بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي

إنقاذ شاب إماراتي كان على شفا الموت بعد مضاعفات جراحية

إنقاذ شاب إماراتي  كان على شفا الموت بعد مضاعفات جراحية


عندما قرر عبد الله أن يُجري جراحةً في أحد المستشفيات لإنقاص وزنه، سعياً لحياة أفضل، تأكد من أن تلك العملية الجراحية ستكون ناجحةً وفعالةً تماماً.  
غير أن ما كان متوقعاً أن يكون عملية جراحية لا تستغرق إلا بضع ساعات في غرفة العمليات، يتبعها تعافي المريض بسرعة، انقلب ليكون أسابيع ممتدة من المحنة والمعاناة، وشهرٍ كامل من الغيبوبة، دخلها هذا المريض الذي لم يتجاوز عمرُه 28 سنة، وتعرَّض لمضاعفات نادرة وغير متوقعة.
تم إنقاذ حياة عبد الله عندما تم نقله إلى مستشفى" كليفلاند كلينك أبوظبي"، جزء من شبكة مرافق مبادلة للرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، حيث يوجد أطباء متخصصون يمكنهم تقديم الرعاية الطبية اللازمة في الحالات القصوى مثل حالته.

يقول عبد الله عن تلك المحنة: "أنت حين تدخل لعملية جراحية اعتيادية مثل هذه، لا تكاد تتوقع أن تتحول إلى سكتة دماغية، خصوصاً إذا كنت في سنٍ مثلِ سني.
ما زلت أتذكر الألم الشديد الذي أحسست به بعد الجراحة مباشرةً، لم يكن ألماً عادياً. مازلت أذكر كيف كان يتغلغل في جميع مفاصل بدني. وظل الألم يَشْتَدُّ وَيَحْتَدُّ، حتى ما عُدْتُ قادراً على تَحَمُّلِهِ، بأي حالٍ من الأحوال. وعندئذ أدركتً أن أمراً ما بجمسي قد اعتلَّ."
ويقول الدكتور ماثيو كرو، رئيس معهد أمراض الجهاز الهضمي، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، نُقِلَ عبد الله إلى المستشفى وهو في أمسّ الحاجة إلى عملية جراحية عاجلة.

"تلقيت مكالمةً من الجراحين العاملين بالمستشفى الذي أَجْرَى لعبد الله عمليته الجراحية، يشرحون لي أن عبد الله قد وصل لحالةٍ تهدد بقاءه على قيد الحياة، وأن حالتَه تحتاج إلى الخبرة متعددة التخصصات التي تتميز بها مستشفانا، لإنقاذه."
الجراحة التي أُجْرِيَتْ لعبد الله، ساءت مضاعفاتُها بسبب جراحةٍ أخرى أُجْرِيَتْ لحجابه الحاجز، وأصبح بحاجة لإعادة إجراء العملية بشكل عاجل؛ فهذا العملية الأخيرة اقتضت استئصال 150 سنتيمتراً من أمعائه الدقيقة، وجزءاً من القولون كذلك.

"كان هذا أمراً مُهَدِّداً لحياة عبد الله، وكانت المضاعفاتُ غريبةً جداً وغيرَ مألوفةٍ، فأدت إلى نتائجَ حادةٍ، لا تكاد تتحملها صحة هذا المريض الشاب.
"تعافى عبد الله من هذه المضاعفات، إلا أنه أُصيب بنوبةِ شَفْطٍ رِئَوِيٍّ، حيث أن ما في معدته من طعام ومواد أخرى تَسَرَّبَ إلى رئتيه، وجعلتهما مُتَصَلِّبَتَان. وهذا نتج عنه عدوى حادة في الرئتين، صاحبه انخفاض الضغط، ونَقْص تَأَكْسُجِ الدَّم. فجرى نقل عبد الله فوراً إلى قسم العناية المركزة، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، حيث رأى فريقُنا الطبي أن حالته تدهورت تدهوراً يستدعي وضعه على جهاز أكسجة الدم غشائياً خارج الجسم، وهو جهاز لا يوجد إلا في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي".

ومع هذا التدخل السريع، تحسن إمداد جسمه بالأكسجين، وبدأت آثار العدوى تزول من رئتيه، غير أن اتصال أمعائه بعضها ببعض لم ينجح.
"ثم أصيب عبد الله، بعد ذلك، بعدوى حادة، في تجويفه البطني، استدعت إجراء عدة عمليات جراحية، إذ اقتضى الأمر استئصال جزءٍ آخرَ من قولونه. واقتضى الأمر كذلك "غسيل تجويفه البطني"، ثم إعادة أمعائه إلى مكانه مرةً أخرى. أجرينا له كل هذا، بينما كان هو متصلاً بجهاز أكسجة الدم غشائياً خارج الجسم."

وفي أثناء تلك العملية الجراحية التي أجريت له على مراحل عديدة، واستغرقت ما يزيد على ستة أسابيع، كان عبد الله يعيش على التغذية بالحقن. ثم بدأ عبد الله يتعافى شيئاً فشيئاً، فَنُزِعَ عنه جهاز دعم التنفس والتهوية الصناعية، ثم بدأ يتناول طعامه بنفسه.
لقد انخفض وزن عبد الله من 150 كجم، إلى 102 كجم، منذ أن أجريت له الجراحة، غير أنه ما فَتِئَ يقول أن هذه الرحلة كانت رحلةً شاقةً، ثم درب التعافي ما زال أمامه طويلاً، قبل أن يصل إلى غايته.

 "لقد أثرت السكتة الدماغية على يَدَيَّ ورِجْلَيَّ جميعاً، وأجرى لي الأطباء علاجاً طبيعياً، عندما كنْتُ في العناية المركزة. فاستعدتُ كثيراً من عافيتي، واستطعت أن أعود للحركة مجدداً، غير أنني ما زلت بحاجة إلى مزيد من العلاج. وأنا على تواصل دائم مع الدكتور كرو، لأتأكد من أن تغذيتي تتم بطريقة صحيحة. وأنا لا أجد ما أعبر به عن شكري وامتناني للدكتور كرو ولفريقه الطبي لما بذلوه من جهد لإنقاذي، ولو أني شكرتهم ألف مرة، لَمَا وَفَّيْتُهُم حَقَّهُم."
ثم يضيف الدكتور كرو: "لقد تحسن عبد الله تحسناً كبيراً بهذه الجراحات، وهذ يؤكد على إرادته القوية، ويؤكد كذلك على التزامنا بتوفير رعاية صحية متكاملة لنعالج أشد الناس مرضاً. وعبد الله، ما زال أمامه حياةٌ طويلة، ونحن معه إلى أن نتأكد من أنه قد استأنف جميع مهامه، في كل مناشط حياته، التي دأب أن يستمتع بها في سابق أيامه، وألاّ يزعجه أي شيء."