كلية التربية بجامعة الإمارات تناقش أطروحة دكتوراة عن بعد
الأنشطة اللامنهجية والشعور بالأمان وعلاقات الأقران تعزز شعور الطلبة المراهقين بالانتماء للمدرسة
أجازت كلية التربية بجامعة الإمارات العربية المتحدة أطروحة دكتوراة عن بعد قدمتها الباحثة وفاء محمد علي الزعتري من قسم أصول التربية بعنوان: أثر المناخ المدرسي على شعور الطالب المراهق بالانتماء إلى المدرسة: دراسة بطريقة المنهج المختلط، بإشراف الدكتور علي إبراهيم - أستاذ أصول التربية المشارك ومساعد العميد للبحث العلمي والدراسات العليا، وبحضور أعضاء لجنة المناقشة التي ضمت الأستاذ الدكتور دايفد هال أستاذ التربية بجامعة إكستير بالمملكة المتحدة، والأستاذ الدكتور إبراهيم دويار أستاذ التربية بجامعة الإمارات، والدكتورة ريتشيل تكريتي رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الإمارات، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة عن بعد.
وهدفت الدراسة إلى اكتشاف عوامل المناخ المدرسي التي قد تؤثِّر على إحساس الطلبة المراهقين بالانتماء للمدرسة باستخدام نظرية البيئة المدرسية كإطار عام لتفسير نتائج الدراسة والتي ترى بأن المدرسة نظام مصغر يؤثر ويتأثر بالأنظمة الأخرى بالمجتمع.
وأوضحت الباحثة وفاء محمد بأن نظام التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة يعمل ضمن نسق يُولي اهتماما متزايدًا بنتائج وأداء الطلبة وذلك تماشياً مع مستهدفات الأجندة الوطنية للدولة 2021 ومتطلبات التنافس العالمي لتقديم تعليم من الطراز الأول لطلبة الإمارات. وتوصلت الدراسة إلى أن طبيعة العلاقة بين المعلم والطالب، والامتحانات المتكررة، والمناهج الدراسية، والسلوك العدواني لبعض الطلبة كانت الأسباب الرئيسية الكامنة وراء نقص رغبة بعض المراهقين الذهاب إلى المدرسة، وشعورهم بضعف الانتماء إليها. وبالمقابل، كانت العلاقات الإيجابية بين الأقران، والاحساس بالأمن والسلامة، والأنشطة اللاصفية أسباباً تجعلهم يشعرون بالانتماء إلى مدرستهم.
وقد أوصت الدراسة إلى أهمية إحاطة مديري المدارس وصناع السياسات بتحسين الممارسات في المدارس التي من شأنها تلبية الاحتياجات التنموية النفسية والاجتماعية المعزِّزة لانتماء الطلبة المراهقين والانتباه إلى بناء الشخصية وليس فقط الإنجاز والتحصيل، والاستفادة من المعارف والمهارات والأنشطة خارج سياق الصف الدراسي، وتعزيز المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل لدى الطلبة. وبحسب الدراسة يجب على المدرسة تعزيز علاقات جيدة بين الطلبة من خلال التأكيد على أهمية الصداقة والعمل الجماعي.
وبذل المزيد من الجهد للحد من التنمر والسلوك العدواني بين الطلبة من خلال وضع قواعد واضحة وصارمة وتثقيفهم وتوعيتهم حول احترام الآخرين وكيفية التحكم في غضبهم. كما أوصت الدراسة أيضًأ بضرورة منح المعلمين الوقت الكافي لإعداد الأنشطة المحفزة للتفكير والتي تتماشى مع مهارات القرن الحادي والعشرين وسمات هذا الجيل من المتعلمين. ومن الضروري أيضًا منح المعلمين الوقت الكافي للتعرف على طلابهم والعمل معهم عن قرب ومنحهم فرص أكبر للتعبير عن آرائهم.
كما يمكن للمعلمين تشجيع التفاعل بين الأقران من خلال الإشراف على العمل الجماعي وتشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية باعتبار أن هذه الأنشطة تعلم المهارات الاجتماعية والتواصل ويمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الشعور بالانتماء. وعلى المعلمين تعويض نقص الدعم الأبوي من خلال تفهم طبيعة الطالب المراهق والاهتمام به. كما يجب على المعلمين تجنب إهانة الطلبة أو إحراجهم أمام أقرانهم أو استخدام العقاب كونها من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف انتماء الطالب لمدرسته. يشار إلى أن الباحثة قد طورت من خلال أطروحتها مسحاً لجمع البيانات الكمية من عيِّنة شملت 216 طالباً، و227 طالبة في الصف الحادي عشر، و264 من معلميهم. وتم استخدام الانحدار الخطي المتعدد لتحليل استبيانات الطلبة والمعلمين. كما أنها قامت بمقابلات مع عدد من المراهقين الذكور والإناث ومعلميهم في مدارس مدينة العين.