العراق وسوريا...أبرز جبهات الإرهاب التي تتحرك في زمن كورونا
مع استغلال تنظيمات متطرفة ومجموعات إرهابية وباء كورونا لزيادة أنشطتها، نبه مسؤولون وباحثون قادة العالم إلى وجوب عدم إهمال التهديدات الأمنية العالمية. وأصدر كبار المشرعين على ضفتي الأطلسي ومسؤولو مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي تحذيرات في الآونة الأخيرة بشأن تهديد عناصر سيئة للأمن العالمي وتعزيز نفوذهم فيما تتصدى دول العالم لآثار الوباء. ولفتت لاورا كيلي، كاتبة لدى موقع “ذا هيل” الأمريكي إلى أن التحذيرات المتزايدة تأتي فيما ستعمل حكومات، ومنها الولايات المتحدة، على تحقيق توازن بين ميزانياتها للأمن القومي في ظل ضخ موارد كبيرة لإنعاش اقتصاداتها وتحسين الخدمات الصحية.
وفي ذات السياق، صرح لوكالة “رويترز” غيلس دي كيرشوف، منسق مكافحة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي بأن الأموال الضخمة التي ستنفق لمعالجة التبعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية للفيروس ستكون على حساب الأمن. ويجب ألا نسمح بأن تنتهي أزمة لتتبعها أخرى».
تعاون دولي
ويدعو مشرعون إلى زيادة التعاون الدولي حتى مع تصادم قوى في العالم، بما فيها الصدام بين الولايات المتحدة والصين، بشأن من يتحمل من الدول والمنظمات الدولية المسؤولية عن التفشي السريع للوباء وأثره الفتاك على العالم.
ولذا كتب قبل أيام، في بيان مشترك رؤساء أربع لجان خارجية من برلمانات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي: “يجب أن نقاوم الرغبة في الانكفاء إلى الداخل، وأن ندعـــــم عوض ذلك بعضنا خلال وباء كوفيد، كمـــــا فعلنـــــا في الماضي».
وحسب الكاتبة، يرصد اليوم باحثون ووكالات أمنية زيادة في جرائم الكراهية بدوافع عنصرية مدفوعة من قبل متطرفين على الانترنت. ويبدو التهديد أكثر وضوحاً في وقت تخضع فيه شعوب بأكملها لإجراءات الوقاية من الوباء، كالبقاء في المنازل، وتمضي مزيداً من الوقت على الانترنت.
وفي الوقت نفسه، تنفذ مجموعات إرهابية هجمات عنيفة..
وتجري صراعات مسلحة عبر أفريقيا والشرق الأوسط. وتستخدم تلك المجموعات كوفيد- 19 لفرض روايتها عن شرور الغرب وخطر الأجانب مع استغلالها استياء شعوب من حكومات ضعيفة تواجه صعوبات في التصدي للفيروس.
وفي السياق ذاته، تقول منى يعقوبيان، خبيرة في صراعات الشرق الأوسط وأفريقيا لدى معهد السلام الأمريكي: “نشهد تسارعاً وتعميقاً وتضخيماً لديناميات حالية، كان معظمها سيئاً للغاية. ومن الصعب جداً عزل الولايات المتحدة عن حالات عدم استقرار في مناطق بعيدة، لأننا نعيش في عالم متواصل بعمق. وسوف يتردد في الولايات المتحدة صدى أشياء تحدث في أماكن أخرى».
فرص
وحسب يعقوبيان، فيما يتعرض مقاتلو وعناصر تلك المجموعات لنفس خطر عدوى كوفيد- 19، يجدون أيضاً فرصاً في مواجهة قوات أمنية مرهقة.
وقالت: “تبدو مجموعات إرهابية متأهبة لاستغلال فرص تنجم عن اضطراب يسببه وباء عالمي. وقد فاجأنا كوفيد-19، ووفر فرصة يستغلها بعض الأطراف لتعزيز نفودهم».
ويشمل ذلك، حسب الكاتب، خطر عودة ظهور داعش في العراق وسوريا، وزيادة نفوذ ميليشيات مدعومة من إيران في العراق- وهي مجموعات تبادلت الهجمات مع القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي أفريقيا، تستغل جماعات إرهابية ضعف حكومات في القارة كي تعزز عقيدتها الإسلامية المتشددة، ولتحارب حكومات ديمقراطية أو علمانية.
وأشارت الولايات المتحدة وأطراف دولية إلى عزمها على إنهاء عمليات عسكرية رئيسية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولكن رغم ذلك اضطرت للتكيف مع جائحة كورونا، وخفضت عملياتهم.
وفي العراق، أعلن التحالف الدولي لمحاربة داعش في مارس( آذار)، أنه سيسحب بعض القوات. ومع أن التحالف كان ينفذ خططاً طويلة الأجل، كان الانسحاب أيضاً رداً على تهديد فيروس كورونا متزامناً مع تعليق التحالف تدريبات مع قوات الأمن العراقية.
أفريقيا
وتكرر الشيء نفسه في بقع ساخنة في القارة الأفريقية.
وقالت إيميلي إستيل، مديرة قسم الأبحاث في مشروع التهديدات الحرجة لدى معهد “أمريكان إنتربرايز”، إن جنود الاتحاد الأفريقي الذين يحاربون تنظيم الشباب الإرهابي في الصومال اضطروا إلى التزام الحجر الصحي في قاعدتهم لبعض الوقت، وتأخرت عمليات أوروبية لمساعدة القوات الفرنسية في مالي. وأضافت: “أرهقت القوى الأمنية بسبب الحاجة لإدارة الأزمة مع استمرار عمليات مكافحة الإرهاب”. وحذرت من أن تلك الأحداث لم تترك بعد أثراً، ولكنها تمثل جزءاً من توجه مثير للقلق.