هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.. الجيش متهم بـ «غض الطرف»

العبوات الناسفة في الضفة.. إسرائيل تستذكر كابوس لبنان

العبوات الناسفة في الضفة.. إسرائيل تستذكر كابوس لبنان

وصف موقع “يسرائيل ديفينس” الهجوم الذي استهدف جنود الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، بـ”الحدث غير العادي”، الذي يطرح أسئلة عديدة حول العبوات التي استخدمها المسلحون الفلسطينيون في استهداف القوات الإسرائيلية.
وأوضح الموقع في تحليل نشره أمس الأول الأربعاء، أن نوع القنبلة التي استخدمت لا يُرى كل يوم في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنه لم يُكشف بعد عما إذا كان دفنها تم عشوائياً في المكان الذي تمر منه الدوريات الإسرائيلية، أم كان الأمر كميناً. ورجّح الموقع أن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) لم يكونا على علم بما يجري في تلك الساحة.
 
واعتبر الموقع أن الشحنة “غير العادية” تذكّر بالسنوات التي تواجد فيها الجيش الإسرائيلي في لبنان، حيث كانت المتفجرات والعبوات الناسفة جزءاً من الروتين اليومي، وتسببت في قتل وجرح المئات من الجنود الإسرائيليين طوال سنوات التواجد في لبنان بين 1978 و 2000. 
وتساءل يسرائيل ديفينس عن المواصفات الفنية للعبوة الناسفة، والجهة التي أتت منها، ما بين ميليشيا حزب الله” اللبنانية وإيران وغيرهما، أم أن العبوة تم تصنيعها في الداخل بواسطة خبير متفجرات محلي. وتابع “إذا كان خبير متفجرات محلي هو الذي قام بتجميع العبوة وزرعها لإحداث التأثير المطلوب، أين تعلم؟ على يوتيوب؟ تدرب في الخارج؟ وهل تمكن من نقل المعرفة للآخرين؟ وهل هناك حالياً عدد من الخبراء يتجولون في جنين أو الضفة الغربية تحت أنظار الشاباك؟».
 
وأضاف أنه على الموساد أن يتجه إلى التحقيق بشأن المعلومات الواردة إلى جنين من الخارج، سواء كانت من حزب الله أو إيران أو آخرين، بهدف دحض أو إثبات تلك التكهنات، مشيراً إلى الحادث الذي وقع عند مفترق مجيدو بالقرب من الحدود اللبنانية في مارس -آذار السابق، حيث تسلل عنصر من حزب الله ووضع عبوة ناسفة، متسائلاً: “هل الأحداث مرتبطة ببعضها؟ وهل هو نفس الطرف الخارجي الذي يحاول نقل معلومات العبوات الناسفة إلى إسرائيل؟”، مستطرداً “هذا سؤال مفتوح».
 
ورجح الموقع أن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع حادثة القنبلة على أنها “شذوذ إحصائي” وليس تغييراً في استراتيجية الضفة الغربية. ولفت الموقع إلى أن مطالب وسائل الإعلام وبعض الوزراء بشن عملية كبرى لا تقبلها القوات الإسرائيلية أو الحكومة في هذه المرحلة، ربما بسبب اعتبارات التعامل مع الأمريكيين الذين يجرون مفاوضات لاتفاقيات مع الإيرانيين.  وختم الموقع بالتساؤل: “متى يتضح البعد الاستخباراتي للهجوم بالعبوات في جنين؟
 
تعزيزات
دفـــــع الجيش الإسرائيلي يوم  أمس الأول الأربعاء بتعزيزات عسكرية إضافية إلى الضفة الغربيـــــة بعــــد عمليـــــة إطـــــلاق النــــــار في مســـــتوطنة عيـلي.
وتهدف هذه التعزيزات بحسب وسائل إعلام إسرائيلية إلى تنفيذ عمليات اقتحام في جنين ونابلس وزيادة الحواجز الأمنية، وسط مخاوفَ من شن هجوم إسرائيلي واسع النطاق على غرار ما حدث عام 2002.
وتثار التساؤلات حول ما إذا كان المشهد في الضفة الغربية سائرا نحو التصعيد، خاصة مع ارتفاع حدة هجمات المستوطنين على الممتلكات الفلسطينية وخطط حكومة نتنياهو لتسهيل وتوسيع الاستيطان.
 
يرى مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية أحمد رفيق عوض أن رواية الجيش الإسرائيلي بشأن رفضه لاعتداءات المستوطنين “غير قابلة للتصديق، لا سيما أن قرابة 400 مستوطن هاجموا ممتلكات الفلسطينيين في وضح النهار ببلدة ترمسعيا».
وتابع في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “المستوطنين الذين شنوا الهجوم كانوا منظمين ومسلحين، بينما كان الجيش يراقــــــب ولــــــم يعتقــــل أحدا من أجل تفريقهم، ثم إن حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو نفســـــها فيها وزيـران مستوطنان».
وأشار عوض إلى وجود “نهج إسرائيلي لا يرى وجودا للفلسطينيين على الإطلاق، من دون النظر إليهم بمثابة شعب، أما التسوية السلمية فأداروا ظهورهم لها وهم من قتلوها».
 
واتهم الباحث إسرائيل بـ”الإمعان في إضعاف السلطة الفلسطينية وتفكيكها ومعاقبتها وجعلها تدفع الثمن، ثم تأتي الآن وتتحدث عن ضعف السلطة».
في المقابل، أشار الباحث والكاتب السياسي إلي نيسان إلى وجهة النظر الإسرائيلية، متحدثا عن تزايد خطر “الإرهاب” وتدفق الأسلحة إلى الضفة الغربية، وتزايد الهجمات والتحريض بشكل كبير.
واتهم نيسان، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، السلطة الوطنية الفلسطينية بـ”رفع يدها وترك فراغ في الضفة الغربية”، وحين يحصل الفراغ، بحسب قوله، فإن “حركتي حماس والجهاد هما اللتان تملآنه، بإيحاء وتمويل من إيران».
ووصف نيسان ما قام به مستوطنون بـ”العربدة” التي ندد بها الجيش الإسرائيلي واعتبرها عقبة أمام التصدي لذوي “النوايا الإرهابية”، وقال إن استهداف الممتلكات من قبيل حرق المنازل والسيارات أمر غير مقبول في إسرائيل.
 
وأضاف أن “كل من يقوم بهذه الأعمال المجرمة قانونا يعرض نفسه للمساءلة”، في إشارة إلى استهداف ممتلكات الفلسطينيين.
ولدى سؤاله حول سبب عدم تدخل الجيش لردع المستوطنين، قال نيسان إن “الجيش لا يمكن أن يكون موجودا في كل مكان. الثلاثاء، مثلا، عندما بدأت أعمال العربدة في قرية الحوارة، أطلق جندي من جيش الدفاع النار على مستوطنين واليوم ها هو يحاكم».
و”بما أن إسرائيل تدار اليوم من قبل أكثر حكومة يمينية على الإطلاق، فإن نتنياهو واقع تحت تأثير المستوطنين”، وفق المتحدث.