حوارات حول الطبيعة والعلوم والتقنية في صميم الاستدامة البيئية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري ملتقى (مساحة معرفة) بمعزوفة البحار
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للآداب تظاهرة تعليمية بيئية بعنوان “ معزوفة البحار”، ضمن سلسلة “مساحة معرفة”، وقد حَفلَ الملتقى – الذي عقد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، ونافَ عدد الحضور على 450 من الباحثين والمهتمين والطلبة سفراء الاستدامة- بحوارات مثمرة حول الاستدامة وتغيّر المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء ذلك بالتزامن مع اجتماع العالم بدبي في مؤتمر الأطراف «COP28»، الذي ينعقد بشأن تغير المناخ.
افتتح الملتقى سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمة قال فيها: نتفق جميعاً أنه ليس للمعرفة حدود، والإنسان بدافع حب المعرفة لم يدخر جهداً في استكشاف أسرار الكون، فلم يقف أمام الصحارى اللامتناهية ولا أمام مجاهيل البحار والمحيطات، حتى إنه بحث في أعماق الأرض وانطلق نحو الفضاء بطموحاته وبحثه العلمي.
وأضاف: نحن في الأرشيف والمكتبة الوطنية -وبالتزامن مع عامنا الحالي 2023 عام الاستدامة وانسجاماً مع قمة المناخ (COP28) التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة- نتجه في هذا الملتقى من مساحة معرفة نحو عالم الحياة المائية الذي نحرص على استدامته، وانطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية فإننا نتطلع إلى تعزيز المعارف بأهمية التنمية المستدامة في بيئتنا، ولو أن كل إنسان شعر بالمسؤولية تجاه بيئته فإن كوكب الأرض الذي نحيا عليه جميعاً سيكون مثالياً.
وعن ملتقى شهر ديسمبر حصرياً، قال سعادته: ولما كان الأرشيف والمكتبة الوطنية منارة ثقافية هدفها تعزيز المعارف؛ فإننا قد عزمنا على أن يتم تقديم ملتقانا هذا مرتين؛ الأولى صباحاً والثانية مساءً لكي نسهل على محبي المعرفة إمكانية متابعة هذا البرنامج الثقافي.
هذا وقد اطلع المشاركون في الملتقى -الذي ناقشت جلساته موضوعاً حيوياً جديداً- على الدور المهم الذي يلعبه البحر في حياة المجتمع الإماراتي، وعلى اهم المبادرات التي تتخذها الدولة للحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة.
وتضمن برنامج الملتقى جلسة نقاشية تفاعلية بين السيد فاهاكن ماتوسيان المتخصص في الصوتيات والتقنيات، وعالم الأحياء وصانع الأفلام العالمي توم موستيل؛ وأدارت الجلسة إيزابيل أبو الهول، رائدة بارزة في مجال الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أشاد الجمهور بما قدمه الملتقى من معلومات مفيدة حول عالم البحار وأصوات الحيتان والدلافين، وأنواعها، وخصوصية المساحات المائية في منطقة الخليج، والوفرة الغذائية فيها التي تجلبها إليها، واستمتع الحضور بأغانٍ ممتعة ومميزة عن البحر والحيتان.
وتطرق الملتقى إلى الأصوات العالية التي تصدرها الحيتان، وأعاد سببها إلى الرياح الصاخبة، وإلى موسم التكاثر... وغيرها، وأكد المشاركون أن أصوات الحيتان تكشف أسراراً عميقة تحت مياه المحيطات، وقد أبدى الحضور إعجابهم بالمعلومات وبالأصوات التي سمعوها وعرفوا أنها من أصوات الحيتان والدلافين، وأثرى الجمهور الملتقى بالأسئلة التفاعلية، وفي ختام الملتقى قام المشاركون والجمهور بجولة في الأرشيف والمكتبة الوطنية شملت قاعة الشيخ زايد بن سلطان ومكتبة الإمارات وغيرها من المرافق التي تفتح أمام الباحثين والمهتمين صفحات من تاريخ الإمارات وتراثها.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج “مساحة معرفة” يضم مجموعة من الفعاليات الثقافية الخاصة بالأرشيف، وتطور المشهد الثقافي، وتضم الفعاليات -التي بدأت في سبتمبر 2023 وستستمر حتى مارس 2024- سلسلة من الجلسات، وتتناول عدداً من المواضيع المهمة ذات الصلة بالأرشيفات التي تطور قطاع الأدب والثقافة، وقد عُقد آخر ملتقى تحت شعار “يوم التاريخ الإماراتي” في 16 نوفمبر، حيث استمتع الحاضرون برحلة ملهمة جسدت إرث دولة الإمارات الغني وأعادت الفضل لأهله الذين صانوا كنوز الوطن الثقافية، وتضمن البرنامج أداء إيمائياً قدمه أعضاء فرقة “شارقة مايم” من ذوي الإعاقة السمعية، التابعة لمركز الفن للجميع “فلج” التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الجدير بالذكر أن برنامج “مساحة معرفة” يمثل فرصة للجمهور لزيارة مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، مما يتيح لهم التعرف على جوانب مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها وحاضرها ومستقبلها.