مؤتمر نواب الشعب الصيني
الصين المتعافية تطرح تحديات العام المقبل...!
-- ركز لي كه تشيانغ بشكل خاص على ثنائية الاقتصاد والبيئة
-- تايوان: مبدأ صين واحدة هو خط أحمر يجب عدم تجاوزه
-- خوض معركة شرسة لتحقيق اختراقات تكنولوجية رئيسية
-- منع ووقف تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ
-- تتخذ الولايات المتحدة من حقوق الإنسان والديمقراطية ذريعة لإثارة الاضطرابات في العالم
انتهى في الأيام الأخيرة الاجتماع العادي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في بكين. وقد تم عقده في بداية شهر مارس، كما هو الحال دائمًا منذ عهد ماو تسي تونغ، باستثناء العام الماضي، حيث اجتمعت هذه الهيئة التداولية العليا بشكل استثنائي في شهر مايو إذ كان لا بد من تخطي فترة المكافحة المكثفة ضد جائحة كورونا. وهذا العام، على العكس من ذلك، أراد القادة الصينيون إظهار أن مؤسسات النظام قد استعادت أسلوب عملها التقليدي.
ومع ذلك، هناك بعض التعديلات: أولاً، كان على أعضاء هذا المجلس، البالغ عددهم 2896، المنتخبين من داخل السلطات المحلية والإقليمية للحزب الشيوعي، الوصول إلى بكين والبقاء في حجر صارم في غرفة الفندق قبل أسبوعين من 5 مارس، تاريخ البدء. ثم، أثناء سير العمل، وضع جميع المشاركين الكمامة.
اجتمع النواب وزعماء الحزب و200 عضو من اللجنة المركزية الجالسة على المنصة في الجلسات الكاملة لقصر الشعب الفسيح، الى جانب المشاركة في اجتماعات اللجان المختلفة. تناول بعضها مواضيع اقتصادية مثل مكافحة الفقر أو آفاق التجارة الخارجية، وتعلق البعض الآخر بإحدى مقاطعات الصين الأربع والثلاثين حيث يسمح لنوابها بمقابلة رؤساء الوزارات.
فهذه الدورات السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب، هي فرصة للمسؤولين المحليين ليتم إعلامهم بشكل خاص بالنصوص التي أعدتها الإدارة والحزب، والتي سيتعين عليهم تنفيذها بمجرد عودتهم إلى مقاطعتهم.
الرضا عن النفس
مثل كل عام، بدأت الجلسة بتقرير عن نشاط الحكومة. خطاب بثمانين دقيقة في 5 مارس، حدد خلالها رئيس الوزراء لي كه تشيانغ هدفا لعام 2021 “زيادة معدل النمو بأكثر من 6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي”. بالنسبة لعام 2020، لم يتم إعطاء أي رقم بسبب الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا، ولم يتجاوز النمو 2 فاصل 3 بالمائة. عام 2021، توقع العديد من المراقبين الأجانب أن يحقق الانتعاش الاقتصادي في الصين نسبة 8 بالمائة، ومع ذلك فضل القادة الصينيون الحذر والتنصيص على 6 بالمائة، وهذا لن يمنع البلد من تحقيق المزيد.
من جهة أخرى، تضمن التقرير الذي قدمه لي كه تشيانغ قسما عن “تقييم العمل المنجز” عام 2020: “تم الحفاظ على الانسجام والاستقرار في المجتمع”، قال بارتياح، موضحا بخصوص كوفيد-19: “لقد قمنا بتحسين قدرتنا على إجراء اختبارات الفحص الشامل، وتم تأمين التكاليف الطبية لمرضى كوفيد-19 بالكامل من قبل الدولة».
ثم تحدث رئيس الوزراء عن دعم الدولة لاقتصاد الصين العام الماضي، وكشف أنه تم منح إعفاءات ضريبية بأكثر من 2.6 تريليون يوان (336 مليار يورو)، نصفها تقريبا يتعلق بإعفاءات من مساهمات أصحاب العمل.
وشدد لي كه تشيانغ على كل ما كان ناجحًا خلال فترة الوباء، وقد أشار في هذا السياق، الى تعميم التعليم عبر الإنترنت، وفي الخريف، عندما أعيد فتح المدارس، شارك أكثر من 10 ملايين طالب ثانوي في شهادة البكالوريا. نقطة أخرى في هذا التقرير: تم ضمان السداد الكامل لمعاشات التقاعد طوال عام 2020.
كل هذا قاد لي كه تشيانغ إلى تهنئة النظام السياسي الصيني: “النجاحات التي حققناها العام الماضي، نحن مدينون لها للقيادة الحازمة للجنة المركزية للحزب الملتفة حول الرفيق شي جين بينغ، وانوار فكره حول الاشتراكية على الطريقة الصينية “...”، والجهود المشتركة للحزب والجيش والشعب الصيني. «
هدف 2021
تناول رئيس مجلس الوزراء الصيني أيضا “المهام ذات الأولوية لعام 2021”، وتمثلت وفق مبدأ “المضي قدمًا بخطوات واثقة”، في “تعزيز الاقتصاد العام وتنميته بلا هوادة، مع تشجيع ودعم وتوجيه تنمية الاقتصاد غير العام بكل ثبات».
وعدّد سلسلة مفصلة للغاية من المجالات التي تنوي الدولة التصرف فيها. بعض القرارات تخص العام الحالي، والبعض الآخر يتنزّل في إطار الخطة الخمسية التي انطلقت مؤخرا.
وهكذا، فإن الميزانية المخصصة للبحث والتطوير ستزيد بأكثر من 7 بالمائة سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة: “يجب أن نخوض معركة شرسة لتحقيق اختراقات في التقنيات والتكنولوجيات الرئيسية”، يؤكد لي كه تشيانغ، الذي يريد بوضوح تدارك التخلف الصيني في هذا المجال. وتم الإعلان عن إجراءات أخرى مستهدفة، مثل “رفع معدل التحضر للسكان إلى 65 بالمائة”، أو إطلاق 53 ألف مشروع ترميم في أحياء حضرية متداعية، بينما “سيتم تعزيز القدرة على جمع المياه المستعملة المنزلية من التجمعات الحضرية، وإدارة المياه المستعملة من المجمعات الصناعية».
ويصر لي كه تشيانغ بشكل خاص على تحسين المحيط والبيئة، بهذه المفردات: “يجب علينا تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة بعمق، وتثمين النتائج التي تم التوصل اليها في حملة “السماء الزرقاء والمياه الصافية والأرض النظيفة”، وتعزيز الانتقال إلى أنماط الحياة والإنتاج البيئية».
تصلب المواقف الصينية
لم يقل لي كه تشيانغ كلمة واحدة عن شينجيانغ، المقاطعة الصينية، حيث يدين الرأي العام الدولي القمع الذي يعاني منه السكان الأويغور المسلمون، وصل حدّ تحدّث البعض عن “إبادة جماعية”. علاوة على ذلك، وفيما يتعلق بهونغ كونغ، اكتفى خطاب رئيس الوزراء ببضع جمل ليقول: “سنمنع ونوقف بشدة تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ”، ثم “سنضمن بقاء هونغ كونغ مزدهرة، ومستقرة على المدى الطويل».
لكن خلال جلسة المؤتمر الوطني لنواب الشعب، تم بالإجماع، وامتناع نائب واحد، اعتماد نص يمنح الحكومة الصينية إمكانية استخدام حق النقض ضد أي مرشح مؤيد للديمقراطية يرغب في المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي (ليغو)، برلمان هونغ كونغ. ولن يتمكن مستقبلا أي شخص من الترشح دون موافقة لجنة انتخابية تسيطر عليها بكين. وتم تقديم هذا الإصلاح على أنه يهدف إلى “تحسين النظام الانتخابي في هونغ كونغ».
وسيظهر تشدد المواقف الصينية في العديد من الموضوعات بشكل خاص يوم 7 مارس، في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية وانغ يي. فردا على سؤال حول رغبة تايوان المحتملة في الاستقلال، اعتبر الوزير أن “هذه مسألة حساسة للغاية”، وأن “مبدأ صين واحدة هو خط أحمر يجب عدم تجاوزه».
ثم تخلى عن اللغة الدبلوماسية عندما اعتبر أن الولايات المتحدة “تتخذ من حقوق الإنسان والديمقراطية ذريعة لإثارة الاضطرابات في العالم”، أو مرة أخرى عندما أعلن أنه “من المؤسف جدًا، مع استمرار فيروس كورونا، ينتشر “فيروس سياسي” أيضًا في الولايات المتحدة ويغتنم كل فرصة لمهاجمة الصين والافتراء عليها «.
واضعا القوة الصينية على قدم المساواة مع القوة الأمريكية، جاء في تحليل وانغ يي، أنه “ليس مستغربا أن تكون هناك منافسة بين الصين والولايات المتحدة، لأن مصالحهما متشابكة، ولكن يجب على الطرفين إجراء منافسة سليمة وشريفة على أساس الحياد والإنصاف”. ومع ذلك، أعلـــن وانــــــغ يـي أن “الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحــــدة لإعـــــادة العلاقات الثنائية إلى مســـــارها الصحيح».
في المقابل، يعتقد الوزير، أن الصين وأوروبا “تشتركان في مصالح مشتركة واسعة، وأن التعاون المربح للجانبين هو المحور الرئيسي لعلاقتهما”. وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي للمرة الأولى العام الماضي.
وأكد الوزير اهمية معاهدة الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي الموقعة في ديسمبر.
ولكن بشكل عام، شدد وانغ يي بحزم على تفوق الشيوعية في الصين، مؤكدا أن “زعامة الحزب الشيوعي الصيني هي أعظم ميزة سياسية للدبلوماسية الصينية. “...”وان السعي لتحقيق التنمية السلمية “....”وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، هي أحكام في دستور جمهورية الصين الشعبية، وهي أيضًا هدف الدبلوماسية الصينية».
تركيز على سلامة الاقتصاد
وكما تملي التقاليد، انتهى عمل الجمعية الصينية بالمؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء. ولتجنب أي خطر للإصابة بـ كوفيد-19، انتظم هذا العام في قاعة ظهر فيها لي كه تشيانغ على شاشة كبيرة.
تمكن أحد عشر صحفياً من استجوابه، وكانت الدائرة الصحفية للجمعية قد اتصلت بهم قبل أيام قليلة لتقترح عليهم طرح سؤال وتحديد أي منهم. وهكذا، توجّه رئيس الوزراء إلى توضيح أنه بفضل “الانتعاش الاقتصادي المطرد الذي يعزز النمو الصحي”، تهدف الصين إلى خلق 11 مليون وظيفة حضرية جديدة عام 2021.
وأكد أن بلاده قدمت الدعم لبعثة منظمة الصحة العالمية التي جاءت إلى ووهان للبحث عن أصل الفيروس، مبيّنا أن “الجانب الصيني تصرف بطريقة تستند إلى الحقائق، وبنهج منفتح وشفاف وتعاوني”، مجيبًا بذلك على الذين يعتقدون أنه تم إخفاء عناصر عن البعثة.
ثم تناول لي كه تشيانغ، بعبارات عمومية جدا، قضية العلاقات الصينية الأمريكية، معتبرا أنه “حتميّ أن تكون هناك خلافات وحتى اختلافات كبيرة بين البلدين”، لكنه دعا إلى “تعاون مربح للجانبين”، و “عدم التدخل في الشؤون الداخلية” لكل منهما، و “العمل على تطوير علاقات صحية».
في هذا العام 2021، والصين الدولة العظمى الوحيدة في العالم التي عادت إلى النمو الاقتصادي، لقادة البلاد مشروع مهم للإنجاز: الاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي في أغسطس المقبل.
إن “العمل بلا كلل لجعل الصين دولة اشتراكية حديثة عظيمة، جميلة، مزدهرة، قوية، “....”ومتحضرة للغاية، ولتحقيق حلمنا بالتجديد العظيم للأمة الصينية!»، كان هذا ختام خطاب لي كه تشيانغ في 5 مارس أمام المجلس الشعبي الوطني. وتتوافق هذه الجملة الطويلة مع الروح التي تعتقد السلطات الصينية أنها قادرة على نشرها بين السكان الصينيين.
-- تايوان: مبدأ صين واحدة هو خط أحمر يجب عدم تجاوزه
-- خوض معركة شرسة لتحقيق اختراقات تكنولوجية رئيسية
-- منع ووقف تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ
-- تتخذ الولايات المتحدة من حقوق الإنسان والديمقراطية ذريعة لإثارة الاضطرابات في العالم
انتهى في الأيام الأخيرة الاجتماع العادي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في بكين. وقد تم عقده في بداية شهر مارس، كما هو الحال دائمًا منذ عهد ماو تسي تونغ، باستثناء العام الماضي، حيث اجتمعت هذه الهيئة التداولية العليا بشكل استثنائي في شهر مايو إذ كان لا بد من تخطي فترة المكافحة المكثفة ضد جائحة كورونا. وهذا العام، على العكس من ذلك، أراد القادة الصينيون إظهار أن مؤسسات النظام قد استعادت أسلوب عملها التقليدي.
ومع ذلك، هناك بعض التعديلات: أولاً، كان على أعضاء هذا المجلس، البالغ عددهم 2896، المنتخبين من داخل السلطات المحلية والإقليمية للحزب الشيوعي، الوصول إلى بكين والبقاء في حجر صارم في غرفة الفندق قبل أسبوعين من 5 مارس، تاريخ البدء. ثم، أثناء سير العمل، وضع جميع المشاركين الكمامة.
اجتمع النواب وزعماء الحزب و200 عضو من اللجنة المركزية الجالسة على المنصة في الجلسات الكاملة لقصر الشعب الفسيح، الى جانب المشاركة في اجتماعات اللجان المختلفة. تناول بعضها مواضيع اقتصادية مثل مكافحة الفقر أو آفاق التجارة الخارجية، وتعلق البعض الآخر بإحدى مقاطعات الصين الأربع والثلاثين حيث يسمح لنوابها بمقابلة رؤساء الوزارات.
فهذه الدورات السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب، هي فرصة للمسؤولين المحليين ليتم إعلامهم بشكل خاص بالنصوص التي أعدتها الإدارة والحزب، والتي سيتعين عليهم تنفيذها بمجرد عودتهم إلى مقاطعتهم.
الرضا عن النفس
مثل كل عام، بدأت الجلسة بتقرير عن نشاط الحكومة. خطاب بثمانين دقيقة في 5 مارس، حدد خلالها رئيس الوزراء لي كه تشيانغ هدفا لعام 2021 “زيادة معدل النمو بأكثر من 6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي”. بالنسبة لعام 2020، لم يتم إعطاء أي رقم بسبب الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا، ولم يتجاوز النمو 2 فاصل 3 بالمائة. عام 2021، توقع العديد من المراقبين الأجانب أن يحقق الانتعاش الاقتصادي في الصين نسبة 8 بالمائة، ومع ذلك فضل القادة الصينيون الحذر والتنصيص على 6 بالمائة، وهذا لن يمنع البلد من تحقيق المزيد.
من جهة أخرى، تضمن التقرير الذي قدمه لي كه تشيانغ قسما عن “تقييم العمل المنجز” عام 2020: “تم الحفاظ على الانسجام والاستقرار في المجتمع”، قال بارتياح، موضحا بخصوص كوفيد-19: “لقد قمنا بتحسين قدرتنا على إجراء اختبارات الفحص الشامل، وتم تأمين التكاليف الطبية لمرضى كوفيد-19 بالكامل من قبل الدولة».
ثم تحدث رئيس الوزراء عن دعم الدولة لاقتصاد الصين العام الماضي، وكشف أنه تم منح إعفاءات ضريبية بأكثر من 2.6 تريليون يوان (336 مليار يورو)، نصفها تقريبا يتعلق بإعفاءات من مساهمات أصحاب العمل.
وشدد لي كه تشيانغ على كل ما كان ناجحًا خلال فترة الوباء، وقد أشار في هذا السياق، الى تعميم التعليم عبر الإنترنت، وفي الخريف، عندما أعيد فتح المدارس، شارك أكثر من 10 ملايين طالب ثانوي في شهادة البكالوريا. نقطة أخرى في هذا التقرير: تم ضمان السداد الكامل لمعاشات التقاعد طوال عام 2020.
كل هذا قاد لي كه تشيانغ إلى تهنئة النظام السياسي الصيني: “النجاحات التي حققناها العام الماضي، نحن مدينون لها للقيادة الحازمة للجنة المركزية للحزب الملتفة حول الرفيق شي جين بينغ، وانوار فكره حول الاشتراكية على الطريقة الصينية “...”، والجهود المشتركة للحزب والجيش والشعب الصيني. «
هدف 2021
تناول رئيس مجلس الوزراء الصيني أيضا “المهام ذات الأولوية لعام 2021”، وتمثلت وفق مبدأ “المضي قدمًا بخطوات واثقة”، في “تعزيز الاقتصاد العام وتنميته بلا هوادة، مع تشجيع ودعم وتوجيه تنمية الاقتصاد غير العام بكل ثبات».
وعدّد سلسلة مفصلة للغاية من المجالات التي تنوي الدولة التصرف فيها. بعض القرارات تخص العام الحالي، والبعض الآخر يتنزّل في إطار الخطة الخمسية التي انطلقت مؤخرا.
وهكذا، فإن الميزانية المخصصة للبحث والتطوير ستزيد بأكثر من 7 بالمائة سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة: “يجب أن نخوض معركة شرسة لتحقيق اختراقات في التقنيات والتكنولوجيات الرئيسية”، يؤكد لي كه تشيانغ، الذي يريد بوضوح تدارك التخلف الصيني في هذا المجال. وتم الإعلان عن إجراءات أخرى مستهدفة، مثل “رفع معدل التحضر للسكان إلى 65 بالمائة”، أو إطلاق 53 ألف مشروع ترميم في أحياء حضرية متداعية، بينما “سيتم تعزيز القدرة على جمع المياه المستعملة المنزلية من التجمعات الحضرية، وإدارة المياه المستعملة من المجمعات الصناعية».
ويصر لي كه تشيانغ بشكل خاص على تحسين المحيط والبيئة، بهذه المفردات: “يجب علينا تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة بعمق، وتثمين النتائج التي تم التوصل اليها في حملة “السماء الزرقاء والمياه الصافية والأرض النظيفة”، وتعزيز الانتقال إلى أنماط الحياة والإنتاج البيئية».
تصلب المواقف الصينية
لم يقل لي كه تشيانغ كلمة واحدة عن شينجيانغ، المقاطعة الصينية، حيث يدين الرأي العام الدولي القمع الذي يعاني منه السكان الأويغور المسلمون، وصل حدّ تحدّث البعض عن “إبادة جماعية”. علاوة على ذلك، وفيما يتعلق بهونغ كونغ، اكتفى خطاب رئيس الوزراء ببضع جمل ليقول: “سنمنع ونوقف بشدة تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ”، ثم “سنضمن بقاء هونغ كونغ مزدهرة، ومستقرة على المدى الطويل».
لكن خلال جلسة المؤتمر الوطني لنواب الشعب، تم بالإجماع، وامتناع نائب واحد، اعتماد نص يمنح الحكومة الصينية إمكانية استخدام حق النقض ضد أي مرشح مؤيد للديمقراطية يرغب في المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي (ليغو)، برلمان هونغ كونغ. ولن يتمكن مستقبلا أي شخص من الترشح دون موافقة لجنة انتخابية تسيطر عليها بكين. وتم تقديم هذا الإصلاح على أنه يهدف إلى “تحسين النظام الانتخابي في هونغ كونغ».
وسيظهر تشدد المواقف الصينية في العديد من الموضوعات بشكل خاص يوم 7 مارس، في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية وانغ يي. فردا على سؤال حول رغبة تايوان المحتملة في الاستقلال، اعتبر الوزير أن “هذه مسألة حساسة للغاية”، وأن “مبدأ صين واحدة هو خط أحمر يجب عدم تجاوزه».
ثم تخلى عن اللغة الدبلوماسية عندما اعتبر أن الولايات المتحدة “تتخذ من حقوق الإنسان والديمقراطية ذريعة لإثارة الاضطرابات في العالم”، أو مرة أخرى عندما أعلن أنه “من المؤسف جدًا، مع استمرار فيروس كورونا، ينتشر “فيروس سياسي” أيضًا في الولايات المتحدة ويغتنم كل فرصة لمهاجمة الصين والافتراء عليها «.
واضعا القوة الصينية على قدم المساواة مع القوة الأمريكية، جاء في تحليل وانغ يي، أنه “ليس مستغربا أن تكون هناك منافسة بين الصين والولايات المتحدة، لأن مصالحهما متشابكة، ولكن يجب على الطرفين إجراء منافسة سليمة وشريفة على أساس الحياد والإنصاف”. ومع ذلك، أعلـــن وانــــــغ يـي أن “الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحــــدة لإعـــــادة العلاقات الثنائية إلى مســـــارها الصحيح».
في المقابل، يعتقد الوزير، أن الصين وأوروبا “تشتركان في مصالح مشتركة واسعة، وأن التعاون المربح للجانبين هو المحور الرئيسي لعلاقتهما”. وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي للمرة الأولى العام الماضي.
وأكد الوزير اهمية معاهدة الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي الموقعة في ديسمبر.
ولكن بشكل عام، شدد وانغ يي بحزم على تفوق الشيوعية في الصين، مؤكدا أن “زعامة الحزب الشيوعي الصيني هي أعظم ميزة سياسية للدبلوماسية الصينية. “...”وان السعي لتحقيق التنمية السلمية “....”وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، هي أحكام في دستور جمهورية الصين الشعبية، وهي أيضًا هدف الدبلوماسية الصينية».
تركيز على سلامة الاقتصاد
وكما تملي التقاليد، انتهى عمل الجمعية الصينية بالمؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء. ولتجنب أي خطر للإصابة بـ كوفيد-19، انتظم هذا العام في قاعة ظهر فيها لي كه تشيانغ على شاشة كبيرة.
تمكن أحد عشر صحفياً من استجوابه، وكانت الدائرة الصحفية للجمعية قد اتصلت بهم قبل أيام قليلة لتقترح عليهم طرح سؤال وتحديد أي منهم. وهكذا، توجّه رئيس الوزراء إلى توضيح أنه بفضل “الانتعاش الاقتصادي المطرد الذي يعزز النمو الصحي”، تهدف الصين إلى خلق 11 مليون وظيفة حضرية جديدة عام 2021.
وأكد أن بلاده قدمت الدعم لبعثة منظمة الصحة العالمية التي جاءت إلى ووهان للبحث عن أصل الفيروس، مبيّنا أن “الجانب الصيني تصرف بطريقة تستند إلى الحقائق، وبنهج منفتح وشفاف وتعاوني”، مجيبًا بذلك على الذين يعتقدون أنه تم إخفاء عناصر عن البعثة.
ثم تناول لي كه تشيانغ، بعبارات عمومية جدا، قضية العلاقات الصينية الأمريكية، معتبرا أنه “حتميّ أن تكون هناك خلافات وحتى اختلافات كبيرة بين البلدين”، لكنه دعا إلى “تعاون مربح للجانبين”، و “عدم التدخل في الشؤون الداخلية” لكل منهما، و “العمل على تطوير علاقات صحية».
في هذا العام 2021، والصين الدولة العظمى الوحيدة في العالم التي عادت إلى النمو الاقتصادي، لقادة البلاد مشروع مهم للإنجاز: الاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي في أغسطس المقبل.
إن “العمل بلا كلل لجعل الصين دولة اشتراكية حديثة عظيمة، جميلة، مزدهرة، قوية، “....”ومتحضرة للغاية، ولتحقيق حلمنا بالتجديد العظيم للأمة الصينية!»، كان هذا ختام خطاب لي كه تشيانغ في 5 مارس أمام المجلس الشعبي الوطني. وتتوافق هذه الجملة الطويلة مع الروح التي تعتقد السلطات الصينية أنها قادرة على نشرها بين السكان الصينيين.