رئيس الدولة: تطوير القوات المسلحة وتحديث قدراتها وتعزيز جاهزيتها أولوية إستراتيجية
زكي نسيبة يرحب بالدفعة الجديدة من طلبة أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسيةويؤكد:
الوقت عامل أساسي عندما يتعلق الأمر بإحداث تغيير في ظل الأزمات العالمية غير المسبوقة
رحب معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، عضو مجلس أمناء أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أمس بطلبة الأكاديمية الجدد من دبلوماسيي المستقبل للعام الدراسي 2021 - 2022.
واستقبلت الأكاديمية التي تعد مركزاً إماراتياً رائداً لتدريب الدبلوماسيين؛ أكثر من 60 طالباً وطالبة ضمن برامجها التي تشمل دبلوم الدراسات العليا في الدبلوماسية الإماراتية والعلاقات الدولية، وبرنامج ماجستير الآداب في الشؤون الدولية والقيادة الدبلوماسية، وبرنامج ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية والتنمية الذي كانت قد أطلقته الأكاديمية مؤخراً. وقد اشتملت أجندة يوم التوجيه لمحة تعريفية عن الأكاديمية وأقسامها وأعضاء هيئة التدريس فيها، بالإضافة إلى مقدمة شاملة حول الدبلوماسية في القرن الحادي والعشرين والمتطلبات اللازمة ليصبح الشخص دبلوماسيا في يومنا وعصرنا الحالي.
وتحمل تجربة الالتحاق بالأكاديمية للطلبة الجدد فرصة مميزة للقاء قادة ومختصين وشخصيات مرموقة في عالم الدبلوماسية من حول العالم، والذين سيشاركون خبراتهم الشخصية وتجاربهم التي خاضوها في مجال عملهم الدبلوماسي الذي يعد واحداً من أبرز المجالات وأكثرها أهمية دولياً.
وفي كلمته الترحيبية بالطلبة الجدد، أكد معالي زكي أنور نسيبة على أن الوقت عامل أساسي عندما يتعلق الأمر بإحداث تغيير في ظل الأزمات العالمية غير المسبوقة. وقال: "لم تقتصر الحركة الديناميكية لدولة الإمارات يوماً على مشاريعها التنموية والتطويرية الداخلية فحسب، بل إن قيادتنا الرشيدة لم تغفل أهمية تطوير أدواتها ووسائلها الدبلوماسية، وهو الأمر الذي أخذه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي على عاتقه، منذ اليوم الأول."
وعبر معاليه عن فخره بالطلبة الجدد، وأضاف: "يولد الحس الدبلوماسي مع أصحابه، لكن، الأهم من ذلك، تطوير وتنمية هذا الحس بالعلم والبحث والتجربة. ليصبح مصدر قوة. هذه الأكاديمية التي تحمل اسم أخي معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله"؛ تضع بين أيديكم الأفضل من بين الأساتذة، والبرامج، والأدوات، وكذلك الخبرات".
ومن جانبه، قال سعادة برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، مخاطباً الطلبة الجدد: "كما تعلمون، فإنه ينظر إلى الدبلوماسيين بكونهم ركن من أركان المجتمع المستقر والمتقدم، حيث أنهم يؤدون دوراً هاماً في حل النزاعات والتصدي للتحديات العالمية. وتعد مهاراتهم ضرورية ومن شأنها ترسيخ مكانة الدولة، كذلك خدمة مصالحها."
وأشار سعادته إلى أهمية دور الدبلوماسيين في الشؤون الدولية: "يواجه عالمنا في الوقت الراهن العديد من التحديات التي يأتي في مقدمتها التعامل مع جائحة عالمية ساهمت في تغيير العديد من أساليب العمل الدبلوماسي. يتوجب على دبلوماسيي الغد أن يتحلوا بالمرونة والسرعة للتأقلم مع الواقع المتغير باستمرار وبسرعة كبيرة، وذلك بالتزامن مع حرصهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية، بما يمكنهم من مواصلة مهمتهم في خدمة وطنهم وتحقيق أهدافه للسياسة الخارجية".
واختتم سعادته قائلاً: "إن أكاديميتنا ملتزمة بتزويد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة في مجال الدبلوماسية، وذلك لتمكينهم من تمثيل دولة الإمارات، ولينقلوا بكل فخر وثقة رسالة الدولة القائمة على السلام والتعايش والتسامح إلى العالم أجمع." ومن جانبها قالت الدكتورة مريم إبراهيم المحمود، نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية: "فخورون باستقبال الدفعة الجديدة من طلبتنا للعام الدراسي 2021-2022، خاصة أولئك المتحمسين لبدء مسيرتهم في برنامج ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية والتنمية، الذي يعد علامة فارقة أخرى في مسيرة أكاديميتنا، والذي يتماشى مع مساعينا لتقديم برامج تدريبية وتعليمية ذات أثر إيجابي كبير قادر على تمكين الشباب من شغل مناصب قيادية في قطاع الدبلوماسية والأعمال الحكومية ذات العلاقة". وأضافت: "يواجه عالمنا تحديات من جميع الأنواع؛ إلّا أن جائحة كوفيد 19 غيرت قواعد اللعبة لما يعنيه أن تكون دبلوماسياً. وبالتالي، علينا ضمان قدرة طلبتنا على العمل الدبلوماسي الميداني الاحترافي قبل تخرجهم من الأكاديمية، ليكونوا قادرين على بذل جهود لتحقيق أهداف استراتيجية قابلة للقياس، وبما يساعد في تحقيق الرؤية العالمية لدولة الإمارات، خاصة في الظروف غير المتوقعة - كل ذلك أثناء الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الإنسانية أولاً."
هذا وقال البروفيسور إريك ألتر، عميد أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية: "إن هدفنا الأساسي هو تزويد طلبتنا بمفردات الواقع الحقيقي للشؤون الدولية والقانون الدولي والسياسة الخارجية، حتى يتمكنوا من تمثيل وطنهم بشكل فعال، لا سيما في أوقات الأزمات الإقليمية والعالمية غير المتوقعة. تؤكد التحديات العالمية التي شهدناها مؤخراً ضرورة استثمار الحكومات بتطوير قدرات دبلوماسييها الطموحين أكثر من أي وقت مضى."
وخلال الأسبوعين المقبلين، سيتعرف الطلبة الجدد على مبادئ الأساسية للبحوث الدبلوماسية مع استعراض التعمق في عدد من التجارب الفريدة في هذا المجال، فضلاً عن استكشاف تاريخ الخطابات الدبلوماسية. كما سيتعرف دبلوماسيو المستقبل على بعض أهم الرؤى والتوجهات المرتبطة بالصين والشرق الأوسط الكبير، والدبلوماسية العامة والثقافية، وكيف لجائحة معينة أن تغير ممارسات العمل الدبلوماسي، والدبلوماسية الرياضية، إلى جانب أثر الحركات النسوية في السياسة الخارجية.
تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية كانت قد رفدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأكثر من 200 خريج منذ تأسيسها. كما تقدم الأكاديمية العديد من المنشورات التحليلية، والتي ينفذها باقة من الباحثين والأساتذة والدبلوماسيين. وتتمحور هذه الأنشطة البحثية حول السياسة الخارجية ودبلوماسية دولة الإمارات، وتناقش السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والجنوب الأفريقي، والطاقة وتغير المناخ والتنمية المستدامة، دبلوماسية القرن الحادي والعشرين، وكذلك العلاقات الخليجية الآسيوية.