في إطار أسبوع الثقافة الكويتية المنعقد خلال شهر رمضان والذي خصص للثقافة الخليجية استضاف مجلس شما محمد للفكر والمعرفة الكاتب الكويتي طالب الرفاعي ( عبر شبكة الإنترنت ) ضمن منشط ندوة الكتاب بحضور رئيس المجلس الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وعضوات المجلس حيث كان اللقاء لمناقشة رواية ( النجدي ) للكاتب طالب الرفاعي ، وفي بداية اللقاء رحبت الشيخة د. شما قائلة (د. طالب الرفاعي الروائي الكويتي الذي ينتمي إلى جيل الأدباء الكويتيين الكبار في البداية أشكر لك وجودك معنا الذي يثري أسبوعنا الذي خصصناه للثقافة الكويتية التي لها في نفسى الكثير من التقدير وأدين لها بجزء من بنائي المعرفي والثقافي قام على المعارف والمطبوعات الفكرية والثقافية الكويتية التي كنت أحرص عليها وأنا صغيرة فأهلا بك في مجلس الفكر والمعرفة)  كما شاركته مداخلتها التي جاء فيها : ( رواية النجدي كانت كالبحر .. حين نقف على عتبتها الأولى نشعر بنعومة الريح التي تهب من بين الصفحات، وصوت الموج الهادئ المزاحم للكلمات، و لتلك المشاعر التي عاشها علي في مراهقته وتطلعه للبحر ، ثم رويدا تستمر الرواية في سردية ناعمة، كصفحة البحر المتهادية مع الريح ، وفي لحظة خاطفة ،نجد أنفسنا وسط  العاصفة ، تلك العاصفة التي كانت تخرج من سطور الجزء الأخير من الرواية ؛ لنجد أنفسنا وسط العاصفة ،نغرق ونتمسك بصندوق السمك ، ونحاول أن نمسك بيد علي، لأننا نخشى عليه من الغرق، كأننا نريد أن نخرجه من بين سطور الرواية؛ لنحميه من العاصفة ،وكأنه صار جزءا منا .. بل هو بالفعل جزء منا .. فهو جزء من هويتنا الخليجية، فهو لا يعبر عن هويته الكويتية فقط، بل يعبر عن هويتنا التي نخشى عليها من عواصف التغريب التي تهب علينا منذ زمن ) في حديثه أبدى الكاتب الكويتي طالب الرفاعي سعادته باللقاء وشكر سموها على دعوتها الكريمة ثم قدم ملخصا لرواية النجدي التي تعد من السيرة الذاتية السردية المبدعة والتي تحمل توثيقا حقيقيا لأبطال حقيقيين يحملون الاسم ذاته ، وتحدث عن مدى إعجابه بشخصية البطل علي النجدي ومعاناته والتي لخصها في آخر أحد عشرة ساعة من حياته في مصارعة الغرق وغدر البحر إلى أن فارق الحياة ، وفي رده على سؤال سمو الشيخة شما والذي جاء فيه (العنصر النسائي في الرواية كانت ملامحه بعيدة إلى حد ما افتقدنا لبعض تفاصيلها فهل هذا نتيجة رؤية منك في بناء الشخصيات في الرواية ؟)، أوضح بأن المرأة هي  العنصر الأساسي في شخصيات كتاباته معتزا بوالدته التي كانت مدرسته التي تعلم منها حكمة الحياة ، وان شخصيات الرواية مثل مريم الأخت كانت حاضرة دائما خلال الرواية . فيما أعربت الشيخة د. شما عن مدى تفاعلها بأحداث الرواية حين وصفت مشاعرها بقولها (كنت أشعر أني أمد يدي بين السطور لأشد علي وأحميه من الغرق في تلك العاصفة،  التي هبت في لحظة غضب من البحر الذي لا صاحب له، وأسمع صدى في داخلي ينادي علي (لا تغرق تمسك بالبقاء) .. ورأيت في الرواية رمزية لذلك التغيير الذي عبر عنه لألن (النفط غير البشر و الحجر، يا الن، عشت مأزقاً و ما زلت. لا أعرف إلا البحر ،مصدر رزق و حياة. يا الن، كيف لابن بحر أن ينكر أباه) تلك أزمة الهوية التي يمكن أن نعيشها وإدراك حجم التغير الذي حدث في المجتمع الكويتي بعد النفط .. لكن يبقى الواقع هو بناء على تراكمات الأمس، ويظل البحر جزءا من بناء تكويننا القيمي والثقافي) وفي سؤال عن القراء غير الخليجيين وما سيجدونه من صعوبة في فهم بعض المصطلحات التي وردت في الرواية، بعض الكتاب يضعون هوامش لمثل تلك الحالات؟ تحدث الكاتب عن أن وضع الهوامش يحدث قطيعة ما بين القارئ وبين النص ،ولكن تأتي توضيح المفاهيم في سياق العمل السردي .