استفاد من عودة المشاركة

الرئاسية الأمريكية: هكذا بنى جو بايدن انتصاره...!

الرئاسية الأمريكية: هكذا بنى جو بايدن انتصاره...!

-- بين 2016 و2020، تضاعف عدد الناخبين بالبريد من 33 إلى 62 مليونًا 
-- تلقى جو بايدن مددا من الشباب، وخاصة في صفوف الأقليات
-- استخدم جو بايدن نسبة إقبال تاريخية لإعادة تعبئة الناخبين الذين غابوا عام 2016
-- خلال ما يقرب من أربعين عامًا، تمكن بيل كلينتون فقـط من الاسـتيلاء على هـذه المناطـق المحافظة
-- على الصعيد الوطني، سحق جو بايدن المباراة بنسبة 50.5 % من الأصوات مقابل 47.7 % للجمهوري


   بالنسبة لجو بايدن، تمّ الحسم أين خسرت هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات. في حزام الصدأ، في الشمال الشرقي من البلاد، موطن الجسم الانتخابي للعمال البيض، تم تحديد هذا الانتصار الخاطف في ثلاث ولايات رئيسية، بفارق صغير جدًا مع دونالد ترامب، متقدمًا: ميشيغان (150 ألف صوت)، وويسكونسن (20 ألفًا)، وبنسلفانيا (38 ألف صوت) في الوقت الحالي.
   كان انعطاف ولايات “الجدار الأزرق” الثلاث السابقة، والتي صوتت للديمقراطيين باستمرار من عام 1992 إلى عام 2012، كافياً لمنح جو بايدن أكثر من نصف كبار الناخبين البالغ عددهم 538 ناخباً.
 ويمكن أن يترافق هذا مع غزو معقلين جمهوريين، جورجيا (7 الاف صوت حتى الآن لصالح بايدن، ولكن سيتم إجراء فرز جديد) وأريزونا (لم يتبق للديمقراطي كفارق سوى 20 ألف صوت).
   يذكر أنه خلال ما يقارب الأربعين عامًا، تمكن بيل كلينتون فقط من الاستيلاء على هذه المناطق المحافظة، عام 1992 جورجيا وعام 1996 ولاية أريزونا.

مشاركة تاريخية وارتفاع التصويت البريدي
   قد يستمر هذا التقدم الضئيل لصالح جو بايدن في الزيادة بشكل طفيف من الآن وحتى الفرز النهائي، لكنه يذكرنا كم ان النجاح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع نظام المجمّع الانتخابي، يكون بفارق صغير جدا.
  على المستوى الوطني، سحق جو بايدن المباراة بنسبة 50 فاصل 5 بالمائة من الأصوات مقابل 47 فاصل 7 بالمائة للجمهوري، أي أكثر من أربعة ملايين صوت إضافي. ولم ينته بعد فرز الأصوات عن طريق البريد، وهو لصالح الديمقراطيين إلى حد كبير ...

   بين 2016 و2020، تضاعف عدد البطاقات البريدية تقريبًا، من 33 إلى 62 مليونًا. وهذه الطفرة في التصويت البريدي، والتي يفسرها بشكل أساسي سياق الوباء، يمكن أن تعطي صورة مشوهة لنتائج الاقتراع صباح الأربعاء: تم احتسابها قبل فرز العديد من أصوات الديمقراطيين، اوحت الأرقام الأولى بأن المرشحَين كانا متقاربين، مع افضلية للرئيس الحالي في معظم الولايات الرئيسية.

   في النهاية، استفاد نائب الرئيس السابق لباراك أوباما من عودة زخم المشاركة، التي أوشكت على الوصول إلى مستوى لم تصل إليه منذ عام 1900. وتتجلى إعادة تعبئة الناخبين الديمقراطيين هذه بشكل خاص في الولايات الثلاث: الحزام العمالي لشمال شرق أمريكا. في ميشيغان، على سبيل المثال، حصل جو بايدن على 500 ألف صوتًا أكثر من هيلاري كلينتون عام 2016.

  ولئن فاز دونالد ترامب أيضًا بعدد أكبر من الأصوات مقارنة بانتخاباته الأولى -حصل على أكثر من 70 مليونًا الآن، مقابل 63 في المرة السابقة –فان احتياطه ظل هزيلا. “ بلغت تعبئة قاعدته الانتخابية اعلى سقف لها، الا ان الجمهوري تقدم بشكل خاص في ولايات ليست مفيدة”، يشير ماتيو غالارد، مدير الدراسات في إبسوس فرنسا والمتابع الدقيق للنتائج الأمريكية.

شباب الأقليات للإنقاذ
  من على عكس ذلك، أنقذ الجندي بايدن؟ “في الولايات الصناعية في الشمال الشرقي، كسب الديمقراطي قليلاً عند الناخبين البيض”، من الأوساط الشعبية والعمالية، يجيب القائم على الاستطلاع. لكن الاستطلاعات الأولى بعد الانتخابات، تؤكد أيضًا أن جو بايدن وجد مددا بين الشباب، وخاصة من الأقليات، الذين لم يتم تعبئتهم كثيرًا عام 2016.

   وهكذا، ستكون نسبة المشاركة النهائية للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، بين 53 و56 بالمائة مقابل 45 إلى 48 بالمائة عام 2016، وفقًا لبيانات جامعة تافتس ومعهد إديسون للأبحاث. وإذا منح الشباب البيض الديمقراطي أفضلية طفيفة فقط، فإن الملونين وضعوه في الصدارة بأسبقية تتراوح ما بين 50 نقطة (للاتينوس) و76 نقطة (للمجتمع السود).

   ومن المفارقات، أن هذه النسب تقلصت قليلاً لصالح دونالد ترامب هذا العام، ولكن من حيث الحجم ربما أدى ذلك إلى فارق كبير في الولايات الرئيسية. ففي ميشيغان وويسكونسن، على التوالي، جمع جو بايدن 200 ألف صوت، و90 ألف صوت أكثر من دونالد ترامب بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، لا سيما في المقاطعات حول ديترويت أو ميلووكي، اللتين تتمتعان بأعلى حصة من الناخبين السود، اي أكثر من التقدم النهائي الممنوح للديمقراطي في هاتين الولايتين.