جريدة الفجر الإماراتيه | جريدة الفجر الإماراتيه | بناء جدار ترامب: 300 ألف لتر من المياه يوميًا ...!

-- يستنزف الجدار، الذي بدأ تشييده بالقرب من محمية، كل المياه العذبة المتوفرة حوله

في ولاية أريزونا، يمكن للجدار العظيم على الحدود مع المكسيك، الذي طلبه الرئيس ترامب، أن يستبدل أزمة الهجرة بأزمة بيئية، اذ يتطلب تشييده كميات هائلة من المياه، حوالي 300 ألف لتر يوميًا، حسب مقاول مسؤول عن المشروع، رغم نفاد الاحتياطيات المائية في المنطقة وتدميرها بسبب جفاف طويل، ودرجات حرارة قياسية، وزراعات كثيفة.

بارتفاع 9 أمتار، سيمتد الحاجز على أكثر من 100 كيلومتر في ولاية أريزونا، منها 30 كيلومترا على حافة محمية سان برناردينو الوطنية للحياة البرية. وهذه المحمية هي واحدة من القلائل في تلك المنطقة القاحلة، التي توجد فيها ينابيع مائية تعيش فيها أنواع مهددة بالانقراض. لكن الجدار، الذي بدأ تشييده بقربها في شهر أكتوبر، يستنزف كل المياه العذبة المتوفرة حوله.

ما لا يقل عن ثمانية أنواع مهددة بالانقراض جراء عملية السطو على المياه، منها أربعة أنواع من الأسماك المستوطنة. ياكوي توبمينناو، شيفين، شاينير، وخصوصا أسماك ريو ياكوي، التي تعد هذه المحمية مقامها الوحيد في الولايات المتحدة، وهناك خشية من ان تنقرض. كما أن نفاد المياه، يهدد الضفادع النمرية شيريكاهوا، والنبتة شبه المائية هواشوكا خيمة نبات، والثعبان المكسيكي المخطط، وكذلك صقر ابلومادو.

بالقرب من المحمية، تم بالفعل استخدام المياه من البئر لصنع الخرسانة والتحكم في كمية الغبار. وستكون هناك حاجة إلى ما يقرب من 230 مليون لتر من المياه لبناء الجدار من جانب أريزونا وحدها، وفق غاري نابهان، عالم الأحياء والباحث بجامعة أريزونا.

«إنّ نوع الجدار -أقدام خرسانية طويلة القامة، مع إضاءة 24/24، و7 أيام على 7 الذي اختاره ترامب، هو الذي سيتسبّب في أكبر قدر من الاضطراب للبشر، ولكن أيضًا للحياة البرية والغطاء النباتي”، يضيف غاري نبهان.

تم تعليق ثمانية وعشرون قانونًا

في التاسع من أكتوبر 2018، أعلنت إدارة ترامب أنها ستسقط 28 قانونًا اتحاديًا تفرض حماية ومراقبة الأنواع المهددة بالانقراض، والأراضي، وحقوق الأمريكيين الأصليين، من أجل تسريع عملية البناء. وفي ولاية أريزونا، تم تعليق ثلاثة عشر قانونا من قوانين الولاية، بالإضافة إلى القوانين الفيدرالية.

ومن بينها، نجد قانون السياسة البيئية الوطنية، الذي يفرض تحليلًا علميًا أوليًا طويلًا للمشاريع وغالبًا ما يؤدي إلى تكاليف إضافية قبل الموافقة عليها. وبدون هذه القوانين، يمكن أن يمضي بناء الجدار قدما، دون عوائق القيود البيئية التي قد يواجهها في طريقه.

و”من خلال هذه الإعفاءات البيئية والأموال المسروقة، يقوم ترامب ببناء جدار يستنفد موارد المياه الثمينة، يقول عضو الكونغرس في ولاية أريزونا راؤول غريجالفا: ويدنس المواقع المقدسة، ويدمر الكنوز البيئية للمناطق الحدودية».