الراعي يتصدى لحزب الله في لبنان
وفي صحيفة الشرق اللبنانية، قال يحي جابر: “أطلق سيد الصرح البطريركي الكاردينال بشارة بطرس الراعي صرخته المدوية، يوم السبت الماضي، عن سابق تصور وتصميم، بوجه من سد كل أبواب ونوافذ الحلول والمخارج، وما يرافق ذلك من انحدارات رهيبة في حال البلد، وعلى المستويات الوطنية السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية، رغم ما بقي من تحركات بعيدة عن الأضواء ساعية إلى كسر انسداد أفق تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة». وأضاف “ليس من شك في أن ماقصده صاحب الغبطة يستهدف نزع أي قدسية إلهية عن أي سلطة تحكم باسم الحق الإلهي، مؤكداً أن السلطة هي شأن إنساني، وتكتسب شرعيتها من الناس، عدالة واستقامة وطهارة وخدمات وابتعاداً عن الفساد والمفسدين». وأضاف “انطلق البطريرك الراعي إلى التذكير والتمسك بـاتفاق الطائف، وضرورة تطبيقه كاملا غير منقوص، وهو الاتفاق الذي نص على أن لبنان عضو في حركة عدم الانحياز، داعياً إلى صياغة قانون انتخابات نيابية من خارج القيد الطائفي، وتوزيع المقاعد بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، ونسبياً بين طوائف كل من الفئتين، كما ونسبيا بين المناطق، مع انتخاب مجلس النواب على أساس وطني لا طائفي… على أن يستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية، وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية… وهذا لم يحصل، وبقي الطائف ناقصاً».
احتكار المقاومة
وفي ذات السياق، وفي مقابلة مع قناة الحرة، شدد البطريرك الماروني، بشارة الراعي على أنه مصر على “حياد لبنان، والعودة إلى الطائف، والدستور والحفاظ على العيش المشترك الذي يُمثل رسالة لبنان”، مسائلاً: “لماذا فريق في لبنان، حزب الله يتحكم بالحرب والسلم، في وقت يقول الدستور إن قرار الحرب والسلم تُقرره الحكومة اللبنانية؟».
وحمل الراعي الطبقة السياسية مسؤولية ما وصل إليه لبنان، وعبر عن تأييده لمطالب “الثورة التي نريدها ثورة حضارية تعرف كيف تطالب وبماذا تطالب ولا تكون فوضى يدخل عليها مندسون للتخريب وتشويه صورتها». وأضاف الراعي “مطلوب أن تكون الدولة اللبنانية قوية بجيشها من أجل ضبط سيادتها الداخلية أي بمعنى لا يكون لدينا دويلات وجمهوريات في الداخل، وأن تكون لها سيادة وهذا ما نفتقده اليوم لنا سيادة على الورق فقط». وعن احتكار المقاومة، اتهم الراعي حزب الله بالمغالطة قائلاً: “المقاومة بدأت قبل حزب الله. بدأت عام 1975. المقاومة الشعبية أي ليس هناك شيء اسمه المقاومة، لفئة دون سواها. يعني يجب أن يكون هناك جيش يقاوم وحين يحتاج، الدولة تقول للشعب تفضلوا معنا». ورداً على سؤال هل ينوي المضي قدماً في الدعوة إلى تدويل الأزمة اللبنانية، قال الراعي: “سنستمر إلى النهاية من أجل كل لبنان حتى لو رفض جزء من اللبنانيين هذه المبادرة لأننا نعمل من أجل خير كل اللبنانيين وكل لبنان».