رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد
الغرب أم الروس.. من سئم الحرب أكثر؟
تتواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا مقتربة من إتمام عامها الثاني، دون أن تلوح في الأفق القريب نهاية للعمليات العسكرية في أوكرانيا.
في تقرير لموقع «ديلي بيست» الأمريكي تتحدث جوليا ديفيز، عن الأحاديث المنتشرة عن أن الغرب قد سئم الحرب في أوكرانيا، وهي الفكرة التي تنفيها الكاتبة الأمريكية التي تؤمن أن الروس قد سئموا الحرب أكثر، على حد تعبيرها. وبحسب التقرير، دخلت الدعاية التلفزيونية التي لا هوادة فيها في روسيا حقبة جديدة من الكساد الشديد. ووفق الكاتبة، بدأ هذا الاتجاه الشهر الماضي عندما ظهر تسجيل صوتي من ثنائي من المخادعين الروس يخدعون رئيس الوزراء الإيطالي على ما يبدو للإدلاء بتصريحات صحفية. وفي المقطع، الذي تم تسجيله في سبتمبر -أيلول، يتظاهر فلاديمير كوزنتسوف وأليكسي ستولياروف «المعروفان باسم فوفان ولكزس» كدبلوماسيين أفارقة، ويعترف صوت يبدو وكأنه ميلوني بصراحة أن التعب قد بدأ فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا: « هناك الكثير من التعب في جميع الجوانب».
ولأسابيع بعد ذلك، نشرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية هذه الدعوة، استمرارا لأحدث رواية دعائية مفادها أن الغرب سئم من أوكرانيا ويريد التفاوض على صفقة مع الكرملين. ويؤكد المتحدثون الروس بفخر أن موسكو ليست مهتمة بأي صفقات ويتحدثون عن غزو دول أخرى لمواصلة توسيع الإمبراطورية الروسية. ويشير التقرير إلى أنه تم تصميم هذه الدعاية «المنافية للعقل» لإخفاء تفصيل بالغ الأهمية، وهو أن «الروس سئموا وتعبوا من الغزو الذي تصوره زعيمهم الدائم دون نهاية في الأفق».
سئم روسي
في الأشهر الأخيرة، بدأ سيرجي ماردان، أحد المذيعين على قناة فلاديمير سولوفيوف، سولوفيوف لايف، يتساءل بصوت عالٍ لماذا لا تحظى تغطية رئيسه المستمرة للحرب و»أبطالها» باهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي أو أن يتم التقاطها من قبل وسائل الإعلام الاجتماعية.
ولاحظ سولوفيوف نفسه تراجع الاهتمام العام وذكر ذلك الأسبوع الماضي في برنامجه الصباحي، أن «الناس سئموا نفسيًا من هذا الموضوع» وطلب من مشاهديه أن يخبروه بما يهتمون به بالفعل.
وترى الكاتبة أن الكرملين لا يبالي بسئم المواطنين الروسي، وهو ما يتضح، وفق قولها، بتبديد أحلام الناس عبر توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بزيادة أعداد القوات الروسية بنسبة 15% أو نحو 170 ألف جندي.
وبذلك يصل العدد الإجمالي للأفراد العسكريين الروس إلى حوالي 2.2 مليون، بما في ذلك 1.32 مليون جندي. وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم على الناتو في الزيادة المطلوبة، وادعت أن ذلك سيتم تحقيقه فقط من خلال تجنيد المتطوعين وليس من خلال التجنيد الإجباري أو التعبئة. وبدأت زوجات أولئك الذين تم تعبئتهم في بداية الحرب مؤخرًا بالتعبير عن غضبهن - ليس من شرور حرب الإبادة الجماعية ضد الدولة المجاورة، ولكن من حقيقة أن أزواجهن لم يتم إعفاؤهم بعد من خلال التناوب. وكتبت النساء عريضة ووزعن ملصقات كتب عليها: «أعيدوا زوجي. لقد سئمت من هذا».
ووفق «ديلي بيست» يتم خنق هذه الحركة حاليًا، حيث يتم أخذ زوجات العسكريين المشاركين للاستجواب وتهديدهم باحتمال اتهامهم بـ «تشويه سمعة الجيش».
سد الفجوات
تعتقد الكاتبة جوليا ديفيز، أنه لم يكن المقصود من مرسوم بوتين معالجة هذه الشكاوى، بل مجرد سد الفجوات التي خلقتها الخسائر البشرية الفادحة في روسيا، في حين يظل الحجم الحقيقي للخسائر من المحرمات داخل البلاد. خلال برنامجه يوم السبت على قناة سولوفيوف لايف، بذل ماردان قصارى جهده لتبديد فكرة أن الضخ الجديد للقوى العاملة كان يهدف إلى تعويض 300 ألف قتيل، وهو رقم نفاه أيضاً. وادعى ضيف ماردان، عضو مجلس الدوما أندريه جوروليوف، أن المرسوم مصمم لمعالجة التهديدات التي يُزعم أن روسيا تواجهها في جميع أنحاء العالم، من أعداء غربيين لم يذكر أسماءهم في القطب الشمالي؛ وبسبب اتساع نطاق أزمة تايوان؛ تصعيد بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وفنلندا وربما السويد ستنضم إلى حلف شمال الأطلسي؛ الحرب في الشرق الأوسط وقضايا القوقاز.
واشتكى جوروليوف من عسكرة دول البلطيق وبولندا ودول أخرى، وأضاف أنه لا يستطيع استبعاد تعبئة أخرى.
وبدلاً من الاعتراف بأن العديد من الدول تستعد للدفاع عن نفسها من «العدوان الروسي»، صورها جوروليوف على أنهم معتدون محتملون، يحاصرون روسيا ويخططون لمهاجمتها. وأكد: «اليوم يجب أن يكون جيشنا جاهزًا للحرب العالمية الثالثة».
وبعيداً عن الكادر المتقلص من الجنود المتاحين لدعم حروب بوتن، فإن القوى العاملة في روسيا تستنزف أيضاً. ويوم الثلاثاء الماضي، أثناء بث البرنامج التلفزيوني الحكومي 60 دقيقة، أشار ديمتري أبزالوف، مدير مركز الاتصالات الاستراتيجية: “مشكلتنا الرئيسية، والعامل المقيد، هو غياب القوى العاملة. في العام المقبل، قد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لدينا لأننا مقصرون».
وألمح أبزالوف إلى أنه تم إرسال العمال إلى الخطوط الأمامية أو نقلهم للعمل في المصانع التي تنتج الأسلحة والمعدات والذخيرة للجيش.
وأشار المضيف إيفجيني بوبوف إلى أن أحد مراسيم بوتين الأخيرة كان يهدف إلى معالجة هذه المشكلة، من خلال تبسيط عملية إعادة الروس الذين يعيشون حاليًا في بلدان أخرى. وأضاف: «يتم ذلك لأنه ليس لدينا عدد كاف من الناس». واقترح عضو مجلس الدوما ليونيد كلاشينكوف استيراد العمال من كوريا الشمالية.
تدفق أمريكي
يوم الأحد الماضي، ظهرت مارغريتا سيمونيان، مديرة تلفزيون «أر تي» الروسي، مع فلاديمير سولوفيوف، وتوقعت أن يتم حل الأزمة الديموغرافية في روسيا في المستقبل غير البعيد، عندما «يتدفق الأمريكيون اليائسون إلى روسيا لتولي الوظائف التي لا يريدها السكان المحليون».
وبحسب تقرير «ديلي بيست» فإن الاضطرابات التي فرضتها روسيا على نفسها لا هوادة فيها إلى حد أن «أبواق بوتين يضطرون إلى اللجوء إلى اقتراحات وتوقعات سخيفة على نحو متزايد»، ولكن حتى أنهم يجدون صعوبة في إخفاء الواقع المرير بسلوك مرح.
وقالت مقدمة برنامج 60 دقيقة، أولغا سكابييفا، يوم الخميس الماضي: «يبدو أن كل يوم في الآونة الأخيرة له أهمية بطريقة ما». أجاب ديمتري أبزالوف: «كانت الأمور جيدة جدًا في الماضي، ويبدو الآن أن كل يوم له معنى خاص».