رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
يسعى إلى إعادة تثبيت سيطرته
استراتيجية بوتين للتخلص من معضلة بريغوجين
يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة تثبيت سيطرته، عقب التمرد الفاشل لمجموعة فاغنر، لكنه خلص على ما يبدو إلى أنه غير قادر على التخلص من رئيسها يفغيني بريغوجين في الوقت الحالي، وفق تقيم معهد دراسات الحرب الأمريكي.
وكتبت إيزابيل فان بروجين في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إن روسيا أسقطت قضية التمرد المسلح ضد بريغوجين في 27 يونيو (حزيران)، وأقر بوتين علناً بما ظل ينكره لسنوات، عن تمويل وإمداد كامل للشركة العسكرية الخاصة التي يديرها رجل الأعمال وحليفه القديم. وحتى سبتمبر (أيلول) 2022، كان الكرملين يزعم أنه لايعرف المجموعة. وبموجب القانون الروسي، فإن تجنيد مرتزقة محظور، كما أن الشركات الأمنية الخاصة ممنوعة من تقديم خدمات خارج البلاد.
وأتى قرار الرئيس الروسي، عقب إعلان بريغوجين “مسيرة العدالة” ضد القيادة العسكرية الروسية. ونظمت المسيرة بعد أشهر من النزاع العلني على طريقة إدارة مع الحرب، وبعد مطالبة وزير الدفاع سيرغي شويغو، بريغوجين بتوقيع عقد بحلول 1 يوليو (تموز) يجعل مقاتلي فاغنر، تحت أمرة الوزارة.
وتراجعت فاغنر عن مسيرتها إلى العاصمة موسكو، بعدما قال الكرملين إنه أبرم تسوية بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لتجنب “إراقة الدماء”. وأعلن أن بريغوجين سيغادر إلى بيلاروسيا، وأن الاتهامات الجرمية ضده ستسقط.
ويحاول بوتين تقديم بريغوجين “فاسد وكاذب ويحاول تشويه سمعته في صفوف فاغنر والمجتمع الروسي”، حسب تقييم معهد دراسات الحرب الأمريكي.
وأوحى بوتين الثلاثاء بأن بريغوجين كذب بادعاء استقلالية فاغنر عن الكرملين وغياب تعويضات حكومية لمقاتليه. ولم يشر إلى حليفه السابق بالإسم، واصفاً إياه فقط بـ”مالك شركة كونكورد”. لكنه قال إنه حصل على 80 مليار روبل (نحو 936 مليار دولار) بين مايو (أيار) 2022، ومايو(أيار) 2023 “مقابل طلبات غذاء” للجيش الروسي، وأن الكرملين سيحقق في سرقة الشركة أي شيء خلال عملها مع الكرملين».
ولفت معهد دراسات الحرب إلى أن ملاحظات الرئيس قد تكون “تحضيراً لتبرير مصادرة الكرملين لأصول بريغوجين بعد اتهامات بالفساد”. وأضاف أن “بوتين يحاول الفصل بين بريغوجين والشركة الأمنية الخاصة فاغنر لتقويض دوره فيها».
ومن المرجح أن يكون الأمر من “قبيل إرساء الظروف الإعلامية” التي تخوّل للكرملين اتهام بريغوجين بالفساد أو التآمر مع أوكرانيا، أو الغرب. كما من شأن “التفريق بين بريغوجين ومقاتلي فاغنر الذين يسعى الكرملين إلى الإبقاء على دورهم في القتال في أوكرانيا، جزءاُ من الجيش الروسي”، حسب تقييم المعهد، الذي أضاف أن “بريغوجين بنى شهرته بانتقاد قيادة الجيش الروسي، والبيروقراطيين بسبب الفساد والعلاقات مع الدول الغربية، وأن بوتين يسعى إلى تدمير الصورة الشعبية لبريغوجين باتهامه بارتكاب الخطايا ذاتها».
خيبة أمل
وفي الوقت نفسه، يرجح أن بوتين لاحظ أنه لا يستطيع التخلص من بريغوجين دون تحويله إلى “شهيد” نظراً لبعض الدعم الذي يتمتع به في المجتمع الروسي، وبين القوات النظامية. وعليه “يحتاج الكرملين إلى ضمان إصابة هذه المجموعات بخيبة أمل من قائدها، لحرمانه بفاعلية من الدعم الشعبي في روسيا».
وحسب التقييم “من المرجح أن يواصل الكرملين الهجوم على بريغوجين لكسر الدعم الشعبي الذي يحظى به، وتجنب تشجيع أفراد فاغنر على اللحاق به إلى بيلاروسيا، وتدمير قوته المالية».
وقال الديبلوماسي الروسي السابق بوريس بونداريف الذي استقال احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا، لنيوزويك، إنه يعتقد أن تمرد بريغوجين سيؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط بوتين. وأضاف أن النخبة الروسية في إحباط متزايد مع استمرار حرب الرئيس، ما سيؤدي أخيراً إلى إجماع على ضرورة رحيل بوتين.