راكبا موجة المرحلة:

المجر: أوربان يغيّر جلده لحاقا بالعصر...!

المجر: أوربان يغيّر جلده لحاقا بالعصر...!

-- على الأحزاب المحافظة دمج القضية البيئية في سياساتها حتى لا تُجبر على التحالف مع الخضر
-- على جبهة الخضر، يعاني أوربان من منافسة جيرجيلي كاراكسوني، عمدة بودابست
--  أدرك قادة حزب فيدس أن البيئة أصبحت موضوعا لا يمكن تجاهله في النقاش العام
-- يراهن أوربان على تيار محافظ أخضر حتى يعيد الشباب إلى حزبه
-- يرى الزعيم المجري أن أنصار البيئة مثل «البطيخ» أخضر من الخارج، وأحمر في الداخل
-- لا يريد أوربان أن يكون التغيّر المناخي قضيـة يســارية في المجـر أو في أوروبــا


الخميس الموافق للتاسع من يناير، انخرط فيكتور أوربان طيلة ثلاث ساعات في لعبة مؤتمر صحفي على الشاكلة الديغولية امام مجموعة منتقاة بعناية من الصحفيين المجريين والأجانب. وفي خضم الاسئلة حول الانتقادات الصادرة عن شخصيات من معسكره، وعن تعزيز السياسة الانجابيّة، والصراع مع اليمين الأوروبي (حزب الشعب الأوروبي)، والوضع الاقتصادي في المجر، سأله مراسل صحيفة دي فيلت الألمانية اليومية، عن إمكانية ائتلاف بين المحافظين والخضر، على غرار الثنائي حزب الشعب-الخضر الذي تحقق بداية العام عند الجار النمساوي.

في رده، استبعد أوربان بشدة السيناريو معترفا للخضر بأهمية خطابهم بشأن التغيّر المناخي، وهي ظاهرة يعتبرها رئيس الوزراء المجري “صادقة”. ومع ذلك، يرى الزعيم الهنغاري أنصار البيئة مثل “البطيخ” (أخضر من الخارج، وأحمر في الداخل)، مدافعا عن سياسة بيئية “ديمقراطية مسيحية”، تقوم على “اسس انجيلية».
وبعد ثلاثة أشهر من تتويج أحد الخضر على راس مجلس مدينة بودابست، كشف أوربان عن “استراتيجية وطنية للمناخ” يفترض أن تعيد الشباب إلى حزبه فيدس، الذي هزّته هزيمة الانتخابات البلدية في أكتوبر.

وعي بيئي
الطموحات موجودة: 90 بالمائة من إنتاج الطاقة المحايدة للكربون بحلول عام 2030، والتركيز على الطاقة النووية والطاقة الشمسية، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40 بالمائة مقارنة بمستويات عام 1990، وتمديد المساعدة المالية للأسر التي ترغب في تحديث اجهزة التدفئة. لكن هنا، نشير الى انه قبل عشر سنوات من عودة الوعي الإيكولوجي لفيكتور أوربان، نشير الى انه من أولى اجراءات المحافظ العائد للقيادة بانتصار عريض عام 2010 بفضل انهيار اليسار الاشتراكي الديمقراطي، اجراء يقضي ... بحذف وزارة البيئة.

«تبدو المسألة البيئية الآن وبشكل مفاجئ مهمة في أعين حزب فيدس حيث كان لعهد قريب ينزلها في إطار الهستيريا السياسية، كما تشير أندريا فيراج، المديرة الاستراتيجية لمركز الأبحاث ريبابليكون إنتزيت، فخلال الحملة البلدية، لم يتمكن فيدس من استغلال موضوعاته المفضلة مثل المهاجرين، أو جورج سوروس، أو العلاقة بين المجر والاتحاد الأوروبي. واليوم، أدرك قادة الحزب ومفكروه، أن البيئة أصبحت موضوعا لا يمكن تجاهله في النقاش العام «.

لم ينتظر التيار البيئي السياسي قرارات أوربان الايجابية حتى يظهر في المجر. ففي الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2010، قام حزب “السياسة يمكن أن تكون مختلفة”، الذي تم إطلاقه حينها قبل عام، من دخول البرلمان بفضل برنامج شدّد على الدفاع عن البيئة.
وفي يناير 2013، انشقت مجموعة عن حزب “السياسة يمكن أن تكون مختلفة”، منهم جيرجيلي كاركسوني، عمدة بودابست المستقبلي، ليؤسسوا باربيزيد (حزب الحوار) الذي يطرح نفسه كيسار اجتماعي وبيئي ونسوي جديد. ويشجب الحزبان التلوث الكبير للهواء في العاصمة التي تفيض بالسيارات، ومساعدة موسكو لتوسيع المجمع النووي في باكس الواقع في جنوب البلاد.

الارتهان للذرة
تقيم الاستراتيجية البيئية” الديمقراطية المسيحية” لأوربان، تعارضا بين الحفاظ على الطبيعة التي بناها الخالق للأجيال القادمة، وبين إشارات التحذير التي تطلقها غرين بيس أو غريتا ثونبرغ.
في العام الماضي، أحال جيرجي جوياش مدير مكتب رئيس الوزراء، الناشطة السويدية ملهمة حركة ايام “الجمعة من أجل المستقبل”، الى متلازمة أسبرجر، ورأى انها “طفلة مريضة عمرها 16 عامًا”، يوظّفها والداها وأنصارها. والأكثر من ذلك، يدحض المعلقون المؤيدون لأوربان بانتظام دور البشر في التغيّر المناخي.

 «لا يريد أوربان أن يكون التغيّر المناخي مجرد قضية يسارية في المجر أو في أوروبا”، يقول أستاذ العلوم السياسية أغوستون سامويل ميراز من معهد نيزوبونت الموالي للحكومة. “يجب على الأحزاب المحافظة في أوروبا الوسطى دمج القضية البيئية في سياساتها إذا كانت لا تريد أن تُجبر على التحالف مع الخضر في المستقبل غير البعيد. ويجب أن يجد حزب فيدس التوازن بين البيئة والاقتصاد الأخضر، بحيث يرتبط الفكر البيئي بصورته. إن الإرادة آخذة في الظهور، لكن العمل بدأ للتو.

وتنص خطة أوربان البيئية المسيحية على تحسين تنظيف الأنهار، منها نهر الدانوب الذي أضعفته كارثة الوحل الأحمر في خريف عام 2010، وحظر الإغراق غير القانوني، وتركيب الحافلات الكهربائية في غضون عامين في جميع المدن الرئيسية في البلاد. في ديسمبر، وبعد اعتراضه في البداية على هدف 2050 المتمثل في حياد الكربون الذي يريده الاتحاد الأوروبي، انضمّ الزعيم “غير الليبرالي” للنص مقابل تنازل من بروكسل بشأن اعتماد المجر على النووي الذي يوفّر 40 بالمائة من الكهرباء المجري.

«الطوارئ المناخية»
على جبهة الخضر، يعاني أوربان من منافسة جيرجيلي كاراكسوني، عمدة بودابست البيئي الذي تم انتخابه في أكتوبر في سياق موجة معارضة لحزب فيدس، والتي كلفت حزب رئيس الوزراء عشرة من أكبر 23 مدينة في المجر. وعند وصوله بالدراجة يوم تنصيبه، سارع كاراكسوني للحصول على تصويت يخص اعلان حالة “طوارئ مناخية” في العاصمة، كما وعد خلال حملته الانتخابية.

مؤيد لدفع معلوم في المناطق الحضرية من أجل تنفيس لؤلؤة نهر الدانوب، ذهب في حافلة المدينة (رمز آخر) إلى أول لقاء رسمي له كعمدة مع فيكتور أوربان.
ويعتزم النجم الصاعد لليسار المجري، زراعة 15 ألف شجرة في السنة، وإقامة غابة في جنوب شرق بودابست وجعل النقل العام مجانا للذين تقل أعمارهم عن 14 سنة.
ولئن كان كاراكسوني وأوربان قادرين على تقديم صور مجاملة بينهما، فالمناقشات تتعثر حول عدم دفع معلوم جمع النفايات من قبل شركة قابضة تابعة للدولة للمصالح الفنية البلدية، والمرحلة النهائية لمتحف بيئي بالقرب من حديقة الحيوانات. ويهدد كاراكسوني حتى برفض تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2023 في بودابست إذا استمر النزاع حول القمامة.
 ويلاحظ ميهالي كوبا، وزير المالية السابق في حكومة أنتال بين 1990 و1993،”اليوم حرب الأعصاب والحرب الباردة مستمرة، وإذا استعدى أوربان اهالي بودابست، فإن هذا الموقف سيضرّ به. كما يتعين على كاراكسوني والرؤساء المعارضين لبلديات المدن الكبرى ابراز مواهبهم السياسية من أجل الالتفاف على سلطة شديدة المركزية. وهم يثبتون في الوقت الحالي جدارتهم».

نوافذ مفتوحة
في فصل الشتاء
كما اصطدم أوربان بالمعارضة العنيدة للرافضين لإقامة متحف وسط الرئة الخضراء للعاصمة المجرية. وسيكلف مشروع المنتزه الذي سيشوه أحد أجمل أجزاء بودابست، وفقًا لمنتقديه، حوالي 476 مليون يورو، بين بناء متحف الفن الشعبي، وبيت الموسيقى، ومركز الترميم والمحفوظات، وتثبيت نظام جديد للمراقبة بالكاميرا وبقية المشاريع المعتمدة، والتي ستخدم مصالح الاوليغارش المؤيدين لأوربان.

ثغرة أخرى في سجّل عدم احترام البيئة، حيث لا يزال هناك 200 ألف منزل، من بين 3 ملايين منزل في المجر، تستخدم التدفئة الجماعية التي تستهلك الكثير من الطاقة. وامام العجز على تنظيم والتحكم في درجات الحرارة التي يمكن أن تكون مرتفعة في فصل الشتاء، يضطر السكان، ومنهم الغالبية الساحقة من سكان المباني الشعبية التي شيدت خلال الحقبة السوفياتية، الى فتح نوافذهم لإخلاء الحرارة. وللتعويض عن هذا الهدر الهائل، وعدت الحكومة بتوسيع نطاق برنامج المساعدة المالية لتشجيع الانتقال إلى التدفئة الفردية لجميع الأسر.
وفي الوقت الذي ينفصل فيه الشباب عن حزب فيدس، الذكوري جدا والستيني، فقد حان الوقت ليتزيّن الحزب باللون الأخضر عساه يفوز بأصوات جيل الألفية الحسّاس لمستقبل الكوكب، من الآن وحتى الانتخابات التشريعية القادمة في الربيع 2022.

ومثل المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، الذي أعلن أنه من الممكن “حماية المناخ والحدود” من خلال دعوة الخضر إلى الحكومة، فإن أوربان يراهن أيضًا على تيار محافظ اخضر لإعادة بناء نفسه... دون السماح لأنصار البيئة المجريين المعتبرين من اليساريين التدخل في شؤونه.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot

https://news.asosiasi-emiten.or.id/
https://www.deriheru-navigation.com/
https://stai-barru.ac.id/play/scatter-hitam/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/-/buntut77/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/app/
https://inlic.org/ojs/scatter-hitam/
scatter hitam
https://www.prosiding.pasca.uniska-kediri.ac.id/tools/sv388/
jurnalprodi.idu.ac.id/public/scatterhitam-1
jurnal.insida.ac.id/tools/sv388
scatter hitam