المبعوث الأمريكي يعتقد أن طهران لن تقبل بنص بوريل

الاقتراح الأوروبي لإحياء النووي الإيراني.. موضع شك

الاقتراح الأوروبي لإحياء النووي الإيراني.. موضع شك


أوضح علي هاشم وأليزابيث هايجدرون في موقع ألمونيتور، إن صانعي القرار في واشنطن وطهران يدرسون أفضل عرض ممكن قدمه الاتحاد لإحياء الاتفاق مؤخراً للخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات الجارية لإحياء الإتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية.
وكان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وصف في مقال نشره في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الاقتراح الذي يتضمن التنازلات الصعبة التي تم الحصول عليها في الجولات السابقة من المفاوضات، بأنه “الاتفاق الأفضل الممكن الحصول عليه، كما أراه كوسيط في التفاوض».
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين الخميس، أن واشنطن تراجع الاقتراح وستبلغ الاتحاد الاوروبي بردها مباشرة. وقال: “سنتواصل مع حلفائنا الأوروبيين، ولكن مجدداً نقول إننا نريد قبول الاتفاق الموضوع على الطاولة منذ بعض الوقت، في حين أن إيران لا تقبل ذلك».
وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي أن ليس ثمة مهلة أمام الجانبين للرد على اقتراح بوريل، لكن “وقت التفاوض قد تم استهلاكه حالياً...ما يمكن أن يتفق عليه الطرفان موجود في النص».

العقبات الأساسية
وتشمل العقبات الأساسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق، إصرار إيران على شطب الحرس الثوري عن لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية في الولايات المتحدة. ورفضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا المطلب. وعوض ذلك، طلب المفاوضون الإيرانيون بعد ذلك إعفاء الحرس الثوري من العقوبات المفروضة عليه.
كما يريد الإيرانيون ضمانات بأن الإدارة الأمريكية المقبلة لن تلغي الاتفاق، على غرار ما فعل الرئيس دونالد ترامب عام 2018. وقالت إدارة بايدن إن منح ضمانة قانونية باستمرار الاتفاق إلى ما بعد 2024، ليس ممكناً.

الانتخابات النصفية
كما يمكن إيران أن تكون تترقب نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في نوفمبر (تشرين الثاني)، كي تتبين اتجاه المناخات السياسية في الولايات المتحدة.ويقول المحلل في مجموعة الأزمات الدولية الذي يتابع المفاوضات النووية علي واعظ، إن الإقتراح الأوروبي لا يلبي التوقعات الإيرانية، ومن غير المحتمل أن يسد الثغرات المتبقية بين موقفي الطرفين.ويقول: “من الصعوبة بمكان تخيّل أي قبول متبادل لأي صيغة في الوقت الحاضر..وعلى رغم أن الطرفين لا يريدان الإقرار بفشل المفاوضات، فإنني لا أرى أن ثمة طريقاً للتقدم إلى الأمام..إنني شبه متأكد من أن إيران لن تقبل بالاقتراح” الأوروبي.

أوروبا متفائلة
وفي العلن، يتمسك القادة الإيرانيون بنبرة أكثر تفاؤلاً. وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لبوريل الأربعاء، أن إيران ترحب بمواصلة جهوده الديبلوماسية.
لكن مصدراً ديبلوماسياً إيرانياً أبدى حذراً، وقال لموقع “ألمونيتور” إن طهران “منفتحة على أفكار جديدة طالما أنها تساهم في الحصول على المنفعة القصوى من الإتفاق. وإلا سيكون الاتفاق عديم الجدوى».
ومع عدم توقع اختراق في المدى المنظور، فإن إيران تحقق تقدماً يثير الحذر في برنامجها النووي. وتجري الولايات المتحدة الآن تقويماً لما يوصف بالفترة التي تحتاجها إيران لبلوغ العتبة النووية-وهي فترة كانت تقاس منذ سنة “بأسابيع أو أقل».

ملاذ أخير
وتصدر البرنامج النووي الإيراني أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل الشهر الماضي، حيث تعهد أن الولايات المتحدة “لن تنتظر إلى الأبد” عودة إيران إلى الاتفاق النووي. وأكد أنه مستعد لاستخدام القوة “كملاذ أخير” لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.وأبلغ مصدر ديبلوماسي إسرائيلي إلى موقع “ألمونيتور”، أن المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي نقل مؤخراً لإسرائيل، أنه يعتقد أن إيران لن تقبل بنص اقتراح بوريل.
ويعكس رأي مالي التقويم الذي خرج به مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك الأسبوع الماضي، بأن إحياء الاتفاق النووي “غير مرجح بدرجة كبيرة».
لكن “ألمونيتور” علمت أن “الموساد” الإسرائيلي يعمل على أساس أنه سيتم التوصل إلى إتفاق.
وبينما يقلل المسؤولون الأمريكيون من التوقعات بالتوصل إلى إحياء الإتفاق النووي، فإن القلق يتصاعد في شأن مصير مواطنين أمريكيين من اصل إيراني معتقلين في طهران.