لم يزرها ترامب ولو مرة:

أي مستقبل للوجود الأمريكي في إفريقيا...؟

أي مستقبل للوجود الأمريكي في إفريقيا...؟

-- تبقى الولايات المتحدة لاعباً مهماً في إفريقيا، حتى لو كانت إشارات هذه الإدارة غير مشجعة
-- لا يعرف رجل الأعمال ترامب الكثير عن إفريقيا، ولم يبحث عن فرص اقتصادية جنوب الصحراء الكبرى
-- البنتاغون يخطط لتقليل عدد أفراد أفريكوم في القارة بشكل كبير
-- بلغت المساعدات الأمريكية غير العسكرية لإفريقيا 9 مليارات دولار عام 2019
-- يتحدث البيت الأبيض عن «إعادة توجيه» لسياسته الأفريقية وليس «التخلي»


في وقت يقود فيه دونالد ترامب سياسة خارجية لا يمكن التنبؤ بها على نحو متزايد، تطرح بإلحاح وحدة مسألة وجود الولايات المتحدة في القارة الأفريقية. حوار مع جيف هوكينز، باحث مشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية وسفير أمريكي سابق، يتناول هذا الملف.

*يبدو أن ترامب غير مهتمّ بالقارة الأفريقية... لماذا هذه المسافة؟
   - صحيح أن الرئيس الأمريكي أبدى القليل من الاهتمام بأفريقيا. وبعد ما يقارب الثلاث سنوات من تنصيبه، لم يسافر دونالد ترامب إلى القارة بعد -ذهبت السيدة ترامب هناك عام 2018. ولم يستقبل الرئيس الأمريكي سوى حفنة صغيرة من رؤساء الدول الأفريقية في البيت الابيض. لم يتحدث أبداً عن إفريقيا، ولم يسبق له أن ألقى خطاباً هاماً حول تموقع الولايات المتحدة في القارة، ونادراً ما يصدر البيت الأبيض بيانات تتناول المواضيع الإفريقية.

    كيف يُفسّر عدم اهتمام رئيس دولة أمريكي بقارة يمكنها أن تمثل ما يصل إلى 40 في المائة من سكان العالم بحلول عام 2100؟ من المؤكد أن هناك جانبًا شخصيًا يجب أخذه في الاعتبار: لا يعرف رجل الأعمال دونالد ترامب الكثير عن إفريقيا، ولم يبحث عن الفرص الاقتصادية في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى.    بالإضافة إلى ذلك، فإن كلماته الشهيرة ن حول “البلدان البائسة”، تشير إلى بعض الأفكار المسبقة ضد إفريقيا. والأهم من ذلك، أن بعض الركائز التقليدية للسياسة الأمريكية في إفريقيا -محاربة عدم الاستقرار، والمساعدات الإنسانية، وتعزيز الديمقراطية والمؤسسات -لا تلقى صدى يذكر عند الرئيس، الذي وحدها القضايا التجارية تعنيه، وتثير انتباهه وانشغاله.

   في مرحلة، حيث تنسحب الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان، الأقرب إلى مخاوفها الأمنية من الأراضي الأفريقية، لماذا تبقي أفريكوم قوات منخرطة في نزاعات إفريقية بعيدة جدا؟ وفي الوقت الذي تخطط فيه ميزانية إدارة ترامب لعام 2020 خفض أكثر من 20 في المئة من المساعدات الدولية، ما هي آفاق العمل الإنساني الأمريكي في القارة؟ وعندما يبدو أن دونالد ترامب يفضّل علاقاته مع رؤساء دول سلطويين في آسيا أو في أوروبا، هل لحكومة الولايات المتحدة مصداقية للحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في إفريقيا؟

*هل تنسحب الولايات المتحدة من إفريقيا؟
  - يمكن أن نكون قلقين. أعلن رئيس الأركان العامة، الجنرال مارك مايلي، مؤخرًا، أن البنتاغون يخطط لتقليل عدد أفراد أفريكوم في القارة بشكل كبير. ولم يحدد عدد القوات التي سيتم سحبها أو الإعلان عن أي تدابير ملموسة. وهناك اشارة لاحتمال إغلاق قاعدة كبيرة للطائرات بدون طيار في أغاديز، النيجر، وهي عنصر رئيسي في مكافحة الإرهاب في الساحل. ووفق تقرير صدر هذا العام، لم تعد وزارة الدفاع الأمريكية تسعى إلى “إضعاف” الجماعات الإرهابية في إفريقيا، التي لم تعد تُعتبر خطرًا مباشرًا على الولايات المتحدة، بل “لاحتوائها».

   في فبراير، فرضت إدارة ترامب “حظر التأشيرة” جديد على أربع دول إفريقية: إريتريا والسودان وتنزانيا ونيجيريا، أكبر اقتصاد في القارة، ومصدرا غنيا للمهاجرين المؤهلين والمتخرجين. ولن يتمكن مواطنو هذه البلدان من الهجرة إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني. إضافة إلى ذلك، تدعو الميزانية المقترحة لدونالد ترامب للسنة المالية 2021 إلى تخفيض مساهمة الولايات المتحدة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام بمبلغ 447 مليون دولار. وقد تتأثر البعثات في جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.    ويتحدث البيت الأبيض عن “إعادة توجيه” لسياسته الأفريقية بدلاً من “التخلي”، وعن استراتيجية تميز شركاء أفارقة موثوق بهم، وتضع حداً لمهمات لا نهاية لها، وتتنافس مع الروس والصينيين في القارة. لكن التأثير هو نفسه، يبدو أن إفريقيا قد تُركت لمصيرها، بينما يتم توجيه الاهتمام الأمريكي إلى أهداف أخرى.

*ما الذي تبقّى من الولايات المتحدة في إفريقيا؟
  - تبقى الولايات المتحدة لاعباً مهماً في إفريقيا، حتى لو كانت إشارات الإدارة الحالية غير مشجعة للغاية. ولا تزال الدبلوماسية الأمريكية نشطة هناك، والمساعدة مهمة. وقد بلغت المساعدات الأمريكية غير العسكرية لأفريقيا 9 مليارات دولار عام 2019، وتواصل أفريكوم عملياتها العسكرية في ليبيا والصومال.
   في خطاب ألقاه في جوهانسبرغ العام الماضي، تحدث تيبور ناغي وكيل وزارة الخارجية لأفريقيا، عن “شراكة مستدامة”، مشددا على الشباب الأفريقي. وسيتوجه وزير الخارجية مايك بومبيو إلى السنغال وأنغولا وإثيوبيا الأسبوع المقبل لمناقشة القضايا الاقتصادية والأمنية، بل ان إدارة ترامب قد عرضت الوساطة في بعض النزاعات الأفريقية. غير ان الرئيس الذي يهمل القارة، والإدارة التي تقلل من مشاركتها في أفريقيا، لا تبشر بإحياء وشيك للتأثير الأمريكي على القارة.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/