موسكو تهدد بــ"ضربات موجعة"

بعد القرم وأوكرانيا... روسيا تُطلق حرب الغاز

بعد القرم وأوكرانيا... روسيا تُطلق حرب الغاز


منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية توجهت الأنظار إلى الإمدادات الروسية بالطاقة لدول أوروبا خاصةً في ظل انقسام الدول الأوروبية على ورقة النفط الروسي خوفاً من "الابتزاز" الروسي.
وحسب صحف عربية أمس الخميس، بدأت الدول الأوروبية جهوداً فردية لتأمين احتياجاتها بعيداً عن منصة الشراء المشترك، تزامناً مع تهديدات موسكو بــ"ضربات موجعة" إذا تعرضت عملياتها العسكرية للتهديد في أوكرانيا.

قوي ومباشر
في هذا الإطار قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن الرئيس الروسي بوتين كششف أمام أعضاء الهيئة التشريعية الروسية في مدينة سان بطرسبرغ، رؤيته لمجريات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وشدد على أن الرد الروسي على الأطراف الخارجية التي تحاول التدخل في أوكرانيا سيكون "قوياً ومباشراً".
وذكرت الصحيفة أن بوتين وصف رهان الغرب على "الكارهين للروس" وعلى "النازيين الجدد"  بسلاح جيوسياسي جديد، مشيداً في نفس الوقت بالاقتصاد الروسي في مواجهة العقوبات الغربية، الذي ثبت ولم يتعرض لانهيارات تحت تأثير العقوبات التي اعتبرها الغرب ساحقة، وجاء حديث بوتين عن مواجهة الضغوط الاقتصادية، بعد إعلان شركة "غازبروم" عملاق الغاز الطبيعي الروسي وقف إمداداتها من روسيا إلى بلغاريا وبولندا، بسبب رفضها شروط روسيا لسداد ثمن الغاز بالروبل.

تبعية نفطية
من جهتها أوضحت صحيفة "العرب" اللندنية أن دول الاتحاد الأوروبي وجدت نفسها مقيدة في التعاطي مع الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تفرض عليها تبعيتها الطاقية لموسكو الحذر عند الرد على الكرملين المتعنت في حربه ضد كييف.
وحسب الصحيفة، تعكف المفوضية الأوروبية على تأسيس منصة لشراء حاجة أعضائها من الغاز الطبيعي بأسعار معقولة، في السياق الجيوسياسي الحالي وللتخلص التدريجي من الاعتماد على الغاز الروسي.
لكن على الأرض، يظهر أن الحرب الروسية تتجه لتفريق دول الاتحاد في جزئية البحث عن بدائل للغاز الروسي، إذ بدأ كبار المستهلكين في أوروبا مفاوضات فردية من المنتجين للفوز بعقود جديدة، وهذه المفاوضات الفردية قد تكون انتصاراً روسياً غير مباشر، يتمثل في إفشال جهود قيادة المفوضية الأوروبية بمفاوضات موحدة لتوقيع عقود جديدة للغاز الطبيعي مع منتجين آخرين.

قطع الامدادات
من جهته قال موقع "إندبندت عربية" إن كابوس قطع روسيا لإمدادات الغاز عن أوروبا تحول إلى حقيقة، وبعد انقضاء مهلة الكرملين للدفع لروسيا بالروبل مقابل الوقود، الذي تعتمد عليه المنطقة في توليد خمس الطاقة لديها مع رفض شروط الدفع الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واختبارها لمدى صدق وعيده بوقف ضخ الغاز، فإن المشترين الأوروبيين سيواجهون مخاطرة حقيقية للغاية بقطع الإمدادات عنهم.
وبين الموقع أن تأثير قطع الإمدادات سيظهر بسرعة على سوق الغاز الطبيعي الأوروبية، فالتداول بات مهدداً بالفعل، مع تضاعف الأسعار 5 مرات مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وقد يزداد الأمر سوءاً عند تعطل الإمدادات ويمكن أن ترتفع العقود الآجلة أكثر من 3 أضعاف، خاصةً إذا دخلت أوروبا الشتاء المقبل مستنفدةً لمخزوناتها من مواد الطاقة.

صراع الروبل واليورو
وحسب موقع "ميدل إيست" أوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم الأربعاء إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا بسبب رفض البلدين سداد مدفوعات الوقود بالروبل، في أقوى رد حتى الآن من الكرملين على العقوبات المشددة التي فرضها الغرب بسبب غزو أوكرانيا. وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تدفع الدول الأوروبية ثمن الغاز بالروبل بعد أن جمد الغرب الأصول الروسية وعزل موسكو إلى حد كبير عن النظام الاقتصادي الغربي بسبب الحرب في أوكرانيا.
وطالب بوتين الدول التي يصفها بـ "غير صديقة" بالموافقة على خطة تفتح بموجبها حسابات في غازبروم بنك وتسدد مدفوعات واردات الغاز الروسي باليورو أو بالدولار الذي يمكن تحويله إلى روبل.
وفي المقابل قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الأربعاء إن إعلان غازبروم هو محاولة أخرى من روسيا لاستخدام الغاز أداة للابتزاز.
وأضافت فون دير لاين في بيان "هذا غير مبرر وغير مقبول. ويظهر مرة أخرى أن روسيا مورد للغاز غير جدير بالثقة".
وقالت أيضاً "نحن مستعدون لهذا السيناريو. نقوم بإعداد رد الاتحاد الأوروبي المنسق". وأضافت "يمكن للأوروبيين أن يثقوا في وقوفنا متكاتفين ومتضامنين مع الدول الأعضاء المتأثرة" بالخطوة الروسية.