في أمسية رمضانية استضاف مجلس شما محمد للفكر والمعرفة ضمن منشط الفكر الإسلامي الأستاذة موزة الشامسي في محاضرة افتراضية بعنوان (التلذذ في العبادة) بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية بحضور رئيس المجلس  الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان.
استهلت الأمسية بكلمة الشيخة شما والتي جاء فيها كلما جاء شهر رمضان نختم قراءة القرآن على الأقل مرة في الشهر ونحرص على صلاة التراويح وقيام الليل وحين ينتهي الشهر نعود للمربع الأول من عبادتنا لله فالعبادة مفهوم لا ندرك منه إلا شكله الخارجي والعبادة لخصناها في ممارسة الطقوس التعبدية لله -سبحانه وتعالى- والبعض يعبد الله كتاجر يعطي من أجل الثمن والخوف من العقاب، ويبقى مفهوم العبادة الأعمق وهو عبادة الله محبة له، ولا نختبئ تحت عبادة الخوف والطمع.

وأضافت حين ينتهي رمضان يتوقف الكثيرون عن قيام الليل والتصدق وممارسة الطقوس التعبدية الإضافية الرمضانية لله -سبحانه وتعالى- ويعودون لطقوسهم اليومية في حين أنه لو كانت طقوسه التعبدية هي وسيلة التعبير عن حب الله فلن تتوقف وستبقى متدفقة كما هي طوال العام طالما ظل حب الله هو الدافع للعبادة واليقين بربوبيته وقدرته ورحمته التي وسعت كل شيء وسبب للشعور بجمال ولذة العبادة أن الشعور برضا الله عنا كمحبين هو الفوز الحقيقي وهو الطريق إلى الجنة والتي قمة نعيمها أن نكون في حضرة الله وأن نرى وجهه الكريم.
كما أشارت إلى أن حب الله لن يكون كاملا إن انقطعنا عن الحياة حب الله ينعكس في كل سلوك نعيشه وفي كل علاقة إنسانية نحياها وفي كل كلمة نقولها وحين يكون حب الله هو الطاقة التي نستمد منها الحياة سنرى في الله جماله وخيره وسيرقرق حب الله قلوبنا وحب كل الموجودات فهي صنعته إن عبدنا الله حبا ستغتسل كل القلوب وتبقي نقية صافية تنعكس على حياتنا وسلوكنا و تعاملاتنا مع بعضنا البعض.

عقب ذلك عرضت الأستاذة موزة الشامسي محاضرتها عبر محاور سلطت الضوء فيها على  مقاصد الموضوع وبيان أهمية التلذذ بالعبادة وسبل تحصيلها وأثرها في تحقيق المواظبة على الطاعة لنيل السعادة في الدارين
وأشارت إلى المفهوم العام وهو استشعار حلاوة العبادة وتذوق لذة الطاعة حتى يمتلئ القلب بها رضاً وفرحاً وسروراً.
كما عرضت آيات على الحضور داعية للتأمل فيما جاء فيها من صفات للمؤمن ومقاصد حبه وطاعته وصبره وجهاده في الطاعات مع نفسه ثم عرضت أحاديثا لرسول الله – صل الله عليه وسلم- داعية الجميع لوقفات بين أحاديث المصطفى في كيفية استشعار لذة وحلاوة الإيمان.
وانتقلت لعرض نماذج مباركة ممثلة برسولنا الكريم والصحابة رضي الله عنهم والشيخ زايد طيب الله ثراه في الحث على التمسك بالعبادة وخدمة البشرية.

كما أكدت على مرتكزات التلذذ بالعبادة بالمعرفة والاقتداء ومجاهدة النفس والتأمل والتفكر والدعاء واللجوء إلى الله منها لذة الإيمان والصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن والذكر والإنفاق وقضاء حوائج الناس ولذة العمل وخدمة المجتمع
كما استعرضت ثمرات التلذذ بالعبادة بالقرب من الله ورضاه وصفاء النفس وانشراح الصدر والديمومة والاستمرارية في الطاعات والتحصن من المعاصي.
واختتمت محاضرتها بعرض الوسائل العملية والطرق الابتكارية في التلذذ بالطاعات وأهمية دور الأسرة في تعزيز قيمة حلاوة الطاعات وفعل الخيرات في نفوس أفرادها وأثره في إسعادهم ومحافظتهم على العبادة.