ابتسام أبوعنان بـ«جياد قوس قزح» في النادي الثقافي العربي

ابتسام أبوعنان بـ«جياد قوس قزح» في النادي الثقافي العربي

افتتح في النادي العربي في الشارقة مساء يوم الخميس الماضي معرض تشكيلي للفنانة التشكيلية المغربية ابتسام أبوعنان، بعنوان “جياد قوس قزح”، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، ونخبة من الفنانين ومحبي الفن، وشهد حفل الافتتاح جولة في المعرض، ثم جلسة نقاشية حول لوحات المعرض الذي اتخذ من الخيل العربية ثيمة له.
والفنانة ابتسام أبو عنان حاصلة على مرتبة الشرف من أكاديمية الفنون الجميلة بالدار البيضاء-المغرب سنة 1986، وتشغل منصب رئيسة نادي “زيرفاس للفنون في أبوظبي والمغرب – الاتحاد العالمي لنوادي زيرفاس ونادي اليونسكو”، وتساهم بانتظام؛ كمنظمة ومشاركة؛ في المعارض الدولية للخيول وللصيد والفروسية في المغرب والإمارات والعالم، إضافة لمشاركتها وتنظيمها للعديد من معارض فن الفروسية في كل من: الرباط، الدار البيضاء، المحمدية، أكادير، وفي أبوظبي ودبي وسلطنة عمان وإيطاليا وكندا، كما أن أعمالها الفنية موجودة في المقتنيات الفنية لكبار الشخصيات.

ضم المعرض نحو من 30 لوحة بين كبيرة ومتوسطة، واستخدمت ألوان الأكرليك على القماش، لوحاتها الفنية مستخدمة الخيل كثيمة بارزة، فشكلت لوحاتها الفنية مجموعة من الرؤى والأحاسيس التي جسدتها صور الخيول المختلفة عبر اللوحات، وعبر التقاط دقيق لتفاصيل جسد الفرس التي تتغير دائما بسبب الحركة التي لا تتفوق للفرس، ما يعطي الفنانة إمكانيات لا نهائية للاختلاف رغم التكرار الماثل في ثيمة الفرس، وتميزت ألوانها بلمسات مفعمة بالحيوية والتكوين الرائع؛ ما يعكس موهبتها اللونية البديعة.
وقد اختارت الفنانة  رمز الجواد في الثقافة العربية؛ لما يمثله من شموخ وأنفة وكبرياء وجموح وقوة وجمال وحب، وذلك لتعبر بها عن رسائلها الفنية؛ المفعمة بالحس المرهف؛ والمنقوعة في ظلال المدرسة الانطباعية الجديدة، ممزوجة بواقعية ظاهرة، حيث مزجت الحركة بين التجسيم إلى التجريد، وجاء اختيار الفنانة لألوان قوس قزح؛ كرمز ذي حمولة فلسفية تحيل إلى الارتباط بالوجود في تمثلاته الطبيعية من شمس وسماء وماء.

كما كان ملفتاً ظهور الأحصنة في كل لوحة بحركة معينة، حملتْ إيحاءاتٍ ومشاعرَ، أرادت الفنانة بثها في ثنايا اللوحات؛ منطلقة من التباين الجمالي لحركات الأحصنة؛ تبعاً لزوايا الالتقاط واختلاف الحركات المرسومة بدقة وهدف.   
خلال الجلسة النقاشية المصاحبة للمعرض تحدث الدكتور عمر عبدالعزيز عن اعتماد الفنانة على الخيل؛ بوصفها مفتاح سول (مفتاح السلم موسيقي)، ذلك أن الحصان كائن نبيل في جماليته المطلقة، وحركيته الدائم، مما يقتضي التشريح، “أي القدرة على التقاط التفاصيل الدقيقة وتمثيلها فنيا”، وهو ما قامت به الفنانة بقدرة عالية، وقد مثل جانب التشريح في اللوحات صوراً دينامية مبهرة،

 كما استطاعت الفنانة تقيم امتزاجا وتداخلا عبقريا بين الخلفية اللونية وصورة الخيل في اللوحة، فجاءت موحية، ولم تكن الخلفيات عندها شيئا مستقلا، بل هي التي تعطي لكل لوحة فرادتها واختلافها عن لوحة أخرى، وحملت معاني كثيرة.
وأضاف عبد العزيز أن الفنانة في بعض لوحاتها استنطقت جوانبَ تراثية من خلال إقامة علاقة بين الخيل وعدة موضوعات تراثية كالخط والعمارة والزخرفة والنمنمة والرقش، وفي جانب آخر جاء تركيز الفنانة على أعضاء معينة من تفاصيل هذا الكائن الملهم نوعاً من “التبئير” المبهر الذي يعبر عن اتجاه تجريدي يشكل تنويعا آخر في قدرات الفنانة.
أما الفنان أحمد حيلوز فقد تحدث عن أن تجربة الفنانة ابتسام أبو عنان مفعمة بالحميمية والتوظيف العالي للخيول؛ في مواضيع عديدة منها التأمل والجموح والمرأة والقوة والجمال والرومانسية، وكانت الخلفية متقنة وموظفة جيداً في ارتباطها مع الخيول.

بدوره قال الخطاط تاج السر عن استخدام الفنانة ألوان الأكريليك على القماش بوصفها تمثيلاً يبرز الإحساس والمشاعر في تجليات لونية آسرة وعميقة، مؤكداً أن توظيف هذه التجربة في رسم الخيل يدل على قدرات فنية مدهشة، فمن المعروف أن رسم الحصان من الاختبارات لطالب الفنون، ذلك لأن الرسام هنا لا يرسم موضوعا ثابتا، بل شيئا متحركا على الدوام، وخصوص رأس الحصان الذي يتحرك في كل الاتجاهات، وكل حركة تعطي وضعية جمالية فريدة، وذات دلالة موحية إذا ما وجدت الفنان القادر على تجسيدها، وهذا ما فعلته الفنانة بقدرة عالية.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot