كيف يمكن أن تنتهي الحرب؟

أوكرانيا: النتائج الخمس المحتملة للغزو الروسي...!

أوكرانيا: النتائج الخمس المحتملة للغزو الروسي...!

-- أن تضمّ روسيا أوكرانيا هو السيناريو الأكثــر صعوبـــة بالنســـبة لموســــــكو
-- سيكون كافياً قيام الحلف الأطلسي بخطــوة خاطئــة ليشــتعل الفتيــل
-- مهاجمة روسيا ستكون خطأً كبيراً من شأنه أن يغيّر كل شيء


   كيف يمكن أن تنتهي الحرب في أوكرانيا؟ الضمّ الكامل للأراضي الأوكرانية لروسيا، وانسحاب القوات الروسية، وتغيير الحكومة بالقوة: لا شيء واضح اليوم، وهناك عدة سيناريوهات ممكنة، بينما ضباب الحرب لا يزال كثيفًا في أوكرانيا.
   جوليان توريل، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في كرسي راؤول داندوراند، يشرح خمسة من السيناريوهات التي تلوح في الأفق.

1 -روسيا تضم أوكرانيا
   لا شك في أن دافع الأوكرانيين للدفاع عن بلادهم ومقاومتهم للقوات الروسية على الأرض، تجعل هذا السيناريو أكثر صعوبة بالنسبة لموسكو.
    لم يستقبل الأوكرانيون الجنود بأذرع مفتوحة كما ربما اعتقدوا في موسكو. إذا أرادت روسيا ضم البلاد، فسيتعين عليها نشر عدد كبير من القوات هناك بشكل دائم لمحاربة المقاومة. ويخاطر الجيش الروسي بالبقاء هناك لفترة طويلة جدًا وسيتكبد خسائر فادحة، كما كان الحال في أفغانستان في الثمانينيات”، يحلل جوليان توريل.
   لا يزال غزو أفغانستان يعتبر من أكبر الكوارث العسكرية للاتحاد السوفياتي. بقي الاتحاد السوفياتي هناك عشر سنوات، من 1979 إلى 1989، وخسر أكثر من 13 ألف جندي قبل الانسحاب مهزوما.
   وحتى لو تحولت المعركة لصالح روسيا، فإن فلاديمير بوتين سيواجه عقبة رئيسية أخرى: لن يكون أمامه من خيار سوى إقامة أنظمة موالية له في جميع أنحاء أوكرانيا. ولن تعتبر هذه الحكومات شرعية من قبل الأوكرانيين والمجتمع الدولي. لذلك ستستمر روسيا في التعرض للعقوبات لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب.
   وسيسمح للمجتمع الدولي بمواصلة فرض عقوبات متصاعدة قاسية للغاية على روسيا، مما سيزيد من عزلتها.

2 -تغيير حكومي
 عنيف في أوكرانيا
   في هذا السيناريو، ستحتفظ أوكرانيا بحدودها، غير أن روسيا ستتولى تغيير الحكومة لصالح نظام موال لها، وستكون الخطوة ضمّا مقنّعا. يمكن أن نتخيّل أنّ الشعب الأوكراني سيخضع لنظام سلطوي يفرض “إرهابه على نطاق واسع”، من خلال قمع عنيف لأي شكل من أشكال المعارضة، يلاحظ جوليان توريل.    «لا يزال ذلك ممكنًا، نظرًا لوجود نظام موالٍ لروسيا في أوكرانيا قبل عام 2014، وروسيا معتادة على هذا النوع من المناورة”. هنا مرة أخرى، يجب أن تتم إقامة مثل هذا النظام عن طريق العنف، لأن الأوكرانيين قد سبق أن أطاحوا بحكومة موالية لروسيا من السلطة عام 2014، وستجد روسيا نفسها مرة أخرى معاقبة ومعزولة.

3 -روسيا تستسلم وتنسحب
   إذا استمرت الأمور في التعقيد بالنسبة لروسيا على الأرض وتلوح الهزيمة في الأفق، بوسع الرئيس الروسي أن يحاول تقديم نفسه على أنه متفوق أخلاقيًا لتفادي هزيمة أكثر كلفة لبلاده، يوضح السيد توريت.    ويمكن أن يقول إنه قرر تفادي الأسوأ في مواجهة المعتدين الغربيين والأوكرانيين. وستكون هذه طريقة للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه. فكلما طال الصراع، ازدادت العقوبات الدولية كلفة على الشعب الروسي، وكلما ازداد خطر خسارة تضامنهم مع بوتين. طبعا لن يحدث هذا بين عشية وضحاها، وسيكون معقدًا للغاية. وكل هذا يفترض أنه لا يزال عقلانيًا وبإمكانه إجراء حسابات جيدة”، يشرح الباحث.
    يشير جوليان توريل إلى أنه في هذه الفرضية يجب أن يستمر الصراع لفترة طويلة. في الوقت الحاضر، “لسنا في هذا المنطق إطلاقا”، في ظل مطالب فلاديمير بوتين وتصاعد القتال على الأرض.

4 -تواصل روسيا توسعها نحو إمبراطورية جديدة
      إذا كان هدف فلاديمير بوتين هو فعلا كبح النفوذ الغربي في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق، فإن خطته قد تكون غزو دول أخرى حيث توجد مناطق موالية لروسيا، مثل جورجيا أو مولدوفا، يحدد جوليان توريل.
   «قبل بضعة أسابيع، عندما كنا نفكر في أن الأمور ستتصاعد في أوكرانيا، رأينا احتمال أن يتمكن (بوتين) من السيطرة على ساحل البحر الأسود بالكامل وإعادة تنشيط الحركات الموالية لروسيا في هذه البلدان”...”يبقى هذا احتمالاً، لكنه تقلص كثيرا اليوم، بسبب تعبئة المجتمع الدولي لتفاديه. فهل يمكن أن ينجذب بوتين إلى السيطرة على هذه البلدان إلا بالسلاح؟ نعم، لكنها ستكون عملية في غاية الصعوبة.

5 -الناتو يخطئ
وروسيا ترد
   من المستبعد جدًا أن تهاجم روسيا دولة من دول الناتو كما تبدو الأمور. ومع ذلك، سيكون كافياً أن يقوم الحلف بخطوة خاطئة ليشتعل الفتيل، وهو أمر ليس مستحيلاً، يوضح السيد توريل.
   «نسمع الكثير عن القوافل المدرعة الروسية حول كييف. والحذر الشديد مطلوب في هذه الحالة، لأنه من وجهة نظر تكتيكية عسكرية، من المزعج بعض الشيء أنك تحشد قوات مرئية للغاية. فهل يعني هذا فرض خطأ؟ لا يمكننا استبعاد ذلك».
   وحسب الباحث، يمكن لموسكو أن تراهن على أن الحكومات الغربية، تحت ضغط شعوبها بسبب صور الحرب التي تبث على الشبكات الاجتماعية، تميل إلى التدخل بشكل مباشر أكثر.
   ردود فعل الشعوب الغربية قوية جدًا على الشبكات الاجتماعية، ويطالب الناس حكوماتهم بعدم ترك الأوكرانيين لمصيرهم.
   ومع ذلك، يحذر الباحث من أن مهاجمة روسيا ستكون خطأً كبيراً.
   على مدى عقود، ظل بوتين يخبر شعبه أن الغربيين يريدون مهاجمتهم.
وسيكون لديه الآن ذريعة للرد، الأمر الذي قد يقلب، ليس الصراع فحسب، بل الديناميكيات الداخلية في روسيا أيضًا. باستطاعة الرئيس الروسي محاولة تصويرها على أنها هجوم مباشر على بلاده، وهذا من شأنه أن يغير كل شيء، وسندخل دوامة يريد الجميع تفاديها.
 ان وضع الإصبع في العصّارة، يمكن أن يُفقدك ذراعك، وحتى جسمك بالكامل.