قيمتها أكثر من 40 مليون درهم
التعليم والمعرفة تعلن عن تمويل مشاريع البحث العلمي من خلال مِنح بحثية
ضمن جهود دائرة التعليم والمعرفة لإنشاء ورعاية منظومة بحث علمي في أبوظبي ترتقي للعالمية، أعلنت الدائرة أنها قدمت 54 منحة بحثية تنافسية تزيد قيمتها عن 40 مليون درهم، لمشاريع بحثية ضمن برنامجين رئيسيين، برنامج منح أبوظبي للتميز البحثي وبرنامج منح أبوظبي للباحثين الشباب. وتركز الدائرة هذا العام على 7 قطاعات ذات أولوية وأهمية استراتيجية لإمارة أبوظبي في مجال البحث العلمي، وهي: علوم الحياة (الصحة، الغذاء والزراعة)، الصناعات الفضائية، التعليم والعلوم الاجتماعية، تكنولوجيا المعلومات والاتصال، التصنيع وعِلم المواد، الطاقة والبيئة.
ويأتي تمويل المشاريع البحثية الـ 54 الفائزة بالمنح من ضمن 320 مقترح بحثي تم تقييمهم من قبل الدائرة ومقيّمين دوليين من المؤسسات البحثية الرائدة في جميع أنحاء العالم بناءً على مجموعة من المعايير، شملت جودة البحث وأصالته ومدى جدواه وتأثيره، وارتباطه بالقطاعات الاستراتيجية في أبوظبي، إضافة إلى المؤهلات العلمية للمتقدمين، ومدى مساهمة المشروع في تنمية الكوادر البشرية. كما تمّ الأخذ بعين الاعتبار عند تقييم المشاريع مدى التعاون مع القطاع الصناعي وكذلك مدى التعاون فيما بين مؤسسات التعليم العالي المختلفة لتنفيذ المقترح، إضافة إلى مدى ارتباط هذه المقترحات البحثية بمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
وتجدر الإشارة إلى أن المقيّمين الذين شاركوا في تقييم المقترحات البحثية المتنافسة قد أخضعوها لعمليات مراجعة وتقييم صارمة جرى على أثرها تمويل 12 مشروع في قطاع علوم الحياة، 7 في قطاع الصناعات الفضائية، 10 في قطاع التعليم والعلوم الاجتماعية، 7 في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال، 4 في قطاع التصنيع وعِلم المواد، 6 في قطاع الطاقة، و8 في قطاع البيئة. ويعكس هذا العدد الكبير من المنح البحثية الجهود المستمرة لدائرة التعليم والمعرفة لتعزيز التواصل مع مجتمع البحث العلمي بما يسهم بتسريع عجلة النمو لمنظومة البحث والتطوير في أبوظبي وتعزيز مكانة الإمارة كمركز للابتكار.
تشمل المشاريع البحثية الفائزة بالمنح مقترح تصميم عضو دماغ اصطناعي على رقاقة إلكترونية، قدمه السيد ’رفايل سونغ‘ من جامعة نيويورك أبوظبي، والذي سيسمح للباحثين التعمق في دراسة اضطرابات طيف التوحد بالإضافة لتمكين الأطباء من تطوير العلاجات الخاصة بهذا المرض بما يتماشى مع احتياجات الدولة. كما يعمل السيد ’بسام علي‘ من جامعة الإمارات، الفائز بجائزة منحة أبوظبي للتميز البحثي، على تطوير علاجٍ جديد للأمراض المزمنة واسعة الانتشار في الدولة عبر البروتينات الموجَّهة. أما السيد ’معاذ الحسن‘ من جامعة العين فاز بمنحة لتطوير وسائل اتصال جديدة للفضاء ستدعم قطاع الصناعات الفضائية. وسيعمل السيد ’سيد أفتاب‘ من معهد أبوظبي بوليتكنيك، الفائز بمنحة أبوظبي للباحثين الشباب، على تطوير نظام طيران ذكي يحاكي التصميم الطبيعي للحوت الأحدب لرفع كفاءة المناورات الجوية في تطبيقات الطيران التي تدعم عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة في حالات الكوارث. هذا وفاز السيد ’فيصل المرزوقي‘ من جامعة خليفة بمنحة لتطوير آليات جديدة تستخدم الحرارة الضوئية لإزالة المخلفات السامة للمعادن الثقيلة من الماء، والتي تترسب عادة في المنتجات الثانوية لعملية تحلية المياه.
ويعد برنامج منح أبوظبي للتميز البحثي أحد برامج تمويل المشاريع البحثية المتميزة في المجالات ذات الأولوية الاستراتيجية لإمارة أبوظبي والتي تدعم تطوير المجالات العلمية والتكنولوجية في الإمارة وإقامة شراكات محلية وعالمية تربط الباحثين في أبوظبي بنظرائهم من الباحثين في القطاعات الصناعية والمؤسسات الأكاديمية الرائدة على المستويين المحلي والعالمي. ويستهدف هذا البرنامج الباحثين الذين يعملون بنظام الدوام الكامل في مؤسسات التعليم العالي ضمن إمارة أبوظبي بالإضافة إلى شركائهم في قطاعات الصناعة ذات الصلة.
أما برنامج منح أبوظبي للباحثين الشباب، فهو مماثل لبرنامج منح أبوظبي للتميز البحثي في المجالات ذات الأولوية الاستراتيجية لإمارة أبوظبي، إلا أنه يستهدف الباحثين الشباب الذين أنهوا درجة الدكتوراه أو ما يعادلها خلال فترة لا تزيد عن 6 سنوات.
وبهذه المناسبة، قالت معالي سارة مسلم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة: "يأتي تمويل هذه المشاريع البحثية ضمن محور تطوير منظومة المعرفة والابتكار في برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية ’غداً 21‘ والذي يستهدف جعل إمارة أبوظبي منارة للابتكار والتكنولوجيا لاستقطاب المواهب من جميع أنحاء العالم وبناء اقتصاد قائم على المعرفة، ونحن اليوم نؤكد التزامنا بتحقيق أهدافنا الاستراتيجية من خلال توفير هذه المنح البحثية. وقد لاحظ المقيّمون المتخصصون لدينا التحسن المستمر في جودة المقترحات البحثية التي يقدمها الباحثون، الأمر الذي يعكس نضوج منظومة البحث العلمي في أبوظبي، حيث أننا نقوم من خلال برامجنا المتنوعة للبحث العلمي باستقطاب الباحثين المتميزين لتحويل الإمارة إلى مركز جذب للباحثين المتخصصين في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، بما يمكّن مؤسسات التعليم العالي في أبوظبي من تحقيق الريادة في البحث العلمي."
ومن ناحيتها، قالت الدكتورة حبيبة الصفار، مساعد عميد كلية الطب والعلوم الصحية، مديرة مركز الأبحاث التقنية الحيوية وأستاذ كلية الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة: "نتنافس نحن العلماء والباحثين بشكل دائم للحصول على التمويل الذي نحتاجه لدفع عجلة الابتكار. وأود التنويه أن مسيرتنا في البحث العلمي مع دائرة التعليم والمعرفة تثري خبرتنا في هذا المجال، فنحن نكتسب خبرات جديدة أثناء تقديمنا للمقترحات البحثية المتنوعة. وبينما أفتخر بحصولي على تمويل لمقترحي البحثي هذا العام، أوجه رسالة للباحثين أن عدم اختيار مقترحاتهم ضمن المشاريع الفائزة لا يعني أنها غير مناسبة، بل يتم النظر إليها كفرص قابلة للتطوير، وأنا أتقدم بالشكر لدائرة التعليم والمعرفة للدعم المستمر الذي توفره لنا."
هذا وتسعى دائرة التعليم والمعرفة لرعاية وتطوير منظومة البحث العلمي من خلال البحث المستمر عن فرص التحسين وتوفير السياسات والإجراءات والتمويل اللازم لتطوير الحلول التي ستساعدنا على مواجهة التحديات المستقبلية ضمن القطاعات ذات الأهمية.