بسبب تحالفها مع العدو الأول للديموقراطية في بلادها :

ألمانيا تخشى وصول الجبهة الشعبية الفرنسية المتطرفة للسلطة

ألمانيا تخشى وصول الجبهة الشعبية الفرنسية المتطرفة للسلطة


في ألمانيا، كما هي الحال في فرنسا، سرعان ما حلت الدهشة محل الشكوك، ثم القلق. كان قرار إيمانويل ماكرون بحل الجمعية الوطنية والفوضى السياسية الفرنسية التي أعقبت ذلك مفاجأة شريك باريس الرئيسي داخل الاتحاد الأوروبي. وحتى لو لم تعلق برلين على الوضع السياسي على الج انب الآخر من نهر الراين، فإن الصورة الإيجابية التي تركها إيمانويل ماكرون من زيارته الرسمية في نهاية مايو-أيار أصبحت غير واضحة بسبب القرار الذي اتخذه في التاسع من يونيو-حزيران. ويعلق جاكوب روس، المحلل في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية ، على ذلك قائلا: «إن الجرأة التي نسبناها للرئيس الفرنسي على الساحة الأوروبية تتحول إلى تشخيص لعدم المسؤولية، وذلك في وقت نشهد فيه استئنافا طفيفا للعلاقات الفرنسية الألمانية».  
ومن الطبيعي أن تشعر هذه الدولة المحافظة، التي تعرضت لصدمة من ذكرى جمهورية فايمار، بالاستياء من تحركات جارتها. وتنتقد صحيفة «شبيغل» الأسبوعية اليسارية «الرئيس الكامي كازي»، في حين تفضل صحيفة «فاز» المحافظة اليومية استحضار «الراكب الوحيد المتهور».

 

وقد تجلى هذا التردد من الموقف من ماررون  بشكل خاص خلال اجتماع نظمته وزارة الخارجية يوم 14 يونيو-حزيران وخصص للقضية الفرنسية. من الآن فصاعدا، وفقا لأحد المشاركين، تستعد برلين «للأسوأ»: تعيين جوردان بارديلا أو أي رئيس وزراء آخر من حزب التجمع الوطني في ماتينيون.» وبمجرد تجاوز حالة الذهول، تحاول برلين أن تفهم الشكل الذي قد تبدو عليه الحكومة الفرنسية بقيادة حزب كان حتى وقت قريب للغاية متحالفا في البرلمان الأوروبي مع العدو الأول للديمقراطية الألمانية: حزب البديل من أجل ألمانيا.
 إن العلاقات بين الفائزين الرئيسيين، في فرنسا وألمانيا، في انتخابات التاسع من يونيو-حزيران، بلغت أدنى مستوياتها، ويحرص حزب البديل من أجل ألمانيا على عدم التكهن بالعواقب التي قد يترتب على الفوز المحتمل لحزب الجبهة الوطنية. وعلقت الرئيسة المشاركة أليس فايدل قائلة: «لقد حققنا نجاحًا هائلاً وسنتبع طريقنا الخاص، دون أن نجعل أنفسنا تابعين ومن خلال التأكيد بهدوء على مطالبنا البرنامجية».
وبالنظر إلى ألمانيا، فإن إعادة التمركز التي قام بها حزب مارين لوبان ونيته المعلنة بعدم الجلوس في ستراسبورغ مع حزب البديل من أجل ألمانيا ليس لها وزن يذكر في ضوء تاريخ حزب الجبهة الوطنية، الذي تعود جذوره إلى أقصى اليمين. «تريد مارين لوبان إضعاف الاتحاد الأوروبي وتهميش الشراكة التقليدية مع فرنسا. إن حزب لوبان مناهض لأوروبا، ومقرب من بوتين، ومناهض لألمانيا ومؤيد للحمائية». لا يزال حزب التجمع الوطني يخيف، لا سيما على المستوى الاقتصادي، الموضوع الرئيسي للمناقشة في الجلسة المغلقة الطويلة التي عقدها مسؤولو «Auswärtiges Amt»، بقيادة وزيرة البيئة أنالينا بيربوك. تمت مراجعة القضايا الرئيسية للتعاون الفرنسي الألماني، المعرضة للخطر من قبل حكومة الحزب الجمهوري مع إغراءات الحماية: اتحاد أسواق رأس المال، والسياسة التجارية والبيئية، والزراعة... ولكن بدون أفكار واضحة للغاية. وأشار أحد المشاركين في اجتماع الوزارة إلى أن «الناس يستيقظون فجأة، والجميع ضائعون ومن الصعب جداً التخطيط للمستقبل». إن الهزات التي أصابت الأسواق المالية والتي أعقبت إعلان حل الجمعية الوطنية الفرنسية، والتي ظهرت أيضاً في فرانكفورت، أقنعت برلين الآن بأن التهديد المتمثل في تشكيل حكومة يمينية متطرفة، كما يُتصور في ألمانيا، أصبح ملموساً. 
لقد شهد مؤشر داكس أكبر أسبوع من الخسائر، على خلفية المزيد من المخاوف العالمية من تشديد سياسات الحماية في القارة الأوروبية. ويقول كريستوف براويت، وهو مَصرفي سابق نَشَط منذ خمسة وعشرين عاماً في فرانكفورت ورئيس الجمعية الفرنسية الألمانية في العاصمة المالية: «يمكننا أن نتوقع انحرافاً كاملاً للمالية العامة في فرنسا». «الآن أصبح الخطر ملموسا ومن الصعب رؤية أي شيء إيجابي في الوضع.» تضيف دانييلا شوارزر، عضو مجلس إدارة مؤسسة برتلسمان والمتخصصة في القضايا الأوروبية، «علينا أن نستعد لهذا الوضع الجديد». ومع ذلك، فإن ما بعد 7 يوليو هو أقرب إلى «القفزة إلى المجهول». 
ويتكهن الدبلوماسيون الألمان بموقف نظرائهم الفرنسيين في حالة وصول حكومة الجبهة الوطنية إلى السلطة. ويتساءل البعض عن استمرار سلوكهم الشرعي تجاه السلطة التنفيذية الجديدة، يتابع هذا المصدر المرتبط بالمداولات. ويشكل رد فعل الشارع الفرنسي أو مصير ترشيح أورسولا فون دير لاين ـ من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لرئاسة المفوضية الأوروبية مصدرا للقلق أيضا. ويشعر اليمين الألماني بشكل خاص بالقلق إزاء العذابات التي يعيشها نظيره الفرنسي، والتحول الذي حاول إريك سيوتي أن يجعل عائلته السياسية تتخذه. حتى قبل التطورات الأخيرة، أي الانتخابات الأوروبية، كانت العلاقات بين حزب الليبراليين وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي داخل مجموعة حزب الشعب الأوروبي في ستراسبورغ متوترة في بعض الأحيان. يقول أندرياس يونج: «نحن نشعر بالارتياح الشديد لأن القوى الرئيسية في حزب اليسار تمردت ضد التحالف مع مارين لوبان». ويواصل قائلا إن مثل هذا التحالف «سيكون مخالفا بشكل  أساسي لقيمنا الديمقراطية المسيحية».

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot