رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
يشعر بعض الألمان أنهم أقرب إلى الروس من الأمريكان
الأزمة الأوكرانية: العلاقات الخطرة بين ألمانيا وروسيا...!
-- تميل برلين إلى التساهل مع موسكو لأسباب تاريخية وسياسية واقتصادية
-- المناورات الروسية على الحدود الأوكرانية تميل الآن إلى توحيد الغرب والتحاق ألمانيا بالركب
-- إن الشعور بالذنب المرتبط بالحرب العالمية الثانية يفسر أيضًا لهجة ألمانيا التصالحية أحيانًا تجاه موسكو
مع تزايد احتمال الغزو الروسي لأوكرانيا مع مرور الأيام، تجد إحدى الدول صعوبة أكثر من غيرها في إظهار ثباتها داخل المعسكر الغربي: ألمانيا.
باعتراف الجميع، أقر أولاف شولتز، في 18 يناير، أن مثل هذا “التدخل العسكري” سيكون له “تكلفة عالية”،
في إشارة صريحة إلى العقوبات التي تستهدف نورد ستريم 2، وهي إحدى وسائل الضغط النادرة المتاحة للأوروبيين. لكن هذه الملاحظات خفّفتها إلى حد كبير تصريحات اخرى: كرر المستشار الاشتراكي الديمقراطي، في ديسمبر، أن خط أنابيب الغاز الذي يمر عبر بحر البلطيق، المدعو الى لعب دور حاسم في إمدادات الطاقة في بلاده، يجب اعتباره “مشروعا اقتصاديا خاصا”... ضمنيًا: يُعفى من سلّة العقوبات.
ويعكس تذبذب أولاف شولتز بنفس القدر اهتزاز المجتمع الألماني. غصبا عن الولايات المتحدة، تستفيد السياسة الخارجية للكرملين من تساهل معين على ضفاف نهر الراين. التباس، يتم التعبير عنه بشكل خاص في صفوف الاشتراكيين الديمقراطيين، بينما يترأس أحدهم، المستشار السابق غيرهارد شرودر، شركة نوردستريم 2. “يمكنني أن أتفهّم عقليًا حقيقة أن الروس يشعرون بالتهديد”، قال رولف موتزينيتش، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في البوندستاغ، في إشارة إلى حقيقة أن الإنفاق العسكري لحلف الناتو “أعلى بكثير من إنفاق روسيا”. كما استنكر “التهديدات المتبادلة” فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، بينما لا تنوي كييف غزو أحد.
إنه ليس الوحيد على هذا الخط. يشعر جزء من الشعب، لا سيما في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية السابقة، بأنهم أقرب إلى روسيا من الولايات المتحدة. ويعتقد 34 بالمائة فقط من الألمان الشرقيين أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 صحيحة، مقارنة بـ 68 بالمائة من الألمان الغربيين، وفق ما توصلت إليه دراسة أجراها معهد “فرصة”، الصيف الماضي. ويفضل نصفهم علاقة أوثق مع روسيا.
«السياسة” والشعور بالذنب
يفسر هذا الانفتاح تجاه موسكو بالارتباط بـ “سياسة أوستبوليتيك”، التقارب مع الشرق التي بدأها المستشار ويلي برانت في السبعينات. و “يُنظر إليها على أنها أحد أسباب انهيار الكتلة الشيوعية ووحدة ألمانيا، يذكّر هانز ستارك، مستشار العلاقات الفرنسية الألمانية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. وكان التغيير من خلال التقارب أيضًا الخيط الأحمر للسياسة الخارجية تجاه الصين وروسيا على مدار العشرين عامًا الماضية، مع فكرة أن إضفاء الديمقراطية عليهما سينتج عن التشابك الاقتصادي المتبادل مع الغرب.
كما ان الشعور بالذنب، المرتبط بالحرب العالمية الثانية، يفسّر أيضًا لهجة ألمانيا التصالحية أحيانًا تجاه موسكو.
يقدر المؤرخون، أن النظام النازي كان مسؤولاً عن مقتل 25 مليون سوفياتي. ويقول جان موريس ريبير، السفير الفرنسي لدى روسيا من 2013 إلى 2017: “لقد حاول الروس دائمًا، دون أي عقدة، اللعب على الضمير الألماني السيئ. إنه حبل لا يزال فاعلا مع الجيل الأكبر سنًا، وأقل مع الجيل الجديد”، يقول ستيفان مايستر من مركز أبحاث المجلس الألماني للعلاقات الخارجية.
وبالنسبة للباحث، كان لقلة الحزم في برلين، في السنوات الأخيرة، تجاه روسيا، عواقب وخيمة.
ويذكّر انه “على عكس ما قاله أولاف شولتز، فإن نورد ستريم 2 هو مشروع جيوسياسي، من شأنه أن يسمح لروسيا بالاستغناء عن خطوط أنابيب الغاز في أوكرانيا لتوصيل غازها إلى أوروبا، ويعدّ استكمال بنائه نجاحا للكرملين لأنه قسّم الأوروبيين، وشوه العلاقة عبر الأطلسي”. وقد انتقد دونالد ترامب مثل جو بايدن إنجازه، باعتباره مفيدا للغاية لبوتين.
ومع ذلك، فإن المناورات الروسية على الحدود الأوكرانية تميل الآن إلى توحيد الغرب. ففي برلين، أكدت مساء الخميس، وزيرة الخارجية أنالينا بربوك، إلى جانب نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أنهم لن يترددوا في فرض عقوبات غير مسبوقة، حتى لو كانت لعمليات الانتقام “عواقب اقتصادية” لأوروبا. لطالما نظرت ألمانيا إلى روسيا كشريك... وها هو يزداد منسوب اعتبراها خصما.
-- المناورات الروسية على الحدود الأوكرانية تميل الآن إلى توحيد الغرب والتحاق ألمانيا بالركب
-- إن الشعور بالذنب المرتبط بالحرب العالمية الثانية يفسر أيضًا لهجة ألمانيا التصالحية أحيانًا تجاه موسكو
مع تزايد احتمال الغزو الروسي لأوكرانيا مع مرور الأيام، تجد إحدى الدول صعوبة أكثر من غيرها في إظهار ثباتها داخل المعسكر الغربي: ألمانيا.
باعتراف الجميع، أقر أولاف شولتز، في 18 يناير، أن مثل هذا “التدخل العسكري” سيكون له “تكلفة عالية”،
في إشارة صريحة إلى العقوبات التي تستهدف نورد ستريم 2، وهي إحدى وسائل الضغط النادرة المتاحة للأوروبيين. لكن هذه الملاحظات خفّفتها إلى حد كبير تصريحات اخرى: كرر المستشار الاشتراكي الديمقراطي، في ديسمبر، أن خط أنابيب الغاز الذي يمر عبر بحر البلطيق، المدعو الى لعب دور حاسم في إمدادات الطاقة في بلاده، يجب اعتباره “مشروعا اقتصاديا خاصا”... ضمنيًا: يُعفى من سلّة العقوبات.
ويعكس تذبذب أولاف شولتز بنفس القدر اهتزاز المجتمع الألماني. غصبا عن الولايات المتحدة، تستفيد السياسة الخارجية للكرملين من تساهل معين على ضفاف نهر الراين. التباس، يتم التعبير عنه بشكل خاص في صفوف الاشتراكيين الديمقراطيين، بينما يترأس أحدهم، المستشار السابق غيرهارد شرودر، شركة نوردستريم 2. “يمكنني أن أتفهّم عقليًا حقيقة أن الروس يشعرون بالتهديد”، قال رولف موتزينيتش، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في البوندستاغ، في إشارة إلى حقيقة أن الإنفاق العسكري لحلف الناتو “أعلى بكثير من إنفاق روسيا”. كما استنكر “التهديدات المتبادلة” فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، بينما لا تنوي كييف غزو أحد.
إنه ليس الوحيد على هذا الخط. يشعر جزء من الشعب، لا سيما في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية السابقة، بأنهم أقرب إلى روسيا من الولايات المتحدة. ويعتقد 34 بالمائة فقط من الألمان الشرقيين أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 صحيحة، مقارنة بـ 68 بالمائة من الألمان الغربيين، وفق ما توصلت إليه دراسة أجراها معهد “فرصة”، الصيف الماضي. ويفضل نصفهم علاقة أوثق مع روسيا.
«السياسة” والشعور بالذنب
يفسر هذا الانفتاح تجاه موسكو بالارتباط بـ “سياسة أوستبوليتيك”، التقارب مع الشرق التي بدأها المستشار ويلي برانت في السبعينات. و “يُنظر إليها على أنها أحد أسباب انهيار الكتلة الشيوعية ووحدة ألمانيا، يذكّر هانز ستارك، مستشار العلاقات الفرنسية الألمانية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. وكان التغيير من خلال التقارب أيضًا الخيط الأحمر للسياسة الخارجية تجاه الصين وروسيا على مدار العشرين عامًا الماضية، مع فكرة أن إضفاء الديمقراطية عليهما سينتج عن التشابك الاقتصادي المتبادل مع الغرب.
كما ان الشعور بالذنب، المرتبط بالحرب العالمية الثانية، يفسّر أيضًا لهجة ألمانيا التصالحية أحيانًا تجاه موسكو.
يقدر المؤرخون، أن النظام النازي كان مسؤولاً عن مقتل 25 مليون سوفياتي. ويقول جان موريس ريبير، السفير الفرنسي لدى روسيا من 2013 إلى 2017: “لقد حاول الروس دائمًا، دون أي عقدة، اللعب على الضمير الألماني السيئ. إنه حبل لا يزال فاعلا مع الجيل الأكبر سنًا، وأقل مع الجيل الجديد”، يقول ستيفان مايستر من مركز أبحاث المجلس الألماني للعلاقات الخارجية.
وبالنسبة للباحث، كان لقلة الحزم في برلين، في السنوات الأخيرة، تجاه روسيا، عواقب وخيمة.
ويذكّر انه “على عكس ما قاله أولاف شولتز، فإن نورد ستريم 2 هو مشروع جيوسياسي، من شأنه أن يسمح لروسيا بالاستغناء عن خطوط أنابيب الغاز في أوكرانيا لتوصيل غازها إلى أوروبا، ويعدّ استكمال بنائه نجاحا للكرملين لأنه قسّم الأوروبيين، وشوه العلاقة عبر الأطلسي”. وقد انتقد دونالد ترامب مثل جو بايدن إنجازه، باعتباره مفيدا للغاية لبوتين.
ومع ذلك، فإن المناورات الروسية على الحدود الأوكرانية تميل الآن إلى توحيد الغرب. ففي برلين، أكدت مساء الخميس، وزيرة الخارجية أنالينا بربوك، إلى جانب نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أنهم لن يترددوا في فرض عقوبات غير مسبوقة، حتى لو كانت لعمليات الانتقام “عواقب اقتصادية” لأوروبا. لطالما نظرت ألمانيا إلى روسيا كشريك... وها هو يزداد منسوب اعتبراها خصما.