رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة خالد بن محمد ويعزون أمير قطر بوفاة مريم بنت عبدالله
خبراء: ترسانة بيونغ يانغ النووية أصبحت الضمانة الوحيدة لبقاء النظام
حدد خبراء في العلاقات الدولية مجموعةً من أوراق القوة التي تعتمد عليها بيونغ يانغ في تحدي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الآسيويين في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، في الصدارة السلطة الشمولية في كوريا الشمالية، ونظام الحكم الذي يعتمد على قوة داخلية متماسكة، بالإضافة إلى عدم وجود معارضة حقيقية يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة لتهديد النظام الحاكم.
وبيّنوا في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن من بين أوراق القوة أيضًا ما تمتلكه كوريا الشمالية من نظام ردع كامل قائم على ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية والباليستية القادرة على الوصول إلى حلفاء واشنطن، كوريا الجنوبية واليابان، بهذه الصواريخ، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في تهديد بيونغ يانغ.
وبجانب ذلك تمتلك كوريا الشمالية جيشًا ضخمًا ومنظمًا يتميز بالانضباط والقوة، وله نسبة احتياطي مرتفعة، مما يعني أن أي حرب، بجانب العقيدة العسكرية لبيونغ يانغ التي لا يعرف أحد حدود قدراتها الحقيقية، حيث إن المعلومات المتوافرة حولها ليست علنية، لكن القدرات الفعلية للنظام تبقى غامضة وغير معروفة.
وكان قد اتفق وزراء خارجية كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، واليابان، في مدينة كيونغ جو الكورية على هامش قمة “آبيك” على الحفاظ على التنسيق الوثيق تجاه كوريا الشمالية مع التمسك بمبدأ نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ومواصلة بذل الجهود للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والدبلوماسية.
ومؤخرًا، وصفت كوريا الشمالية مسألة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، والتي ذكرت كوريا الجنوبية أنها ستُناقش في قمة مع الصين، بـ”حلم غير واقعي”، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
ويقول الخبير في الشؤون الآسيوية، الدكتور طلعت سلامة، إن كوريا الشمالية بدأت برنامجها النووي دفاعًا عن مصالحها، التي تعد من أبرز أولوياتها في ظل دوافع قوية وراء بناء هذا البرنامج، إذ إن الدول الصناعية السبع الكبرى لم توقّع على اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، وهو ما اعتبرته بيونغ يانغ مبررًا أساسيًا لإنشاء برنامجها النووي الخاص.
وأوضح سلامة في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن الولايات المتحدة ودولًا آسيوية حاولت جاهدًا نزع فكرة امتلاك كوريا الشمالية السلاح النووي، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل بعد أن سخّرت بيونغ يانغ كافة الإمكانيات والموارد لإنشاء برنامجها النووي، في ظل الصراع القائم مع كوريا الجنوبية ودول الجوار، خاصة اليابان، الأمر الذي أعطاها مبررًا واضحًا لموقفها الصلب في بناء ترسانتها النووية.
وأشار إلى أن الاتفاقية التي أبرمتها كوريا الشمالية مع روسيا لتعزيز واستكمال وسائل الدفاع المشترك بين البلدين زادت من قوة الرسالة النووية لبيونغ يانغ، التي تمتلك، اليوم، أوراق ضغط عديدة، إذ وصلت إلى مراحل متقدمة من تطوير السلاح النووي بمختلف أنواعه، خاصة بعد انضمامها إلى اتفاقية الدفاع المشترك مع موسكو.
وأفاد سلامة بأن كوريا الشمالية ترفض، بشكل قاطع، فكرة نزع سلاحها النووي، وتمتلك قدرات ردع هائلة من خلال تطويرها للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، بحيث يمكنها نظريًا استهداف الولايات المتحدة نفسها إذا أرادت ذلك، مما يثير مخاوف كبيرة لدى اليابان والعديد من دول الجوار من إمكانية لجوء بيونغ يانغ إلى استخدام هذا السلاح في أي وقت.
واستكمل أن التعاون العسكري المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا أسهم في تعزيز قدراتها الدفاعية، وجعلها قادرة على حماية نفسها في حال تطلّب الأمر مواجهة عسكرية، وفي الوقت ذاته تشكّل تهديدًا لدول الجوار، ولمصالح الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، واليابان.
وأشار سلامة إلى أن الولايات المتحدة ودول الجوار تنظر إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على أنه شخصية متهوّرة قد تُقدم على استخدام السلاح النووي في أي لحظة إذا رأت أن ذلك ضروري لحماية سيادة البلاد، وفي المقابل ترى بيونغ يانغ أن رغبة واشنطن وطوكيو وسول في نزع سلاحها النووي ما هي إلا محاولة للحد من سيادتها ونفوذها الإقليمي.
ولخّص سلامة بالقول إن رئيس كوريا الشمالية لن يتخلّى عن ترسانته النووية تحت أي ظرف، لأنه يعتبرها الضمانة الوحيدة لبقاء النظام وحماية الدولة من أي تهديد خارجي، في ظل رغبة الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان في نزع السلاح النووي، مما يعد تهديدًا مباشرًا لسيادة بيونغ يانغ، وما جاء من تجارب صاروخية خلال زيارة ترامب الأخيرة إلى المنطقة الآسيوية، في قمتي “آبيك” و”آسيان”، يؤكد أنه لا يعبأ بواشنطن أو دول الجوار، بل يسعى لترسيخ مكانته كزعيم قوي.
وبدوره يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور ميرزاد حاجم، أن موضوع كوريا الشمالية معقّد جدًا، وأن مسألة نزع السلاح منها مجرد أضغاث أحلام لن تتحقق، مشيرًا إلى أن أوراق القوة التي تملكها بيونغ يانغ لتتحدى واشنطن تتمثل في السلطة الشمولية ونظام الحكم الذي يعتمد على قوة داخلية متماسكة، مع وقوف الشعب إلى جانب القيادة واقتناعه بسياساتها على أنها لصالح البلد ومواطنيه، بالإضافة إلى عدم وجود معارضة حقيقية يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة لتهديد النظام الحاكم هناك، بجانب الوحدة الداخلية في عناصر السلطة والتماسك الداخلي الواضح، وعدم وجود قوى خارجية يمكنها التأثير على الوضع الداخلي.
وبيّن حاجم في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن من بين أوراق القوة لدى بيونغ يانغ أمام واشنطن نظام الردع الكامل القائم على ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية والباليستية القادرة على الوصول إلى كوريا الجنوبية واليابان، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في تهديد كوريا الشمالية.
وأضاف أن كوريا الشمالية تمتلك جيشًا ضخمًا ومنظمًا يتميز بالانضباط والقوة، وله نسبة احتياط عالية جدًا، بجانب العقيدة العسكرية لبيونغ يانغ التي لا يعرف أحد حدود قدراتها الحقيقية، حيث إن المعلومات المتوافرة حولها ليست علنية، لكن القدرات الفعلية للنظام تبقى غامضة وغير معروفة.
وأفاد حاجم بأن واشنطن في الوقت ذاته تستغل هذه الأوضاع لصالحها، إذ تعمل على الحفاظ على توازن دائم يضمن وجود تهديد مستمر في المحيط الآسيوي من بيونغ يانغ، مما يدفع حلفاءها، طوكيو وسول، إلى اللجوء إليها وطلب حمايتها، الأمر الذي يريده البيت الأبيض دائمًا مع تعاقب الإدارات الحاكمة، باستمرار الخوف وشراء السلاح منها دائمًا، وهو الإطار ذاته الذي تتعامل به مع الأوروبيين وتتحكم فيهم على أثره.
ويرى ميرزاد أن الولايات المتحدة قد تدعم كوريا الشمالية من تحت الطاولة بطرق غير مباشرة، بينما تُظهر للعالم أنها الطرف المسيطر وصاحب القرار، وتحاول دائمًا أن تفرض نفسها كحامية للحلفاء مقابل الدعم المالي والسياسي، ومن هنا نفهم تصريحات ترامب حين كان يقول إن الأمور تحت السيطرة، وإن باب الدبلوماسية والحوار مفتوح.
واختتم أن خلاصة السياسة العالمية تجاه كوريا الشمالية تتجلّى في عدة نقاط أساسية، هي: الردع، والقوة الداخلية، والترسانة العسكرية، والشعب، وفتح باب الدبلوماسية بهدف الاحتواء، إلى جانب الضغط على الحلفاء.