بين النكسات والإذلال:
الولايات المتحدة: الغروب الصعب لدونالد ترامب...!
-- أثار غضب السناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يعتبر صمت البيت الأبيض وتقاعسه عن العمل أمراً لا يغتفر
-- في مواجهة الهجوم السيبراني غير المسبوق على مؤسسات حكومية أمريكية، ناقض ترامب وزير خارجيته
-- يتوقع الخبراء مقتل نصف مليون أمريكي بحلول الربيع ...رغم اللقاحات
-- للضغط على الكونجرس، ينتظر وصول الآلاف من مؤيديه، منهم بعض الجماعات العنيفة، إلى واشنطن
-- الأكثر خطورة في نظر الأمريكيين، انسحاب ترامب من الحرب ضد كوفيد-19 مع استمرار تفشي الوباء
سيكمل الرئيس الأمريكي فترة ولايته في 20 يناير. لقد تم رفض ادعاءاته بالتزوير، واضطر إلى قبول خطة المساعدة التي رفض التوقيع عليها. وتحايل الكونغرس على الفيتو الذي استخدمه ضد الميزانية العسكرية... صعب... وقاس...
نهاية حكم كئيبة في البيت الأبيض. بعد شهرين من الانتخابات الرئاسية وحوالي ثلاثة أسابيع قبل التسليم، في 20 يناير، لا يزال الرئيس ترامب غير قادر على قبول هزيمته ... لم تنجح جميع اعتراضاته القانونية، فرغم الجهود المبذولة في الزوايا الأربعة للبلاد، لم يتمكن هو ولا حلفاؤه من إثبات وجود “عمليات التزوير الكبيرة” التي سمحت لجو بايدن بالانتصار... انه الفشل في جميع المجالات ...
إهانة جديدة، لأول مرة في رئاسته، تجاوز الكونغرس حق النقض وصوّت لصالح قانون الدفاع والميزانية العسكرية: بعد مجلس النواب، في بداية الأسبوع، كان الدور على مجلس الشيوخ ليقرر. وتمثل هذه الانتكاسة، ازدراء رهيبًا لترامب، فبالنسبة لملياردير نيويورك، لا شيء أسوأ من الخسارة. وتزداد هزيمته مرارة لأنه أحد الرؤساء النادرين في التاريخ المعاصر الذين لم تتم إعادة انتخابهم لولاية ثانية. فقد عاد أسلافه، بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وخاصة باراك أوباما، عدوه الأول.
العجلة تدور، الا ان ترامب يبذل قصارى جهده لإيقافها، وهو الآن يهاجم حلفاءه التقليديين بقسوة. ندد الثلاثاء، في سلسلة تغريدات غاضبة، بـ “القادة المثيرين للشفقة -عدا أنا -بالطبع” من حزبه الجمهوري، متهما إياهم بأنهم “ضعفاء ومتعبون”، وباختيار “طريق المقاومة الدنيا”. وقال: “الشيء الوحيد الذي يحسنون القيام به هو الخسارة».
حتى وسائل الإعلام الصديقة وبخته
ومع ذلك، في دليل على أن نفوذه يتضاءل، يتمرد حلفاؤه. الاثنين الماضي نشرت صحيفة نيويورك بوست، إحدى أكثر مؤيديه ولاءً، عنوانا “سيدي الرئيس، أوقفوا هذا الجنون”، بأحرف ضخمة على صفحتها الأولى. وفي إهانة عظمى، تطلب منه الصحيفة الشعبية “وضع حد لهذه الكوميديا الحزينة”. نفس القصة مع وول ستريت جورنال، مؤيد آخر لا يتزعزع للملياردير. حيث اتهمته صحيفة الأعمال هذه المرة بـ “النرجسية” ونسف فرص الجمهوريين في انتخابين فرعيين في جورجيا يوم 5 يناير.
الرهان ضخم: إذا فاز الديمقراطيون بتلك الانتخابات، فسيسيطرون على مجلس الشيوخ ويمسكون بكل أدوات السلطة، البيت الأبيض: مجلس النواب ومجلس الشيوخ ... مهووس بهزيمته، التي يصفها فريقه بأنها قاتمة، حسب صحيفة نيويورك تايمز، انتقل ترامب إلى مقر إقامته في مار-لاغو، فلوريدا في أعياد الميلاد، وهو يلعب الجولف كل يوم (انتهى من 308 دورة منذ توليه منصبه، وفقًا لجولف مغازين، وهو رقم قياسي رئاسي مطلق!)، وحده أو مع بطل مثل الألماني برنارد لانجر.
عمليا لم يشارك في المفاوضات الصعبة حول الخطة الضخمة لمساعدة الاقتصاد بين الديمقراطيين والجمهوريين، تحت قيادة وزير الاقتصاد ستيفن منوشين. لكن، الأمر الذي أثار استياء معسكره، ما ان تم إبرام الاتفاق ادانه ترامب ورفض التوقيع عليه! وكتب على تويتر “ستمائة دولار لا تكفي”. وقف إلى جانب الديمقراطيين، وطالب بمبلغ 2000 دولار لكل أمريكي مصاب بالوباء. ومرة أخرى، رغم الصراخ الذي لم يخدع أحداً، كان على الشخص الذي قدم نفسه على أنه “مفاوض بارز”، أن يستسلم الأحد الماضي ...
هل هجر جبهة
القتال ضد كوفيد؟
في مواجهة الهجوم السيبراني غير المسبوق الذي تم شنه قبل أيام قليلة على مؤسسات حكومية أمريكية، ناقض وزير خارجيته مايك بومبيو الذي اتهم روسيا، مفضلاً أن يقول، دون دليل مرة أخرى، أن الصين هي المسؤولة على الأرجح.
وهكذا فقد أثار غضب السناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يعتبر صمت البيت الأبيض وتقاعسه عن العمل أمراً لا يغتفر.
الأكثر خطورة في نظر الأمريكيين، يبدو أن ترامب قد انسحب من الحرب ضد كوفيد-19 مع استمرار تفشي الوباء. توفي ما يقرب من 4 الاف أمريكي الأربعاء، في أسوأ حصيلة يومية للوفيات منذ ظهور الفيروس عبر المحيط الأطلسي. ولقي أكثر من 341 ألف أمريكي حتفهم، ويتوقع الخبراء مقتل نصف مليون بحلول الربيع ... رغم اللقاحات.
في السادس من يناير، يتعين على الكونجرس “المصادقة” على نتائج الانتخابات الرئاسية، وبالتالي ختم فوز جو بايدن. في اليوم نفسه ، بناءً على دعوة ترامب (المُلحة)، من المتوقع وصول الآلاف من مؤيديه، منهم بعض الجماعات العنيفة مثل برود بويز، وهي مجموعة صغيرة من العنصريين البيض، إلى واشنطن. آخر تمرد أم محاولة جادة للضغط على الكونجرس؟ إذا فشلت المظاهرة، أو تحولت إلى حلبة ملاكمة، فسيكون ترامب قد “تعاطى” مع خروجه بأسوأ طريقة ممكنة.
-- في مواجهة الهجوم السيبراني غير المسبوق على مؤسسات حكومية أمريكية، ناقض ترامب وزير خارجيته
-- يتوقع الخبراء مقتل نصف مليون أمريكي بحلول الربيع ...رغم اللقاحات
-- للضغط على الكونجرس، ينتظر وصول الآلاف من مؤيديه، منهم بعض الجماعات العنيفة، إلى واشنطن
-- الأكثر خطورة في نظر الأمريكيين، انسحاب ترامب من الحرب ضد كوفيد-19 مع استمرار تفشي الوباء
سيكمل الرئيس الأمريكي فترة ولايته في 20 يناير. لقد تم رفض ادعاءاته بالتزوير، واضطر إلى قبول خطة المساعدة التي رفض التوقيع عليها. وتحايل الكونغرس على الفيتو الذي استخدمه ضد الميزانية العسكرية... صعب... وقاس...
نهاية حكم كئيبة في البيت الأبيض. بعد شهرين من الانتخابات الرئاسية وحوالي ثلاثة أسابيع قبل التسليم، في 20 يناير، لا يزال الرئيس ترامب غير قادر على قبول هزيمته ... لم تنجح جميع اعتراضاته القانونية، فرغم الجهود المبذولة في الزوايا الأربعة للبلاد، لم يتمكن هو ولا حلفاؤه من إثبات وجود “عمليات التزوير الكبيرة” التي سمحت لجو بايدن بالانتصار... انه الفشل في جميع المجالات ...
إهانة جديدة، لأول مرة في رئاسته، تجاوز الكونغرس حق النقض وصوّت لصالح قانون الدفاع والميزانية العسكرية: بعد مجلس النواب، في بداية الأسبوع، كان الدور على مجلس الشيوخ ليقرر. وتمثل هذه الانتكاسة، ازدراء رهيبًا لترامب، فبالنسبة لملياردير نيويورك، لا شيء أسوأ من الخسارة. وتزداد هزيمته مرارة لأنه أحد الرؤساء النادرين في التاريخ المعاصر الذين لم تتم إعادة انتخابهم لولاية ثانية. فقد عاد أسلافه، بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وخاصة باراك أوباما، عدوه الأول.
العجلة تدور، الا ان ترامب يبذل قصارى جهده لإيقافها، وهو الآن يهاجم حلفاءه التقليديين بقسوة. ندد الثلاثاء، في سلسلة تغريدات غاضبة، بـ “القادة المثيرين للشفقة -عدا أنا -بالطبع” من حزبه الجمهوري، متهما إياهم بأنهم “ضعفاء ومتعبون”، وباختيار “طريق المقاومة الدنيا”. وقال: “الشيء الوحيد الذي يحسنون القيام به هو الخسارة».
حتى وسائل الإعلام الصديقة وبخته
ومع ذلك، في دليل على أن نفوذه يتضاءل، يتمرد حلفاؤه. الاثنين الماضي نشرت صحيفة نيويورك بوست، إحدى أكثر مؤيديه ولاءً، عنوانا “سيدي الرئيس، أوقفوا هذا الجنون”، بأحرف ضخمة على صفحتها الأولى. وفي إهانة عظمى، تطلب منه الصحيفة الشعبية “وضع حد لهذه الكوميديا الحزينة”. نفس القصة مع وول ستريت جورنال، مؤيد آخر لا يتزعزع للملياردير. حيث اتهمته صحيفة الأعمال هذه المرة بـ “النرجسية” ونسف فرص الجمهوريين في انتخابين فرعيين في جورجيا يوم 5 يناير.
الرهان ضخم: إذا فاز الديمقراطيون بتلك الانتخابات، فسيسيطرون على مجلس الشيوخ ويمسكون بكل أدوات السلطة، البيت الأبيض: مجلس النواب ومجلس الشيوخ ... مهووس بهزيمته، التي يصفها فريقه بأنها قاتمة، حسب صحيفة نيويورك تايمز، انتقل ترامب إلى مقر إقامته في مار-لاغو، فلوريدا في أعياد الميلاد، وهو يلعب الجولف كل يوم (انتهى من 308 دورة منذ توليه منصبه، وفقًا لجولف مغازين، وهو رقم قياسي رئاسي مطلق!)، وحده أو مع بطل مثل الألماني برنارد لانجر.
عمليا لم يشارك في المفاوضات الصعبة حول الخطة الضخمة لمساعدة الاقتصاد بين الديمقراطيين والجمهوريين، تحت قيادة وزير الاقتصاد ستيفن منوشين. لكن، الأمر الذي أثار استياء معسكره، ما ان تم إبرام الاتفاق ادانه ترامب ورفض التوقيع عليه! وكتب على تويتر “ستمائة دولار لا تكفي”. وقف إلى جانب الديمقراطيين، وطالب بمبلغ 2000 دولار لكل أمريكي مصاب بالوباء. ومرة أخرى، رغم الصراخ الذي لم يخدع أحداً، كان على الشخص الذي قدم نفسه على أنه “مفاوض بارز”، أن يستسلم الأحد الماضي ...
هل هجر جبهة
القتال ضد كوفيد؟
في مواجهة الهجوم السيبراني غير المسبوق الذي تم شنه قبل أيام قليلة على مؤسسات حكومية أمريكية، ناقض وزير خارجيته مايك بومبيو الذي اتهم روسيا، مفضلاً أن يقول، دون دليل مرة أخرى، أن الصين هي المسؤولة على الأرجح.
وهكذا فقد أثار غضب السناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يعتبر صمت البيت الأبيض وتقاعسه عن العمل أمراً لا يغتفر.
الأكثر خطورة في نظر الأمريكيين، يبدو أن ترامب قد انسحب من الحرب ضد كوفيد-19 مع استمرار تفشي الوباء. توفي ما يقرب من 4 الاف أمريكي الأربعاء، في أسوأ حصيلة يومية للوفيات منذ ظهور الفيروس عبر المحيط الأطلسي. ولقي أكثر من 341 ألف أمريكي حتفهم، ويتوقع الخبراء مقتل نصف مليون بحلول الربيع ... رغم اللقاحات.
في السادس من يناير، يتعين على الكونجرس “المصادقة” على نتائج الانتخابات الرئاسية، وبالتالي ختم فوز جو بايدن. في اليوم نفسه ، بناءً على دعوة ترامب (المُلحة)، من المتوقع وصول الآلاف من مؤيديه، منهم بعض الجماعات العنيفة مثل برود بويز، وهي مجموعة صغيرة من العنصريين البيض، إلى واشنطن. آخر تمرد أم محاولة جادة للضغط على الكونجرس؟ إذا فشلت المظاهرة، أو تحولت إلى حلبة ملاكمة، فسيكون ترامب قد “تعاطى” مع خروجه بأسوأ طريقة ممكنة.