة نقاشنا ولكن بشرط أن نقوم بذلك مباشرة عبر الإنترنت، كما يقال”، مضيفا أنه يريد هذه المناقشة الجمعة أو الاثنين، معتبرا أنها “ستكون مثيرة لاهتمام الشعب الروسي والشعب الأمريكي «.
باختصار، هي الحرب الباردة، بين قوتين في طلاق بسبب الضربات تحت الحزام. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه ينوي جعل سيد الكرملين “يدفع الثمن” مقابل “أفعاله السيئة”، دون تحديد أي منها: محاولة التسمم ثم سجن الخصم أليكسي نافالني؟ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، أم استمرار دعم الأسد في سوريا؟، التدخل في الانتخابات الأمريكية، مع دور الاجهزة الروسية في اتهامات الرشوة الموجهة لنجل بايدن في سياق عمله في أوكرانيا؟ لقد اكتفى جو بايدن بالإشارة إلى الصحفي جورج ستيفانوبولوس، الذي يعرفه جيدًا لأن الرجل سبق أن تعاون مع الديمقراطي بيل كلينتون، أننا سنحصل على الإجابة قريبًا...
«في الحد الأدنى»
دون انتظار، استدعت موسكو سفيرها في واشنطن “للتشاور”، فيما استنكر نواب من مجلس الدوما “خرف الشيخوخة” للرئيس الأمريكي. فهل وقع هذا الأخير في فخّ المحاور؟ في كل الأحوال، حسب نيكول باشاران (ملاحظة المحرر: مؤلفة كتاب “السيدات الأول” منشورات تيمبوس 2020)، المتخصصة في الولايات المتحدة، والتي تجد هذه النغمة “منعشة”: “اوضح جو بايدن أنه تحدث مطولًا مع بوتين، وكل واحد قال للآخر: ‘أنا أعرف من أنت’، لذلك قرر الذهاب مباشرة، والاستغناء عن الرتوش. وهذا يذكّر بالرئيس ريغان، الذي حاول كسر قالب العلاقة المتفق عليه مع نظيره السوفياتي غورباتشوف». إنّ مستأجر البيت الأبيض الجديد، يمثل هنا ايضا قطيعة مع سلفه دونالد ترامب، الذي أظهر رضاه عن بوتين. “نقول الأشياء بصراحة أكثر من ذي قبل”، قال بتعبير ملطف، دبلوماسي أمريكي. والآن هل باتت الجسور مقطوعة؟ “سيترك هذا آثارًا على الجانبين، وسيعمل الرجلان معًا، ولكن في الحدّ الادنى”، يحلل باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية. “روسيا ستعمل مع الولايات المتحدة حيث يكون ذلك مفيدا”، يقول الكرملين. وعلى رأس الموضوعات المشتركة، نجد التمديد في اتفاقية نزع السلاح النووي “نيو ستارت”، والعمل بها، واستئناف المفاوضات مع إيران لإبطاء سباقها لحيازة الأسلحة النووية. ان هذه الصلابة الظاهرة، لا تشكل خطرا كبيرا على إدارة بايدن. “روسيا مأخوذة على حقيقتها، تقول نيكول باشاران، إنها قوة متوسطة من الناحية الاقتصادية والعسكرية، ولا تقارن بالصين. «
وتؤكد الخبيرة السياسية، أن قول الرئيس لم يتسبب في ضجة كبيرة في الولايات المتحدة حيث يسود التوافق حول أنّ “بوتين قاتل”. ومع ذلك، فإن بوتين، الذي يخضع نظامه لعقوبات غربية متعددة، يمكن أن يضاعف الاستفزازات ردًا على الضغط الأمريكي. من سوريا إلى ليبيا، ومن ناغورنو كاراباخ إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، لم يتوقف أبدًا عن إظهار قدرته على زعزعة الاستقرار. ويمكن للأوروبيين، الذين يخافونه أكثر من الأمريكيين، دفع الثمن ...
استعادة الملف الروسي
«هناك ايرنة لروسيا، حيث تزداد عليها العقوبات، وعرقنة رئيسها المتهم بارتكاب جرائم قتل”، تقول كارول غريمو بوتر، المحللة الجيوسياسية والمتخصصة في روسيا والأستاذة في جامعة مونبلييه. وتضيف أن “هدف الولايات المتحدة هو استعادة الملف الروسي الذي تركه دونالد ترامب جانبًا، وتقديم رد أمريكي عليه، رد لم يتوفر في ولاية ترامب”. وتشرح كارول غريمو بوتر: “الهدف أيضًا، هو سحب البساط من تحت أقدام الرئيس السابق، الذي يمكن أن يكون منافسًا لبايدن “ إذا ترشح عام 2024”، وإبراز لمؤيديه من الذي ساعده».
في المقابل، “لا يمكن للعلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا تجاوز هذا التوتر الهيكلي القوي”، تقول إيزابيل فاكون، نائبة مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية المتخصصة في روسيا، اذ يقع الردع النووي في صميم مناقشاتهما، ولا تجد علاقتهما دعم الروابط الاقتصادية التي، في بعض الحالات، تساهم في الاستقرار». بالنسبة لروسيا، يمكن لهذه الأزمة المتجددة أن تكون “رافعة لتقوية سلطتها”، ترى إيزابيل فاكون. “ما حدث ليس بالضرورة عملية سيئة بالنسبة للنظام الذي يشعر بالقلق على استقراره في السلطة”، توضح الخبيرة، فكلمات بايدن، تؤكد صحة خطابات الكرملين بأن روسيا، لأن لها صوتاً مستقلاً، تُعاقب من قبل القوة العالمية العظمى، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الوحدة حول القائد».
ما هي العقوبات؟
تبقى معرفة ما هي العواقب. يتوقع جان إريك برانا المتخصص في الولايات المتحدة، أنه “بخلاف الكلمات، لا ينبغي أن نتوقع أي شيء جديد”، لكن كارول غريمو بوتر تلاحظ أن روسيا، وهي تحت تأثير العديد من العقوبات الغربية، والتي يمكن تشديدها مجددا من الجانب الأمريكي، يمكن ان تكشر عن انيابهاً: “ يمكن لموسكو أن تعيد النظر في معاهدة نيو ستارت التي تهدف إلى خفض الأسلحة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا».
ومع ذلك، تشير إيزابيل فاكون، إلى أن موسكو لديها القليل من الوسائل للضغط على الأمريكيين. “السلطة يمكن أن تضغط على الأوروبيين لزيادة الانقســامات، والاقتراب أكثر من الصين، ومضاعفة التدخل حيثما يكون للأمريكيين مصلحة. اما بالنسبة إلى جان إريك برانا، فان تصريح جو بايدن يشير إلى “عودة الدبلوماسية” بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترامب... “الفكرة، يقول الأخصائي، هي: كل يستعيد مكانه، والولايات المتحدة تتولى مجددا زمام الأمور».
-- ما حدث ليس بالضرورة عملية سيئة بالنسبة للنظام الروسي
-- سيعمل الرجلان معًا رغم تصاعد اللهجة، ولكن في الحد الأدنى
-- تصعيد لفظي بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي لا يدين بشيء للصدفة
-- علاقة البلدين لا تدعمها روابط اقتصادية التي، في بعض الحالات، تساهم في الاستقرار
يمكن طمأنة الذين يخشون الشعور بالملل مع جو بايدن في البيت الأبيض: معه اكتشفنا أن للرصاص أزيزه أيضًا، على الأقل عندما يخاطب نظيره الروسي فلاديمير بوتين والذي أعاد بدوره الصاع صاعين: على نعت “القاتل”، الذي أطلقه بايدن، الأربعاء الماضي، على قناة اي بي سي الأمريكية، رد بوتين أول أول أمس الخميس: “القاتل هو من يصف الآخر بذلك».
ومع ذلك، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأمريكي “مناظرة” تُذاع على الهواء مباشرة في الأيام المقبلة. وقال بوتين للتلفزيون الروسي، “أود أن أقترح على الرئيس بايدن مواصلة نقاشنا ولكن بشرط أن نقوم بذلك مباشرة عبر الإنترنت، كما يقال”، مضيفا أنه يريد هذه المناقشة الجمعة أو الاثنين، معتبرا أنها “ستكون مثيرة لاهتمام الشعب الروسي والشعب الأمريكي «.
باختصار، هي الحرب الباردة، بين قوتين في طلاق بسبب الضربات تحت الحزام. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه ينوي جعل سيد الكرملين “يدفع الثمن” مقابل “أفعاله السيئة”، دون تحديد أي منها: محاولة التسمم ثم سجن الخصم أليكسي نافالني؟ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، أم استمرار دعم الأسد في سوريا؟، التدخل في الانتخابات الأمريكية، مع دور الاجهزة الروسية في اتهامات الرشوة الموجهة لنجل بايدن في سياق عمله في أوكرانيا؟ لقد اكتفى جو بايدن بالإشارة إلى الصحفي جورج ستيفانوبولوس، الذي يعرفه جيدًا لأن الرجل سبق أن تعاون مع الديمقراطي بيل كلينتون، أننا سنحصل على الإجابة قريبًا...
«في الحد الأدنى»
دون انتظار، استدعت موسكو سفيرها في واشنطن “للتشاور”، فيما استنكر نواب من مجلس الدوما “خرف الشيخوخة” للرئيس الأمريكي. فهل وقع هذا الأخير في فخّ المحاور؟ في كل الأحوال، حسب نيكول باشاران (ملاحظة المحرر: مؤلفة كتاب “السيدات الأول” منشورات تيمبوس 2020)، المتخصصة في الولايات المتحدة، والتي تجد هذه النغمة “منعشة”: “اوضح جو بايدن أنه تحدث مطولًا مع بوتين، وكل واحد قال للآخر: ‘أنا أعرف من أنت’، لذلك قرر الذهاب مباشرة، والاستغناء عن الرتوش. وهذا يذكّر بالرئيس ريغان، الذي حاول كسر قالب العلاقة المتفق عليه مع نظيره السوفياتي غورباتشوف». إنّ مستأجر البيت الأبيض الجديد، يمثل هنا ايضا قطيعة مع سلفه دونالد ترامب، الذي أظهر رضاه عن بوتين. “نقول الأشياء بصراحة أكثر من ذي قبل”، قال بتعبير ملطف، دبلوماسي أمريكي. والآن هل باتت الجسور مقطوعة؟ “سيترك هذا آثارًا على الجانبين، وسيعمل الرجلان معًا، ولكن في الحدّ الادنى”، يحلل باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية. “روسيا ستعمل مع الولايات المتحدة حيث يكون ذلك مفيدا”، يقول الكرملين. وعلى رأس الموضوعات المشتركة، نجد التمديد في اتفاقية نزع السلاح النووي “نيو ستارت”، والعمل بها، واستئناف المفاوضات مع إيران لإبطاء سباقها لحيازة الأسلحة النووية. ان هذه الصلابة الظاهرة، لا تشكل خطرا كبيرا على إدارة بايدن. “روسيا مأخوذة على حقيقتها، تقول نيكول باشاران، إنها قوة متوسطة من الناحية الاقتصادية والعسكرية، ولا تقارن بالصين. «
وتؤكد الخبيرة السياسية، أن قول الرئيس لم يتسبب في ضجة كبيرة في الولايات المتحدة حيث يسود التوافق حول أنّ “بوتين قاتل”. ومع ذلك، فإن بوتين، الذي يخضع نظامه لعقوبات غربية متعددة، يمكن أن يضاعف الاستفزازات ردًا على الضغط الأمريكي. من سوريا إلى ليبيا، ومن ناغورنو كاراباخ إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، لم يتوقف أبدًا عن إظهار قدرته على زعزعة الاستقرار. ويمكن للأوروبيين، الذين يخافونه أكثر من الأمريكيين، دفع الثمن ...
استعادة الملف الروسي
«هناك ايرنة لروسيا، حيث تزداد عليها العقوبات، وعرقنة رئيسها المتهم بارتكاب جرائم قتل”، تقول كارول غريمو بوتر، المحللة الجيوسياسية والمتخصصة في روسيا والأستاذة في جامعة مونبلييه. وتضيف أن “هدف الولايات المتحدة هو استعادة الملف الروسي الذي تركه دونالد ترامب جانبًا، وتقديم رد أمريكي عليه، رد لم يتوفر في ولاية ترامب”. وتشرح كارول غريمو بوتر: “الهدف أيضًا، هو سحب البساط من تحت أقدام الرئيس السابق، الذي يمكن أن يكون منافسًا لبايدن “ إذا ترشح عام 2024”، وإبراز لمؤيديه من الذي ساعده».
في المقابل، “لا يمكن للعلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا تجاوز هذا التوتر الهيكلي القوي”، تقول إيزابيل فاكون، نائبة مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية المتخصصة في روسيا، اذ يقع الردع النووي في صميم مناقشاتهما، ولا تجد علاقتهما دعم الروابط الاقتصادية التي، في بعض الحالات، تساهم في الاستقرار». بالنسبة لروسيا، يمكن لهذه الأزمة المتجددة أن تكون “رافعة لتقوية سلطتها”، ترى إيزابيل فاكون. “ما حدث ليس بالضرورة عملية سيئة بالنسبة للنظام الذي يشعر بالقلق على استقراره في السلطة”، توضح الخبيرة، فكلمات بايدن، تؤكد صحة خطابات الكرملين بأن روسيا، لأن لها صوتاً مستقلاً، تُعاقب من قبل القوة العالمية العظمى، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الوحدة حول القائد».
ما هي العقوبات؟
تبقى معرفة ما هي العواقب. يتوقع جان إريك برانا المتخصص في الولايات المتحدة، أنه “بخلاف الكلمات، لا ينبغي أن نتوقع أي شيء جديد”، لكن كارول غريمو بوتر تلاحظ أن روسيا، وهي تحت تأثير العديد من العقوبات الغربية، والتي يمكن تشديدها مجددا من الجانب الأمريكي، يمكن ان تكشر عن انيابهاً: “ يمكن لموسكو أن تعيد النظر في معاهدة نيو ستارت التي تهدف إلى خفض الأسلحة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا».
ومع ذلك، تشير إيزابيل فاكون، إلى أن موسكو لديها القليل من الوسائل للضغط على الأمريكيين. “السلطة يمكن أن تضغط على الأوروبيين لزيادة الانقســامات، والاقتراب أكثر من الصين، ومضاعفة التدخل حيثما يكون للأمريكيين مصلحة. اما بالنسبة إلى جان إريك برانا، فان تصريح جو بايدن يشير إلى “عودة الدبلوماسية” بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترامب... “الفكرة، يقول الأخصائي، هي: كل يستعيد مكانه، والولايات المتحدة تتولى مجددا زمام الأمور».