إزفيستيا: القطط وأشجار السنديان في روسيا مذنبة أيضاً!
أشار الناشط الروسي في مجال حقوق الإنسان ألكسندر برود إلى وجود تصعيد غير مسبوق لمشاعر الروسوفوبيا (الرهاب من روسيا) حول العالم. وكتب برود في صحيفة "إزفيستيا" الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث عن هذا الرهاب الجامح في الدول الأجنبية خلال لقاء مع الفائزين بجوائز رئيس الدولة للوجوه الثقافية الشابة في 25 مارس (آذار) الماضي. إن الموضوع نفسه ليس جديداً. بصفته عضواً في مجلس حقوق الإنسان، كرر برود مراراً التطرق إلى هذه المشكلة في اجتماعات للمجلس مع الرئيس الروسي، كما ناقشها في وزارة الخارجية الروسية والجمعية الفيديرالية الروسية (البرلمان). وأشار إلى أن التمييز ضد المواطنين الروس لم يكتسب مثل هذا الحجم على الإطلاق في التاريخ الحديث.
طيف تمييز واسع
أثارت الدعاية المضادة لروسيا في الإعلام الأجنبي والخطابات العدوانية للسياسيين والإجراءات العقابية غير المسبوقة ضد روسيا تصعيداً للمشاعر المعادية للروس. نتج عن ذلك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتمييز علني. ثمة انتهاك كامل لعدد من مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعلن عن "المساواة في الحقوق والحريات، بصرف النظر عن الأصل الوطني والسياسة". إن طيف التمييز واسع للغاية وهو يتجلى يومياً على أسس وطنية وثقافية ولغوية.
قلق خاص
أضاف الكاتب أن هنالك أعمال تخريب ضد بعثات ديبلوماسية روسية ومصادرة لممتلكات مواطنين وكيانات روس خضعوا للعقوبات وحظر استخدام مؤسسات تقديم الطعام والتعليم والرعاية الطبية كما للتشهير في وسائل الإعلام. وحسب برود، ثمة أمثلة عن حدوث اعتداءات وضرب. إن ما يثير القلق بشكل خاص هو الأعمال الهادفة إلى انتهاك حقوق الأطفال الروس، والتي أصبحت منتشرة في الدول الغربية. وهنالك أيضاً الإهانة والشتائم والضغط النفسي وخلق ظروف تعيق العمل التعليمي الكامل.
من حظر الثقافة... إلى حظر الشجر
أضاف الكاتب أن القيود المفروضة على نشاطات الوجوه الثقافية البارزة والرياضيين تنتهك أعراف القانون الإنساني وتمنع وصول المواطنين الأجانب إلى القيم الروسية الثقافية حيث برز تحريم أداء الموسيقى الكلاسيكية الروسية ودراسة أعمال الأدب الروسي في بولندا وإيطاليا. والمحظورات سخيفة في بعض الأحيان حسب برود. لقد حظر الاتحاد الدولي للقطط مشاركة الحيوانات من روسيا في المعارض الدولية. زرع الكاتب إيفان تورغينيف شجرة سنديان في عقاره بمنطقة أوريول منذ 198 عاماً. تم منع تسجيل هذه السنديانة في منافسة الشجرة الأوروبية لهذا العام. واشتدت أعمال الاعتداء على النصب المرتبطة بحقبة الحرب الوطنية العظمى. تم تسجيل عمليات تخريب ضد هذه النصب في اليونان وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا ولاتفيا.
أصوات رافضة
في هذه الأجواء من العدوانية والتعصب ضد روسيا ومواطنيها، لا يزال هنالك بعض الأفراد الأجانب من السياسيين والمثقفين والناشطين الذين يعارضون الروسوفوبيا الصارخة. لكن هؤلاء الأفراد معزولون بحسب الكاتب. لم تنتبه الغالبية العدوانية لهذه الأصوات، غير أنها ترتفع مع مرور الوقت. في دول أجنبية، تتكثف الإجراءات العلنية لدعم روسيا ومناهضة الرهاب حيالها. إن الانتهاك الجسيم والعمدي والمنهجي لحقوق المواطنين الروس ونظرائهم في عدد من الدول يتطلب من السلطات في روسيا والناشطين الحقوقيين والجماهير في الخارج أن يزيدوا اهتمامهم بهذه المشكلة إلى حد كبير. وختم الناشط الحقوقي مقاله بالدعوة إلى ضرورة تعزيز تقديم المساعدة القانونية والمعلومات والاستجابة العامة للمواطنين الروس.