في سعيهنّ لاستعادة سلطتهنّ:

الساحرات والنسويات متحدات ضد دونالد ترامب...!

الساحرات والنسويات متحدات ضد دونالد ترامب...!

-- سارة ليونز: السحر والسياسة شيئان غير منفصلين
-- بام غروسمان: يمكن أن تكوني  ساحرة ولديك هويات أخرى، وحتى ديانة أخرى
-- أصبح دونالد ترامب شخصية  يجب إيقافها، بالسحر أو عن طريق صندوق الاقتراع
-- للتدخل في سلطات الرئيس، يعتزم السحرة والنشطاء استخدام التقويم، وكذلك استخدام القمر الأزرق
-- منذ السبعينات، نمت أهمية عالم الساحرات، ويجد اليوم عصرًا ذهبيًا جديدًا على الشبكات الاجتماعية

 
 «الساحرات والنسويات تربطهن الحاجة للتغيير. كلاهما يمثل القوة والسلطة”، تقول جيكسا، الساحرة الخضراء والمؤسسة المشاركة لـ ـ إنفينيتي كوفين، وهو تجمّع لساحرات. ومع اللاتي تصنفهن على أنهن شقيقاتهن، تنظمن حدثًا يسمى” فلوش ترامب”، (بمعنى “سحب السيفون” و “الغسل بماء دافق»).
   من المقرر إجراؤها في الثاني من نوفمبر، عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستكون هذه الطقوس “روحية ورمزية، على قطعة من ورق التواليت سنكتب اسم ترامب وشيء واحد على الأقل نريد رؤيته يرحل معه. إن غمر شيء ما في الماء هو شكل قوي من أشكال البرهنة، مقترن بقوة النية وكلمات قوية؛ ستحصل حينها على سحر حقيقي للغاية”، تقول جيكسا بحماس.

   لكن هذه الاحتفالية، في شكل طقوس، هي أيضًا انجاز فني وروحي، وهي مرتبطة بالأحداث الأولى لحركة ويتش، وهي اختصار لمؤامرة الإرهاب الدولي للمرأة من الجحيم، ولدت عام 1968 في نيويورك. ترقص ناشطات يرتدين زي الساحرات وترددن الأغاني البربرية التقليدية أمام بورصة وول ستريت.

 منذ السبعينات، نمت أهمية مجتمع الساحرات في الولايات المتحدة، ويجد اليوم عصرًا ذهبيًا جديدًا على الشبكات الاجتماعية.
  منذ عام 2016، أصبحت الساحرات ناشطات. وترحب بام غروسمان، ساحرة، ومؤلفة ومبدعة بودكاست الموجة الساحرة، بهذا التغيير: “تستخدم فئات جديدة من الناس كلمة “ساحرة” لوصف أنفسهن كنسويات، كمتمردات، كأشخاص يردن استخدام سلطتهن لمحاربة الأبوية، البيضاء، والوضع غير المتجانس الراهن. وأنا أستخدم كلمة ساحرة بهذا المعنى أيضًا “. مثقلة بتاريح من العنف القائم على كره للنساء، تردّ الساحرة الحديثة الفعل وتعتزم القيام بالثورة.

رمز لتضامن نسائي ونضال
     «أرى السحر والسياسة على أنهما شيئان غير منفصلين. في مجتمعنا، السياسة هي الوصول إلى السلطة، والسحر هو وسيلة للتفاعل مع السلطة”، تقول سارة ليونز، الساحرة ومؤلفة كتاب “السحر الثوري، دليل للنشاط السحري”، فبالنسبة لهذه النيويوركية، السلطة هي أساس كل شيء، ويمكن اكتسابها من خلال ممارسة السحر.
   لكن كيف يمكن تعريف السحر كما يُمارس اليوم في الولايات المتحدة؟ عدد الاتباع حاليًا بعدد التعريفات. ووفقًا للتقديرات، في الولايات المتحدة، الأشخاص الذين يزعمون أنهم وثنيون أو ويكا (أو كليهما) يتراوح عددهم بين مليون و1.5 مليون، أو ما يقرب من 0.4 بالمائة من السكان.

   تميّز أنجول، وهي ساحرة معروفة على إنستغرام بنصائحها وميماتها، بين عبادة الويكا والعبادة الوثنية: “الوثنية هي في الغالب دين، يقوم على ممارسات تعدد الآلهة وآلهة مستمدة من الحضارات القديمة. ورغم أن السحر الويكا يستخدم الآلهة وعناصر معينة من هذه الحضارات القديمة، إلا أنه ليس ديناً “. وتضيف بام غروسمان: “يمكن أن تكوني ساحرة ولديك هوياّت أخرى، وحتى ديانة أخرى».

   غالبًا ما يؤسس الأشخاص، الذين يشيرون إلى أنفسهم على أنهم سحرة وساحرات، ممارستهم على القراءة، ويشكلون روحانياتهم وفقًا للقاءاتهم الأدبية. “عثرت على الرف الخفي للمكتبة عندما كان عمري 14 عامًا”، تقول بام غروسمان، مما عزز المعتقدات السحرية التي ظهرت في طفولتها. كبرت، ثم قدمت نفسها على أنها ساحرة وثنية، وأصبحت الآن جزءً من مجموعة، نوعًا من تجمع لساحرات صديقات، تلتقي بهن وتتبادل معهن.    وإذا أخذت بام غروسمان، البيضاء، وثنيتها من الطقوس الموروثة من أوروبا، فإن السحرة الآخرين يخلطون السحر كما تمزج الثقافات. سهالي باوتيستا كارولينا، مبتكرة صيدلية أم القمر، وهي بروجا. تعلمت الطب العشبي (الذي يقوم على العلاج بالنباتات) عن ساحرة مميزة من بروكلين، كما أنها تتعهد سحرها بفضل أصولها الدومينيكية: “لطالما كانت لدى والدتي نصائح للشفاء، من خلال شاي الأعشاب أو النباتات، لكنها لم تعبر عن هذه المعرفة علميّا أبدًا».

   عبر التكوين، أرادت سهالي باوتيستا كارولينا، فهم هذه الديناميكية، تلك الروابط بين النفس والألم الجسدي. ثم تعلمت كيف تشفى من خلال قوة النباتات والروحانية. وهي تتبنى الآن لقب المعالجة والساحرة، الذي لا يزال مستهجنًا في الثقافة الغربية، ولكنه علامة حقيقية للحكمة في جمهورية الدومينيكان.

لعن دونالد ترامب
   «بدون الإنترنت، كيف سيتمكن الكثير من الناس من إنشاء مجموعات مساعدة سحرية أو تنظيم اللعن جماعيا ضد المغتصبين والعنصريين والسياسيين الفاسدين؟”، تقول كريستين جيه سولي، الأستاذة ومؤلفة كتاب “الساحرات والفاسقات والنسويات: استحضار الجنس الإيجابي”. لذلك، فإن التنظّم حول ممارسات غامضة معينة هو وسيلة لجمع الناس معًا حول نفس القيم، ومع عدو مشترك، الرئيس ترامب على وجه الخصوص.
   في كتابها السالف الذكر، تقتبس سارة ليونز من ناعومي كلاين، المؤلفة الكندية لكتاب “قول لا لا يكفي”: “ترامب لا يمثل القطيعة على الإطلاق، بل هو نتيجة -نقطة نهاية منطقية -للقصص الكبيرة والخطيرة التي تعلّمنا اياها ثقافتنا منذ فترة طويلة. ان هذا الجشع جيد، وان القيادة للسوق. وان المال اهمّ ما في الحياة “. بعد صدمة انتخابه، كان هناك مجال للتساؤل والمراجعة بالنسبة لملايين الأشخاص الذين لم يصوتوا لصالحه: أصبح دونالد ترامب شخصية يجب إيقافها، بالسحر أو عن طريق صندوق الاقتراع.

   بمناسبة عيد الهالوين، قبل أيام قليلة من الانتخابات الأمريكية، يتم تنظيم العديد من الفعاليات من قبل الساحرات من جميع أنحاء البلاد في محاولة للتأثير على مسار الانتخابات. وتختلط الأغاني والرقصات بالتعاويذ في دخان أوراق الميرمية أو بالو سانتو.
   خلال هذا الأسبوع المزدحم، وهو أحد أهم أيام السنة في التقويم الوثني، سيكون الحجاب بين عالم الموتى وعالم الأحياء رقيق جدا، مما يسمح بحركة الأرواح. “لديه كمّ من الأرواح الساخطة تلاحقه”، تعلق إحدى الساحرات على صفحة تظاهرة “فلوش ترامب”، “أكثر من 220 الفا”، في إشارة إلى عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 في البلاد.

   وللتدخل في سلطات الرئيس، تعتزم الساحرات والناشطات استخدام التقويم، وكذلك استخدام القمر الأزرق. هكذا يتم تحديد البدر الثاني من الشهر، والذي ظهر في 31 أكتوبر، وهي ظاهرة نادرة. لكن هل سبق ان فعلن ذلك؟ كريستين جيه سولي تقول مازحة: “منذ أن ثبتت إصابــــــــة دونالد ترامب بفيروس كوفيد-19 خلال أول قمر مكتمل في أكتوبـــــــر، قرأنا الكثير من التعليقات عبر الإنترنت، نصف مازحة، ونصف جادة، مؤكـــــدة أن الســـــــحرة كانــــــوا بالفعــــــــل مســــؤولين عن مرضه «.
   منذ انتخابه ثم وصوله إلى السلطة في يناير 2017، تم تنظيم مقاومة ضد الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، في البداية على شكل مظاهرات كلاسيكية، مثل المسيرة النسائية. وفضّل البعض أساليب أقل تقليدية، مثل لعن الرئيس وإلقاء التعويذات عليه، مثل ما يفعله أعضاء مجموعات فيسبوك بيند ترامب، والساحرات ضد ترامب، بانتظام، أو المغنية لانا ديل ري.

   منذ فترة طويلة، اعتنقت الساحرات قضية تحرير النساء وأجسادهن وحياتهن الجنسية، ولكن أيضًا حقيقة “التوافق مع جميع مكونات الدرجة الثانية، والالتزام بحماية الآخرين، والنضال من أجل العدالة”، تضيف بام غروسمان.
 أكثر من مجموعة من النساء يرقصن ويغنين تحت البدر، تندمج شخصية الساحرة في شخصية المحاربة الباحثة عن العدالة، مثل ليليث أو سيرسي أو حتى ويلو.
   وفي مواجهة الرجل الذي لا يعاملهن على قدم المساواة، وينتهكهن ويتنمر عليهن، تسعى النسويات والساحرات إلى استعادة سلطتهن، ولا سيما سلطة أجسادهن.
 مع التنديد المعلن أكثر، من أي وقت مضى، بالاعتداءات الجنسية والعنف الجنسي، وكذلك الكفاح من أجل حماية الحق في الإجهاض... إن المعركة شرسة.

استيلاء ثقافي أم تقاطع؟
   ولكن، مثل أي شيء تم إنشاؤه في الولايات المتحدة، فإن السوق لا يتاخر طويلاً للمشاركة. يتم تحذير المجموعات المختلفة بانتظام من مخاطر السحر المربح. غالبًا ما يتم ادانة سيفورا (بمجموعتها الخاصة بالسحرة المبتدئين) أو تجار الملابس في المناطق الحضرية، لتخصيصها الرموز واستخدامات السحر لأغراض تجارية.
   تحذر الساحرات والمعالجات المهرة المجندين الجدد، خاصة أولئك الذين يأتون عبر تيك توك أو انستغرام: لا يكفي شراء بعض البلورات لجعل حياتك أفضل ... وخصوصا، يجب احترام معتقدات وثقافات بعضكم البعض.
   «عندما تستعير صغار الساحرات البيض ممارسات من الشتات الأفريقي أو الأمريكيين الأصليين، فغالبًا لا يؤتمنّ، ويمكن أن يكون فعلهن اخرق واستغلالا.

لا يجب أن نسرق، ولكن نمنح الائتمان والمال عندما نستطيع ذلك”، تقول بام غروسمان. وبالنسبة لسهالي باوتيستا كارولينا، فإن المعاينة أوضح: “هناك استيلاء ثقافي بنسبة 100 بالمائة”.
اشكالية تنضم إلى اشكالية النسوية الحديثة” المرتكزة أكثر من اللازم على الاحتفاء بالنساء البيض”، تختم الساحرة.