الولايات المتحدة في منعرج:

الأسئلة الخمسة الرئيسية للانتخابات النصفية...!

الأسئلة الخمسة الرئيسية للانتخابات النصفية...!

 -- من 600 إلى 1000 مليار دولار تكلفة إجراءات العفو عن ديون الطلاب
-- ستعتمد نتيجة الانتخابات إلى حد كبير على «نوعية المرشحين»
-- يمحو أكثر المترشحين الجمهوريين آثار مواقفهم المتطرفة التي تثير غضب النساء
-- يعتقد الأمريكان أن الجمهوريين سيكونون أفضل من الديمقراطيين في ترويض التضخم


  ستقرر الانتخابات التشريعية النصفية في 8 نوفمبر القادم ما إذا كان البيت الأبيض سيحتفظ بأغلبية برلمانية للحكم. من سجل جو بايدن إلى تصويت النساء مرورا بحسن اختيار مواضيع الحملة، فإن محددات الاقتراع عديدة.

1-هل سجل
جو بايدن مقنع؟
   قبل بضعة أشهر، بدا جو بايدن محكومًا عليه بالشلل النسبي، بسبب أغلبية ضيقة، وأهواء نائبين اثنين من الديمقراطيين، جو مانشين وكيرستن سنيما. ومن بين كل الخطط الرائعة لعام 2020، فقط، قانون البنية التحتية الكبير قد رأى النور وبصعوبة كبيرة حيث تم تقليصه بجدية. ثم هذا الصيف، نجحت سلسلة من الإصلاحات الديمقراطية، لتضفي بريقًا على حصاد الرئيس. تقلصت المبالغ المطلوبة، بالتأكيد، مقارنة بالطموحات التي كانت سائدة في بداية التفويض، لكنها تظل متناسقة مع المرحلة التي أدى فيها الخوف من التضخم إلى التخلص من جنون الانتعاش.

   أولاً، كان هناك قانون أشباه الموصلات، مع دعم قيمته 52 مليار دولار للمصانع على الأراضي الأمريكية، ومئات المليارات للأبحاث، نتيجة حل وسط بين الحزبين لصالح “صنع في أمريكا”. ثم صوت الديمقراطيون، بدون أي صوت جمهوري، لصالح “قانون خفض التضخم”، الذي يجمع 370 مليارًا من الحوافز للاستثمار في الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى إجراءات الوصول إلى الرعاية الصحية، وضريبة بحد أدنى 15 بالمائة على أرباح الشركات الكبرى.
   أخيرًا، أعلن جو بايدن في نهاية شهر أغسطس عن عفو بمبلغ 10 الاف أو حتى 20 ألف دولار للمشتركين في قروض الطلاب التي تضمنها الدولة.

 مسح غير مسبوق، سيفيد 40 مليون مدين، ثلاثة أرباعهم يكسبون أقل من 88 ألف دولار في السنة. وتقدر جامعة بن وارتون أن الإجراءات الخاصة بديون الطلاب ستكلف ما بين 600 و1،000 مليار دولار على مدى عشر سنوات. في المقابل، يشير النقاد إلى التداعيات الأخلاقية تجاه الذين سبق ان سددوا، وخطر التضخم، وعدم وجود حل طويل المدى لتكلفة الدراسة. ومع ذلك، فإن الطبقة الوسطى والأكثر تواضعًا يصفقون.

2 -لمن ستصوت النساء؟
   وجرّاء العناد، ربما يكون القضاة المحافظون في المحكمة العليا قد لعبوا ضد معسكرهم. منذ 24 يونيو ونهاية قضية رو ضد وايد، التي كفلت الحق في الإجهاض في الولايات المتحدة، حظرت اثنتا عشرة ولاية يحكمها الجمهوريون الإجهاض تمامًا، وحظرته اثنتان جزئيًا، وتكافح ولايات نورث داكوتا وويومينج وويست فرجينيا أمام المحاكم لفعل نفس الشيء.
   مع حوالي 6 من كل 10 أمريكيين يؤيدون الحق في الإجهاض، أثار قرار دوبس ضد جاكسون تعبئة انتخابية كرد فعل. في 2 أغسطس الماضي، رفضت كنساس، الولاية الحمراء، (جمهورية) إلغاء الحق في الإجهاض. وقد تم تسجيل سرب من الناخبين الجدد في القوائم بعد 24 يونيو، وهم أقرب الى الديمقراطيين، وغالبا من الشباب الحضريين ... وفي حالة كانساس، كنّ 70 بالمائة من النساء، كما أظهر مستطلع الآراء توم بونييه، من تارجسمارت.
   وينطبق نفس الشيء في ولايتي ويسكونسن وميتشغان، حيث تتعرض حقوق الإجهاض للتهديد. ونتيجة لذلك، يمحو أكثر المترشحين الجمهوريين، مثل بليك ماسترز (أريزونا)، آثار مواقفهم المتطرفة التي تثير غضب النساء. وفي أريزونا وأوهايو وكولورادو ونيفادا، يقدمون زوجاتهم في وسائل الإعلام، إدراكا منهم أن التطرف في هذا الموضوع لا يخدم الجمهوريين.

3 -مرشحو ترامب: فرصة أم مخاطرة للجمهوريين؟
   يعد الفوز بدعم دونالد ترامب أمرًا مهمًا: فالمرشحون الذين خاضوا الانتخابات التمهيدية لحزبهم بدعم علني من الرئيس السابق حققوا نتائج جيدة. كان هذا هو حال المستثمرين جي دي فانس (أوهايو) وبليك ماسترز (أريزونا)، والمذيع التلفزيوني محمد أوز (بنسلفانيا) ولاعب كرة القدم الأمريكية السابق هيرشل ووكر (جورجيا)، وجميعهم فائزون في اقتراعهم الداخلي على الرغم من البدايات الفوضوية.
   لكن هذه الانتصارات الداخلية لمرشحين مبتدئين قد تكون هشة في المبارزات القادمة ضد الديمقراطيين، بسبب مواقفهم المتطرفة أو سيرهم الذاتية الهزيلة للغاية.
 وستعتمد نتيجة الانتخابات إلى حد كبير على “نوعية المرشحين”، هكذا ذكّر في منتصف أغسطس زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
 مموّلان من قبل المستثمر بيتر ثيل، استنفد جي دي فانس وبليك ماسترز أيضًا جزءً كبيرًا من رصيدهم المالي.  
  ولإثناء الجمهوريين المعتدلين عن الانضمام إلى هذه الترشيحات المثيرة للانقسام، يضغط جو بايدن على الجرح، ويؤكد الفجوة بين الجمهوريين “التقليديين” و “جمهوريي لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، (شعار دونالد ترامب).
 “لقد تطور الإعصار من الفئة الخامسة إلى منخفض استوائي. وألقت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري ما يكفي من أكياس الرمل للديمقراطيين لمنحهم سيناريو معقول، وإن كان غير محتمل، لتفادي الأغلبية الجمهورية”، يلخص في استعارة مناخيـــــة ديفيد واسرمان من موقع التحليل كوك بوليتيكال ريبورت.
4 -هل ستؤدي مشاكل
 ترامب القانونية إلى
 تعبئة قاعدته؟
   إنه المسلسل التلفزيوني الصيفي: أثار تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل دونالد ترامب في مار إيه لاغو (فلوريدا) لاستعادة وثائق سرية، غضب مؤيدي الرئيس السابق الذين لا يتزعزعون.
كل يوم يأتي بنصيبه من الكشف عن محتوى العناصر المضبوطة، لكن القضية قد تتعفّن. لقد طلب قاض في فلوريدا في الآونة الاخيرة تعيين خبير من طرف ثالث لتقييم الوثائق.
    تحقيقات اخرى قد تعقّد مستقبل دونالد ترامب. فمن المقرر أن تستأنف لجنة مجلس النواب حول الهجوم على الكابيتول عملها، وتأمل في إصدار تقرير قبل انتخابات التجديد النصفي. لكن هذا هو التناقض في إضفاء الطابع الشخصي على السلطة حول دونالد ترامب: فكلما زاد تراكم العناصر التي تُدين دونالد ترامب، قل استعداد مؤيديه لقبولها.
   تطرف يحافظ عليه بعض الجمهوريين المنتخبين. “إذا حاولوا مقاضاة الرئيس ترامب لإساءته التعامل مع المعلومات السرية بعد أن قامت هيلاري كلينتون بتركيب خادم في قبو منزلها، فستكون هناك أعمال شغب في الشوارع ...”، أكد سناتور كارولين الجنوبية، ليندسي جراهام، متجاهلا التذكير بأن التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد وزيرة الخارجية السابقة قد أُغلق دون اتخاذ مزيد من الإجراءات.

5 -التضخم أم الديمقراطية: أيهما
سيكون له وزن أكبر؟
   «خطر على الديمقراطية”... هكذا وصف جو بايدن “جمهوريي لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، أولئك الذين يتبعون دونالد ترامب ويلتزمون بشعاره “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، في 1 سبتمبر، في فيلادلفيا. وخلال هذا الخطاب الذي أطلق الحملة الانتخابية قبل انتخابات التجديد النصفي، اختار الرئيس القتال في ميدان المؤسسات والأفكار، بدلاً من الحديث عن الحياة اليومية والمقدرة الشرائية.
   خيار يناسب أنصار دونالد ترامب، لأن المواجهة الأيديولوجية، وهي بيئتهم الطبيعية، تسمح لهم بالبقاء في مقدمة المسرح -على حساب الجمهوريين المعتدلين. لكن المنافسات اللفظية لا تهم الناخبين فمحافظهم وجيوبهم تعنيهم أكثر.
   من المؤكد أن للأمريكيين الكثير من الوظائف (ما يقرب من 10 ملايين وظيفة تم إنشاؤها منذ بداية الفترة الرئاسية)، لكن التضخم يقوض مقدرتهم الشرائية: فقد نما بنسبة 8 فاصل 5 بالمائة خلال عام واحد، والأجور 5 فاصل 2 بالمائة، وأصبحوا يجدون صعوبة في تسديد معلوم إيجاراتهم، وقلقون بشأن أسعار الوقود، وانفجرت ميزانية غذائهم.
  وبحسب استطلاع للرأي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” نهاية أغسطس، فإن 62 بالمائة من الأمريكيين يقولون إنهم يعانون من ميزانية تحت الضغط، مقارنة بـ 58 بالمائة في مارس.
 بشكل عام، يعتقدون أن الجمهوريين سيكونون أفضل في ترويض التضخم، بفارق 12 نقطة على الديمقراطيين.