المستشار الأول السابق للأمن القومي

الأميرال العكروت: الوضع في تونس أصبح مُخيفا ...!

الأميرال العكروت: الوضع في تونس أصبح مُخيفا ...!

-- «البرلمان انشغل بقضايا لا تسمن ولا تغني من جــوع ولا صلــة لهــا بمصلحـة المـواطن»
-- «أغلب حكومات ما بعد 14 يناير لم تسـتوعب دقة المرحلة السياسية والاقتصادية»


 اعتبر الأميرال كمال العكروت المستشار السابق للأمن القومي أن الوضع أخطر مما يتصوره البعض خاصة ممن هم ممسكون بزمام الأمور مرجعا ذلك لـ “غياب التجربة والمعرفة وسياسة الاكتفاء بذواتهم وعدم تشريك الآخرين أو الاستماع إلى الخبرات والأشخاص ذوي التجربة».

   ودعا العكروت في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك كل المسؤولين على حال البلاد إلى أن يستفيقوا مما وصفه بـ “سباتهم العميق” مشددا على ان الوضع “أصبح مخيفا ولا يبشّر بخير” مضيفا أن البلاد “منهكة” وأن المواطن فقد الأمل وأصبح يرى في العنف الأعمى وسيلة للحصول على ما يريد.

   ولفت إلى أن التعويل على مؤسسات الدولة إلى ما نهاية له غير مضمون والى أن هذه المؤسسات “تعبت وأُرهقت” داعيا المسؤولين الى المبادرة بطرح أفكار تُنقذ البلاد مذكرا بأن ذلك هو مبتغى الشعب الذي انتخبهم وبأن الوقت ليس وقت نظريات وتصرفات وشعارات قال إن الدهر اكل عليها وشرب مضيفا أن الشعب يريد أن “يرى تغييرا في واقعه المعيش وتغييرا يبعث فيه الأمل ويبث في نفوس أبنائه وبناته الأمان والثقة” وأن “يحكم بينهم الحاكم بالعدل ويسير أوضاعهم بكل كفاءة وحزم لما فيه خير كل مواطن من أية طبقة وأي مركز اجتماعي وأية فئة».

   وتابع العكروت “الدعوة للتجميع ليست دعوة لحوار وطني في استنساخ للتجربة السابقة لان الظرف غير الظرف” معتبرا انه مازالت امام البلاد بعض الفرص رغم صعوبة الوضع مؤكدا ان “المطلوب الكثير من التعقل والوطنية العالية والخالصة لإنقاذ البلاد وبالتالي يجب تشريك كل كفاءات البلاد من الداخل والخارج دون استثناء او اقصاء».

  ودعا الى التخلي عن استبعاد من عمل مع المنظومة القديمة طالما انه بريء ولم يحاكم مؤكدا ان البلاد في حاجة الى ايجاد الحلول العاجلة والمرور الى ما هو متوسط وبعيد المدى.
   وشدد على ضرورة توفر صفات الصدق والوطنية والكفاءة والموضوعية والابتعاد عن المصالح الشخصية والحزبية في نساء ورجال المرحلة مؤكدا ان تونس تزخر بأصحاب هذه الصفات ممن سوف يعاهدون الله على ان لا همّ لهم إلا أن يعود إشعاع تونس والامل والعيش الكريم لأبنائها.

   وأكد العكروت أن أغلب حكومات ما بعد 14 يناير لم تستوعب دقة المرحلة السياسية والاقتصادية وانها لم تتمكن من استقراء مفهوم سوسيولوجي للحالة المجتمعية التونسية معتبرا انها “من نوع الحكومات المضيعة لفرص الإصلاح والتغيير” مضيفا انه كانت أمامها عدّة فرص لتدارك الوضع.
   وذكر بأن اغلب تلك الحكومات عُيّنت بالمحاصصة و”المحسوبية” وبأن أغلبها اشتغل بلا رؤية واضحة ودقيقة مضيفا ان همّها كان التعويضات وإثقال كاهل ميزانية الدولة بالانتدابات العشوائية بالتوازي مع شراء “السلم” الاجتماعية بكافة الوسائل ودون إدراك لخطورة العواقب.

   وعاب العكروت على تلك الحكومات اثقال كاهل البلاد بالقروض أو “تغطية فشلها في حماية التوازنات المالية بقوانين تكميلية والبقاء في السلطة بمعزل عن شواغل الناس إلى جانب التسويات السياسية بالتهديد أو الترغيب».

   واعتبر ان البرلمان انشغل بقضايا لا تسمن ولا تغني عن جوع ولا صلة لها بمصلحة المواطن مؤكدا “ان اغلب تلك القضايا كانت حسابات شخصية ضيقة ذات طابع مصلحى او حزبي ذات طابع مليء بالحقد الايديولوجي على الرأي المخالف حتى وان كان يصب في مصلحة البلاد مذكرا بهدر اسابيع من النقاش حول جواز السفر الديبلوماسي مضيفا “معارك البرلمان أصبحت مُقرفة ومضجرة تسيء لصورة تونس وتبعث لدى المواطن اليأس والشعور بأن العنف والصراع هو الحل الوحيد».

   وأكد العكروت في خاتمة تدوينته انه يقول كل هذا وليست له لا مطامع ولا طموحات شخصية وأن طموحه الوحيد الذي قال إنه حفظه عن ظهر قلب منذ نعومة أظافره هو إنقاذ البلاد وحمايتها ورفعتها مذكرا بأنه ليس “رجل أحد” وبأنه ليس مرتبطا بأي حزب سياسي وبانه ليس في قلبه سوى حب تونس مضيفا ان علاقاته بالأفراد والمؤسسات والمنظمات والدول مبنية على الدفاع عن مصلحة الدولة التونسية تماما مثلما علمته ذلك مدرسته الأم المدرسة العسكرية.