بلومبرغ: التضخم... صديق لوبان المفضل
يحشد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قواه ليوسع الفارق مع منافسته مارين لوبان. ويعتبر تقدمه بـ 53 % ضئيلاً، في وقت تبدو فيه النسبة متناقضة مع سجله الاقتصادي، ناهيك عن الخلفية السياسية السامة لمنافسته. تناول الكاتب ليونيل لوران في موقع بلومبرغ دور التضخم في فرنسا في مساعدة مرشحة التجمع الوطني اليميني على زيادة شعبيتها في مواجهة ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل (نيسان)المقبل، متسائلاً "ألا يجب أن تتحدث الأرقام عن نفسها؟". وتظهر البيانات أن فرنسا تتقدم في خلق فرص العمل، بمعدل بطالة هو الأدنى منذ 15 عاماً، بينما فاقت نسبة النمو، ما تحققه ألمانيا. والقوة الشرائية، وهي الهاجس الأول للناخبين الفرنسيين، ارتفعت في ظل رئاسة ماكرون ضعفي ما كانت عليه في السنوات الماضية.
أولوية ماكرون
كان هذا فعلاً أولوية ماكرون عندما اعتمد في مواجهة الوباء سياسة "مهما كلف الأمر" لحماية الوظائف في بلد يصنف من الأكثر تكافؤاً في الفرص في العالم المتطور، من حيث الدخل.
وبينما تعهدت حملة ماكرون بتضمين المزيد من الإنفاق، فإن معهد "مونتانيه" المستقل للأبحاث، يعتبر برنامج لوبان أكثر كلفة بمرتين وأن من المستحيل تطبيقه دون تعريض ميزانية الدولة وسيادتها للخطر.
ومع ذلك، فإن تركيز لوبان على التضخم، إلى جانب مرشح اليسار المتطرف جان-لوك ميلانشون الذي لم يتجاوز الدورة الأولى الأحد الماضي بفارق ضئيل، يلقى صداه في أوساط العمال، والناخبين تحت الستين، والذين لا يملكون المال في نهاية الشهر.
وتخوض لوبان حملتها بالتركيز على القوة الشرائية، واعدة بخفض الضرائب على الطاقة والسلع الضرورية.
وحتى في المناطق التي تدنت فيها البطالة، مثل معاقل التعدين السابقة، فإن رسالة لوبان وصلت.
وقال سكان في مدينة لانس شمال البلاد، حيث فازت لوبان بغالبية في 2017 وتقدمت على ماكرون في الدورة الأولى من انتخابات الأحد، إن اليمين المتطرف يملأ فراغاً كان يشغله اليسار ذات يوم. إن ارتفاع أسعار الغاز ورعاية الأطفال والنقل، تطغى حتى في الوقت الذي ترتفع فيه التوظيفات.
نسبة التضخم
وحسب الأرقام، فإن نسبة التضخم في فرنسا تبلغ 5.1% أي أقل من الكثير من جيرانها، وذلك جزئياً بفضل إجراءات ماكرون لمنح 38 مليون فرنسي 100 يورو شهرياً، ووضع سقف لأسعار الغاز والكهرباء.
ومهما كانت الفائدة النسبية من ذلك، فإنها لم تمنع شريحة مهمة من مؤيدي ميلانشون من الميل، 28% وفق أحد الاستطلاعات، للوبان.
وفي الوقت الذي تقول فيه غالبية مؤيدي ميلانشون إنها ستصوت لماكرون، فإن النتيجة ستكون انتخابات معرضة للتفكير السياسي المزدوج، مرشحة لليمين المتطرف لها صلات بفلاديمير بوتين، تخوض حملة يسارية تتعهد بمنح هبات من الميزانية لتهدئة التأثيرات المالية الناجمة عن حرب بوتين.
ويقدم التاريخ بعض الأمثلة، ففي 1981، خسر فاليري جيسكار ديستان أمام الإشتراكي فرنسوا ميتران في الدورة الثانية من الانتخابات رغم أن الأخير حل ثانياً في الدورة الأولى.
وفي أوقات الحرب والتضخم، فإن الفرنسيين أقل التفاتاً إلى التحذيرات من مخاطر ضبط الأسعار أو التأثير الروسي.
وخلص الكاتب إلى أن السباق محتدم. وأن التضخم أفضل صديق للوبان. وإذا لم ينتبه ماكرون، فإنه قد يتحول ليصبح عدوه الأسوأ.