لا يمكن لأوكرانيا أو حلفائها التعثر

العيون على باخموت.. والانتصار يتوقف على دعم أمريكا والحلفاء

العيون على باخموت.. والانتصار يتوقف على دعم أمريكا والحلفاء

يبدو أن العيون تركز على معركة باخموت والهجوم الأوكراني المضاد، طبعاً، من المهم أن تنجح أوكرانيا فيهما، لكن المعارك والحملات تكتسب معنى فقط، إذا ساهمت في تحقيق النجاحات الاستراتيجية.  
عن هذه المسألة كتب جيمس م. دوبيك في موقع  “ذا هيل” الأمريكي، أن النصر في أي حرب يذهب إلى من يحقق أهدافه الاستراتيجية، وليس بالضرورة لمن يربح معظم المعارك. وفي الحرب الروسية الأوكرانية، لم يتضح الطرف الرابح.   في كل الأحوال، تبدو المخاطر كبيرة. ونظراً للأهداف الشاملة لروسيا وأوكرانيا، فإن الحرب لن تنتهي بسرعة. شن بوتين حربه غير الشرعية وغير المبررة لتحويل أوكرانيا إلى دولة تابعة لروسيا، لكنه إذا أخفق في ذلك، فإنه سيعمد إلى خنق هذا البلد سياسياً واقتصادياً، وموسكو في موقع جيد نسبياً يمكنها من تحقيق هذا الهدف. أما أوكرانيا فتريد الحفاظ على تقرير المصير والسيادة، وسلامة أراضيها وديمومتها الاقتصادية.
 
  4 أهداف لأمريكا     
للولايات المتحدة أربعة أهداف، تعزيز ناتو والدفاع عنه، ومساعدة أوكرانيا على النجاح دون توسيع أو تصعيد الحرب، وفرض النظام القائم على قواعدها، بضمان منع نجاح الهجوم الروسي، وتعزيز قيادة الولايات المتحدة.
ويتفق ناتو مع الهدفين الأمريكيين الأولين، في حين أنه أقل حماسة للهدفين الآخرين. وجدير بالملاحظة أن أمريكا يمكنها تحقيق هذه الأهداف فقط إذا تمكن الأوكرانيون من تحقيق أهدافهم.   
إلى متى تستمر الحرب؟ تلك مسألة لا تتوقف على الأهداف الإستراتيجية، وإنما أيضاً على القدرات. فأي طرف سيقدر على الحفاظ على أطول مدة ممكنة، من القدرة على القتال، والإمدادات والعمليات اللوجستية، والتمويل والإرادة السياسية والإجتماعية؟ في الوقت الحاضر، يعتقد بوتين أن قدرته على القتال أطول مما تستطيعه أوكرانيا وداعموها. لكن ليس واضحاً إذا كان تقييم بوتين سليماً.     
 
يبدي بوتين التزاماً واضحاً. ومع ذلك يبقى سؤال مفتوح عن قدرة  القوات المسلحة الروسية والمسائل اللوجستيةعلى  الصمود، أو إذا كانت الحكومة الروسية والشعب سيبقيان متماسكين. وفي أوكرانيا، فإن الإرادة العسكرية والسياسية صامدة دون شك، لكن التمويل واللوجستيات تبقى بين أيدي الولايات المتحدة، وناتو، وحلفاء وشركاء آخرين. وأي تردد في الدعم سيصب في مصلحة بوتين.
 
ومع أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبدي التزاماً كاملاً، يبدو دعم الكونغرس  غير مؤكد، والشعب الأمريكي، دون القيادة المناسبة، يمكن أن يميل إلى عزلة أكثر من الإدارة.     
لذلك، فإن نجاح الهجوم المضاد المنتظر مهم، في الميدان وفي العواصم التي تدعم أوكرانيا على حد سواء. إن النجاح الميداني سيزيد الدعم السياسي والاجتماعي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويضعف بوتين في روسيا. ورغم أن الاستعدادات الأوكرانية واسعة، فإن النجاح في الحملة المقبلة ليس أمراً مسلماً به.   
الإرادة الأقوى
وحتى لو لم يكن الهجوم المضاد في حد ذاته حاسماً عسكريا، فإنه ربما يوفر نجاحاً لاستعادة أراضٍ كافية تضمن تقرير المصير لأوكرانيا وقابليتها للحياة اقتصادياً.
 ويمكن أن يهدد الهجوم سيطرة روسيا على الأراضي التي ضمتها بشكل غير قانوني في 2014، في خسارة قد تكون كافية لجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات.     
إن نتيجة الحرب الأوكرانية غير مقررة سلفاً.
 وكل الحروب تخضع لاختبار الإرادات. وما سيحدث في الأسابيع المقبلة سيحدد صاحب الإرادة الأقوى. 
لا يمكن لأوكرانيــــــا أو حلفاؤها التعثر. إن الهجوم المضاد يجب أن ينجح. ودعـــم الحلفاء يجب أن يكتمل