رئيس الدولة ونائباه يهنئون قادة الدول العربية والإسلامية بعيد الفطر السعيد
الهجوم والتجاهل.. هل تصمد استراتيجية ترامب أمام أزمة الأمن القومي؟
يشن البيت الأبيض حرباً من نوع آخر، مستعيناً باستراتيجية مألوفةٍ استخدمها الرئيس دونالد ترامب لعقودٍ لتبديد الجدل وقوامها الهجوم، والهجوم، ثم الهجوم.
وأطلق الرئيس وكبار مستشاريه وكبار مسؤولي الحكومة حملةً لتجاهل إحدى أكبر أزمات ولاية ترامب الثانية، وهي منقاشة كبار مسؤولي الأمن القومي عملياتٍ عسكريةً حساسةً في اليمن عبر تطبيق مراسلاتٍ غير حكومي، وتم إضافة رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك" إلى المجموعة بالخطأ.
ترامب محبط
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ترامب أعرب سراً عن إحباطه مما حصل، حسبما أفاد أشخاصٌ مطلعون، لكنه اتخذ قراراً استراتيجياً بإخفاء انزعاجه وعدم التراجع عن موقفه في العلن.
وبــــــدلاً من ذلك، هـــــاجم مصـــــــداقية مجــــــلة "أتلانتيك" ورئيس تحـــريرها، جيفري غولدبرغ، الذي لطالما كان هدفاً لغضبه، وقلل من شأن مخاوف مسؤولي الإدارة السابقين والديمقراطيين وبعض الجمهوريين من أن هذه الحادثة كشفت عن ثغراتٍ خطيرةٍ في الأمن القومي.
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء: "إنها حملةٌ تشويهٌ... لم يقع أي ضرر لأن الهجوم كان ناجحاً بشكل لا يُصدق. وهذا ما يجب أن نتحدث عنه".
وكشفت محادثة "سيغنال" حول الخطط الأمريكية لشن هجوم على الحوثيين عن كيفية إدارة البيت الأبيض للسياسة، كما تُمثل أيضاً اختباراً كبيراً لكيفية تعامل المسؤولين مع التداعيات.
وترى الصحيفة أن ترامب لجأ إلى استراتيجية "الردع" هي نفسها التي استخدمها ترامب في أوقات الأزمات السابقة، منذ أيامه كمطور عقاري في نيويورك، مشيرة إلى مواصلة توجيه الهجوم نحو وسائل الإعلام، وإنكار المخالفات، وإثارة التساؤلات حول صحة الادعاءات.
تجاوز الجدل
لطالما كان ترامب واثقاً من قدرته على تجاوز الجدل، إذ صمد أمام تحقيق في مزاعم عن صلات روسية بحملته عام 2016، كما نجا من مساءلتين عن عزله، والعديد من الفضائح الأخرى والصراعات الشخصية، وقد منحه فوزه في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثقة متجددة بنفسه واستعداداً لاختبار حدود سلطته، وفقاً لأشخاص مقربين منه.
وقرر الرئيس بعد ظهر يوم الاثنين عدم إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي بدأ محادثة سيغنال دعا إليها غولدبرغ عن غير قصد، وفقاً لمسؤولين في الإدارة، لكن ترامب اعتبر الحادث سراً إحدى أولى انتكاسات إدارته، وفقاً للمسؤولين.
وأفاد شخص مطلع على تفكيره أن وزير الخارجية ماركو روبيو شعر بالإحباط بشكل خاص من الحادث، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتقاده أنه ما كان ينبغي للإدارة مناقشة مثل هذه الأمور الحساسة على سيغنال.
وكان روبيو جزءاً من محادثة سيغنال، مع أنه أكد للصحافيين يوم الأربعاء أنه لم يُفصح عن معلومات حساسة.
وقال روبيو: "لقد ارتكب أحدهم خطأً فادحاً" بإضافة غولدبرغ إلى المحادثة، في تعليقات بدت وكأنها تتجاوز ما ذكره مسؤولون آخرون في الإدارة، ولم تستجب وزارة الخارجية فوراً لطلب التعليق.
التصريحات العلنية
لكن الرئيس وكبار مستشاريه كانوا منسجمين إلى حد كبير في تصريحاتهم العلنية، إذ استغل كبار مسؤولي الإدارة اختيار مجلة "أتلانتيك" للكلمات لرفض تقريرها، وذكرت المجلة، في تقريرها الصادر يوم الاثنين، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث قد شارك "خطط حرب" في مجموعة سيغنال، ووصفها تقرير الأربعاء بأنها "خطط هجوم".
ورد غولدبرغ، في مقابلة مع قناة "أم أس إن بي سي" يوم الأربعاء، إن الإدارة تمارس "لعبة دلالية". وقالت مجلة "أتلانتيك" إنها قررت نشر نصوص مفصلة للمحادثة بعد أن قالت الإدارة إن لا شيء مما تمت مناقشته سرياً - وهو ادعاء نفاه خبراء خارجيون ومسؤولون سابقون في الأمن القومي، بمن فيهم وزراء دفاع وجنرالات.