الزعفران يعالج الاكتئاب ويساعد في تحسين المزاج
يعرف الزعفران بـ الذهب الأحمر نظرا لندرته علاوة على فوائده للجسم ولتحسين الحالة النفسية، لكن خبراء الطب البديل لديهم تحفظات على الزعفران لأن استخدامه قد يؤدي للإجهاض والشلل.
يعتبر الزعفران من أغلى أنواع التوابل في العالم ويرجع ذلك إلى أن أوراق هذه النبتة النادرة، متعددة الفوائد. فبجانب طعمه اللذيذ، يستخدم الزعفران منذ القدم في عالم التجميل إذ يقال إن كليوباترا كانت تستخدم مسحوق الزعفران في التجميل كما يستخدمه الفنانون في التلوين.
ولا تقتصر فوائد الزعفران على تحسين وظائف الجسم العضوية فحسب، بل إنه يؤثر على الحالة المزاجية إذ أظهرت دراسة أجريت في جامعة إيرانية أن تناول 20 قطرة من الزعفران السائل ثلاث مرات يوميا مع القليل من الماء يعالج حالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة ويساعد في تحسين الحالة المزاجية. ويرجع البروفيسور الألماني فولف روديغز شتينسل، المتخصص في كيمياء المواد الغذائية، تحسين الزعفران على الحالة المزاجية، إلى العامل النفسي الذي يؤثر مباشرة على النظام العصبي المركزي، إذ أن الحصول على هذه المادة النادرة باهظة الثمن والشعور الداخلي بأنها مفيدة للجسم، له تأثير على تحسن الحالة النفسية.
ويعيق الزعفران أو "الذهب الأحمر" كما يطلق عليه، نمو الجراثيم كما يقول البروفيسور شتينسل، لموقع "أونميدا" الألماني المعني بالأخبار الصحية: "الثابت علميا هو أن الزعفران يعيق نمو الجراثيم لما يحتويه من زيوت عطرية".
لكن وبالرغم من فوائده الصحية العديدة، بدأ الاهتمام بالزعفران في مجال الطب البديل في أوروبا يتراجع بسبب أن الإكثار من زيادة جرعات الزعفران (أكثر من 20 غراما يوميا) قد تؤدي إلى الشلل والسكتات القلبية والإجهاض، وفقا لتقرير"أونميدا".
اكتشافٌ ينقذ الزعفران
زراعة الزعفران لم تعد حكراً على بلدان معينة مثل إيران، والهند، حيث أصبح من الممكن زراعتها في ألمانيا، لكنها تحتاج إلى جهد جهيد لمحاربة الأمراض الفطرية التي قد تصيبها. غير أن باحثين وجدوا الحل في البكتيريا.. كيف ذلك؟
يزرع يان فريدريتش فالدمير شيئاً غير معتاد كثيراً في ألمانيا، إنه الزعفران. يقول المزارع يان: "الصناعة عمل يدوي بحت... يحتاج إنتاج كيلو غرام واحد من الزعفران ما يصل إلى 300 ألف زهرة". يريد فالدمير، وهو أحد القلائل الذين يزرعون الزعفران في ألمانيا، أن يبرهن على أن إنتاج هذا النوع من التوابل ليس حكراً على مناطق بعينها مثل إيران والهند ومنطقة البحر المتوسط. ولكن زراعة هذا النوع النبيل من التوابل تحتاج إلى جهود مضنية، حيث يجب فصل خيوط الزعفران عقب قطفه يدوياً من زهرته، وتستخدم هذه الخيوط فيما بعد كمحسن نكهة طبيعي، سواء للأطباق الحلوة أو الحارة.
وهناك بعض المناطق في أنحاء العالم، التي تتسبب فيها الآفات الزراعية في خفض جزء كبير من المحصول. ولدى فالدمير علم بشأن الأمراض الفطرية، التي تصيب الزعفران، إلا أنه لم يعثر حتى الآن على مثل هذه الآفات في حقوله، ولكن الأمر مختلف في الهند، حيث إن المزارعين في كشمير، المنتج الرئيسي للزعفران في المنطقة، يعانون منذ سنوات من انخفاض المحصول بشكل متزايد، حسبما أوضحت باربارا راينهولد، من جامعة بريمن، مشيرة إلى أن هناك فطر بعينه يتسبب في هذه الخسائر، حيث يؤدي إلى تعفن بصيلة الزهرة. وقالت راينهولد: "توجد هذه المشكلة بشكل خاص في مناطق شمالي الهند، وإن كان المزارعون في مناطق مثل إيطاليا وإيران يعانون منها أيضا".
ترأس باحثة الأحياء الألمانية راينهولد قسم الكائنات الدقيقة والتفاعل بين النباتات بالجامعة، كما تشارك في برنامج للتبادل العلمي بين فريقها وباحثين من "جامعة جامو" الهندية، لفهم طريقة تأثير الفطر الضار والبحث عن وسيلة مضادة. وعادة ما تعمل راينهولد وفريقها في أبحاث البكتيريا التي لها تأثيرات إيجابية على نمو نباتات الأرز. وتحاول مع فريقها العلمي معرفة هذه الآثار الإيجابية، وذلك بمساعدة المعلومات الحيوية عن البكتيريا، ودراسة تحورات هذه البكتيريا وتسلسلها الجيني، أي من خلال تقنية "فك شفرات" الجينات. وتساعد هذه التقنية في استخدام البكتيريا بشكل دقيق من أجل تعزيز نمو النباتات وتسريع وتيرته.
واستطاع الباحثون العثور على بعض سلالات البكتيريا التي يرجحون أنها تصلح لمكافحة الفطر. وهناك كثير من العوامل التي تؤثر في استخدام هذه البكتيريا، والتي تشمل: شكل المناخ وظروف التربة. غير أن التجارب الميدانية الأولى تبشر بخير، حسبما أكدت الباحثة الألمانية، التي تأمل أن يستطيع المزارعون خلال بضع سنوات رش نبات الزعفران بمسحوق من البكتيريا قبل زراعة هذه النباتات، لحمايتها من الفطر.
الزعفران لمرضى الأعصاب؟
ويؤكد شتيفان كليمنز، الذي يرأس قسم فيزيولوجيا النبات بجامعة بايرويت الألمانية، أنه لا تزال هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج للدراسة فيما يتعلق بالزعفران "حيث إن التفاصيل المتوفرة بالفعل لدى العلماء المعنيين عن الكثير من النباتات أكثر بكثير من المعلومات المتوفرة عن الزعفران.
كما أن هناك جانباً آخر يجعل دراسة نبات الزعفران مثيرة، وفقا للبروفيسور الألماني، حيث توقع أن تستخدم هذه النبتة مستقبلا في الطب، وبالتحديد لمعالجة أمراض الأعصاب "حيث إن هناك مؤشرات حصل عليها الباحثون من خلال تجارب على الحيوانات، تدل على أن هناك مواد تستخلص من الزعفران قد تؤثر في مداواة مرضى الأعصاب".
إلا أن الباحثين لم يدرسوا حتى الآن بشكل دقيق شكل هذا التأثير الإيجابي المتوقع، ومدى إمكانية استخدام هذه المواد في معالجة البشر.
يعتبر الزعفران من أغلى أنواع التوابل في العالم ويرجع ذلك إلى أن أوراق هذه النبتة النادرة، متعددة الفوائد. فبجانب طعمه اللذيذ، يستخدم الزعفران منذ القدم في عالم التجميل إذ يقال إن كليوباترا كانت تستخدم مسحوق الزعفران في التجميل كما يستخدمه الفنانون في التلوين.
ولا تقتصر فوائد الزعفران على تحسين وظائف الجسم العضوية فحسب، بل إنه يؤثر على الحالة المزاجية إذ أظهرت دراسة أجريت في جامعة إيرانية أن تناول 20 قطرة من الزعفران السائل ثلاث مرات يوميا مع القليل من الماء يعالج حالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة ويساعد في تحسين الحالة المزاجية. ويرجع البروفيسور الألماني فولف روديغز شتينسل، المتخصص في كيمياء المواد الغذائية، تحسين الزعفران على الحالة المزاجية، إلى العامل النفسي الذي يؤثر مباشرة على النظام العصبي المركزي، إذ أن الحصول على هذه المادة النادرة باهظة الثمن والشعور الداخلي بأنها مفيدة للجسم، له تأثير على تحسن الحالة النفسية.
ويعيق الزعفران أو "الذهب الأحمر" كما يطلق عليه، نمو الجراثيم كما يقول البروفيسور شتينسل، لموقع "أونميدا" الألماني المعني بالأخبار الصحية: "الثابت علميا هو أن الزعفران يعيق نمو الجراثيم لما يحتويه من زيوت عطرية".
لكن وبالرغم من فوائده الصحية العديدة، بدأ الاهتمام بالزعفران في مجال الطب البديل في أوروبا يتراجع بسبب أن الإكثار من زيادة جرعات الزعفران (أكثر من 20 غراما يوميا) قد تؤدي إلى الشلل والسكتات القلبية والإجهاض، وفقا لتقرير"أونميدا".
اكتشافٌ ينقذ الزعفران
زراعة الزعفران لم تعد حكراً على بلدان معينة مثل إيران، والهند، حيث أصبح من الممكن زراعتها في ألمانيا، لكنها تحتاج إلى جهد جهيد لمحاربة الأمراض الفطرية التي قد تصيبها. غير أن باحثين وجدوا الحل في البكتيريا.. كيف ذلك؟
يزرع يان فريدريتش فالدمير شيئاً غير معتاد كثيراً في ألمانيا، إنه الزعفران. يقول المزارع يان: "الصناعة عمل يدوي بحت... يحتاج إنتاج كيلو غرام واحد من الزعفران ما يصل إلى 300 ألف زهرة". يريد فالدمير، وهو أحد القلائل الذين يزرعون الزعفران في ألمانيا، أن يبرهن على أن إنتاج هذا النوع من التوابل ليس حكراً على مناطق بعينها مثل إيران والهند ومنطقة البحر المتوسط. ولكن زراعة هذا النوع النبيل من التوابل تحتاج إلى جهود مضنية، حيث يجب فصل خيوط الزعفران عقب قطفه يدوياً من زهرته، وتستخدم هذه الخيوط فيما بعد كمحسن نكهة طبيعي، سواء للأطباق الحلوة أو الحارة.
وهناك بعض المناطق في أنحاء العالم، التي تتسبب فيها الآفات الزراعية في خفض جزء كبير من المحصول. ولدى فالدمير علم بشأن الأمراض الفطرية، التي تصيب الزعفران، إلا أنه لم يعثر حتى الآن على مثل هذه الآفات في حقوله، ولكن الأمر مختلف في الهند، حيث إن المزارعين في كشمير، المنتج الرئيسي للزعفران في المنطقة، يعانون منذ سنوات من انخفاض المحصول بشكل متزايد، حسبما أوضحت باربارا راينهولد، من جامعة بريمن، مشيرة إلى أن هناك فطر بعينه يتسبب في هذه الخسائر، حيث يؤدي إلى تعفن بصيلة الزهرة. وقالت راينهولد: "توجد هذه المشكلة بشكل خاص في مناطق شمالي الهند، وإن كان المزارعون في مناطق مثل إيطاليا وإيران يعانون منها أيضا".
ترأس باحثة الأحياء الألمانية راينهولد قسم الكائنات الدقيقة والتفاعل بين النباتات بالجامعة، كما تشارك في برنامج للتبادل العلمي بين فريقها وباحثين من "جامعة جامو" الهندية، لفهم طريقة تأثير الفطر الضار والبحث عن وسيلة مضادة. وعادة ما تعمل راينهولد وفريقها في أبحاث البكتيريا التي لها تأثيرات إيجابية على نمو نباتات الأرز. وتحاول مع فريقها العلمي معرفة هذه الآثار الإيجابية، وذلك بمساعدة المعلومات الحيوية عن البكتيريا، ودراسة تحورات هذه البكتيريا وتسلسلها الجيني، أي من خلال تقنية "فك شفرات" الجينات. وتساعد هذه التقنية في استخدام البكتيريا بشكل دقيق من أجل تعزيز نمو النباتات وتسريع وتيرته.
واستطاع الباحثون العثور على بعض سلالات البكتيريا التي يرجحون أنها تصلح لمكافحة الفطر. وهناك كثير من العوامل التي تؤثر في استخدام هذه البكتيريا، والتي تشمل: شكل المناخ وظروف التربة. غير أن التجارب الميدانية الأولى تبشر بخير، حسبما أكدت الباحثة الألمانية، التي تأمل أن يستطيع المزارعون خلال بضع سنوات رش نبات الزعفران بمسحوق من البكتيريا قبل زراعة هذه النباتات، لحمايتها من الفطر.
الزعفران لمرضى الأعصاب؟
ويؤكد شتيفان كليمنز، الذي يرأس قسم فيزيولوجيا النبات بجامعة بايرويت الألمانية، أنه لا تزال هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج للدراسة فيما يتعلق بالزعفران "حيث إن التفاصيل المتوفرة بالفعل لدى العلماء المعنيين عن الكثير من النباتات أكثر بكثير من المعلومات المتوفرة عن الزعفران.
كما أن هناك جانباً آخر يجعل دراسة نبات الزعفران مثيرة، وفقا للبروفيسور الألماني، حيث توقع أن تستخدم هذه النبتة مستقبلا في الطب، وبالتحديد لمعالجة أمراض الأعصاب "حيث إن هناك مؤشرات حصل عليها الباحثون من خلال تجارب على الحيوانات، تدل على أن هناك مواد تستخلص من الزعفران قد تؤثر في مداواة مرضى الأعصاب".
إلا أن الباحثين لم يدرسوا حتى الآن بشكل دقيق شكل هذا التأثير الإيجابي المتوقع، ومدى إمكانية استخدام هذه المواد في معالجة البشر.